ازدواجية المعايير الأمريكية: متى ينتهي الاستغباء السياسي للشعوب؟ #عاجل - بوابة الكويت

منوعات 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ازدواجية المعايير الأمريكية: متى ينتهي الاستغباء السياسي للشعوب؟ #عاجل - بوابة الكويت, اليوم الثلاثاء 15 يوليو 2025 12:07 مساءً

بوابة الكويت - جو 24 :

كتب عوني الرجوب -

من جديد، يطلّ علينا دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي ، بتصريحات يُراد لها أن تبدو "إنسانية”، بينما تتقطر منها رائحة الانحياز والتضليل. يقول ترامب: "نأمل أن نتوصل لاتفاق بين غزة وإسرائيل"، ويضيف: "نسعى لوقف الحرب"، وكأنّه طرف محايد يسعى للسلام بين متحاربين متكافئين، بينما الحقيقة واضحة كالشمس: إسرائيل قوة احتلال، وغزة شعب محاصر يُذبح على مرأى العالم!

ازدواجية صارخة ومكشوفة

ما يقوله ترامب ويُكرره الإعلام الغربي ليس إلا تجميلًا لوجه قبيح. فحين تعرّضت إسرائيل لهجوم من إيران، سارع ترامب ومنظومته السياسية والدبلوماسية إلى وقف التصعيد خلال 24 ساعة، دون مشاورات، ودون مفاوضات، فقط لأنه شعر بأن استمرار الحرب لأسبوع آخر كان كفيلًا بإسقاط إسرائيل عسكريًا ومعنويًا، وربما بدد أوهام تفوّقها الذي تبنيه على دعم أمريكي مطلق.

بل إن بنيامين نتنياهو، الذي ملأ الدنيا صراخًا واستعراضًا أمام إيران، أذعن في ساعات قليلة، وسارع إلى وقف إطلاق النار، وكأنه أدرك أن استمرار الحرب مع إيران لأيام معدودة فقط كان سيُجبره على رفع الراية البيضاء، ويضطره للهروب مذعورًا من فلسطين كلها. فوقف الحرب دون استشارة أحد، لا أمريكا، ولا حلفاءه، لأنه شعر أن النار هذه المرة تحته.

أما في غزة، فنتنياهو يواصل المجازر، لأنه يعلم أن أمريكا تغطيه، وأن القتل هناك لا يُحاسب عليه أحد، وأن أرواح أطفال غزة لا تُقاس كما تُقاس مصالح تل أبيب.

هل يظنون أن الشعوب مغفلة؟

حين يقول ترامب: "نقبل تلفيقات تعجبنا من حماس"، فهذا ليس فقط استخفافًا بالعقول، بل استعلاء استعماري بامتياز. من الذي يقرر ما يُقبل من تلفيقات؟ وأين الحقيقة في كل هذا؟ وهل الحقيقة أن غزة تُدافع عن نفسها جريمة يجب أن تُدان، بينما تبرير جرائم إسرائيل بحق المدنيين يُسمّى دفاعًا عن النفس؟

هل تظن يا ترامب، ويظن الغرب معك، أن الشعوب العربية والإسلامية لا ترى ما يحدث؟! أن الأمهات الثكالى لا تُدرك نفاق المواقف؟ أن المقاومين لا يعرفون أن هذه الحروب لا تُدار فقط بالسلاح، بل بالمواقف السياسية؟!

المفاوضات لا تعني الاستسلام

وقف إطلاق النار لا يكون بفرض شروط المنتصر – إسرائيل – على الطرف المنكوب – غزة. السلام الحقيقي لا يأتي حين تُرضي إسرائيل فقط، وتُنسف شروط الطرف الآخر. هذا ليس سلامًا، بل إذلال يُراد له أن يُسمى حلًا سياسيًا. الشعوب ليست مغفلة، وهي ترى أن كل "مساعي" أمريكا ليست إلا ذرًا للرماد في العيون، بينما الأسلحة التي تقتل بها إسرائيل تُشحن من الموانئ الأمريكية ذاتها.

نصيحة لترامب ونتنياهو: كفى استخفافًا

كفى! نام يا ترامب إن كنت تظن أنك تُقنع أحدًا. نام ما دام الضمير نائمًا، والتاريخ سيسجّل أنكم وقفتم مع القاتل لا الضحية، وناصرتم المحتل لا المقاوم، ودافعتم عن الظلم وسمّيتموه حقًا.

أما نتنياهو، فخزْيُك سيسبقك إلى صفحات التاريخ، ولن تغسل يدك من دماء الأطفال ولو ملأت بحورًا من الأكاذيب. أنت الذي وقفت ذليلًا أمام صواريخ إيران، وجبانًا أمام معادلتها، لكنك تتغوّل على أهل غزة لأنك تعرف أن العالم صامت، والغطاء الأمريكي حاضر.

لن تنفعكم المواقف الملتوية، ولا تصريحات "الوساطة”. فالأرض تعرف أهلها، والشعوب لا تنسى، والتاريخ لا يُزوّر إلى الأبد. وغزة لن تنكسر، بل أنتم من سينكسر ووهمُ التفوق الذي غذيتموه بالكذب والسلاح.

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : ازدواجية المعايير الأمريكية: متى ينتهي الاستغباء السياسي للشعوب؟ #عاجل - بوابة الكويت, اليوم الثلاثاء 15 يوليو 2025 12:07 مساءً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق