نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أوروبا النووية... ماكرون يبدأ بتحقيق أحلامه: ماذا يعني تنسيق فرنسا وبريطانيا ردعهما النووي؟ - بوابة الكويت, اليوم الثلاثاء 15 يوليو 2025 09:24 صباحاً
بوابة الكويت - أوروبا تسابق الزمن. وربما تسبقه.
"نحن بحاجة إلى نقاشات مع البريطانيين والفرنسيين معاً - (الذين يمثلون) القوتين النوويتين الأوروبيتين - بشأن ما إذا كان التقاسم النووي، أو على الأقل الأمن النووي... يمكن أن ينطبق علينا".
لو قيل للمستشار الألماني فريدريتش ميرتس الذي عبّر عن هذه الرغبة في 21 شباط/فبراير الماضي إن أمنيته ستبدأ بالتبلور في غضون أشهر، لكان اتّهم محدِّثه بأنه مُبالغ في التفاؤل.
ومبالَغة في التفاؤل لم تكن.
"لقد وقّعنا إعلان نورثوورد، مؤكدين للمرة الأولى أننا ننسق ردعنا النووي المستقل". ما أعلنه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر وهو يقف إلى جانب ضيفه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأسبوع الماضي، يهيئ لحقبة أمنية جديدة في أوروبا.
"من اليوم، سيعلم أعداؤنا أن أي تهديد متطرف لهذه القارة من شأنه أن يطلق رداً من دولتينا".
بهذه الخطوة، تسعى الدولتان إلى تخطي مشاكل جمة أثارها انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وبشكل أشمل، تاريخ من العلاقات الإشكالية عمره عقود بل قرون من الزمن.
"إنها رسالة على شركائنا وأعدائنا أن يسمعوها"، قال ماكرون. وصلت الرسالة إلى الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين... وغيرهما.
ماكرون (مواقع)
صدى التصفيق الحاد
كأنّ الصعوبات الداخلية تحفّز ماكرون على تحقيق اختراقات خارجية. طوّرت فرنسا ترسانتها النووية لإيمانها بأنها قوة دولية، لا قارّيّة فقط. تكررت عبارة "الاستقلالية الاستراتيجية" لأوروبا كثيراً في خطابات ماكرون، لكن مدلولاتها عابرة لأجيال من الأحزاب والشخصيات الفرنسية. سنة 1995، قوبل كلام رئيس الوزراء ألان جوبيه في الجمعية الوطنية عن أنه "يمكن ويجب على فرنسا تأكيد دورها كقوة عالمية" بالتصفيق الحاد. المنصة الأولى لهذا الدور هي أوروبا بقيادة فرنسية إلى أكبر حد ممكن.
لطالما مثلت بريطانيا قوة أساسية لفرنسا كي توازن علاقاتها القارية. يصحّ ذلك أيضاً في مواجهة روسيا. كانت الدولتان حليفتين طبيعيتين في مواجهة الاتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة، لكنهما خاضتا أيضاً حرباً مشتركة ناجحة ضد روسيا القيصرية أواسط القرن التاسع عشر.
استعادة الوضوح
المهم أيضاً في إعلان ستارمر ذكره كلمة "المستقل" في إشارته إلى الردع النووي لكلتا الدولتين. صحيح أن التنسيق لا ينص على دمج ردع الترسانتين، لكنه قد يكون أيضاً لفتة إلى أن الردع النووي البريطاني هو في وارد الاستقلالية التدريجية عن الترسانة الأميركية، أو على الأقل، في وارد التنويع. تتمتع القوة النووية الفرنسية باستقلال تام حتى عن الناتو، في حين أن القوة النووية البريطانية متشابكة مع نظيرتها الأميركية.
لدى باريس إمكانية استخدام أسلحتها النووية، عبر الغواصات والمقاتلات النفاثة، بينما لا تملك لندن سوى الغواصات لهذه الغاية، وهي تستأجر الكثير من صواريخها النووية من الولايات المتحدة. بالتالي، حين تعلن عن رغبتها بالتنسيق النووي مع باريس، تشير ضمناً إلى أنها تستعيد، جزئياً، مقداراً أكبر من هامش التحرك أذابه الارتباط الحصري بالردع النووي الأميركي.
0 تعليق