بوابة الكويت - شهدت الكرة المصرية خلال السنوات الأخيرة تحوّلاً تدريجياً في ملامح المنافسة، مع صعود نادي بيراميدز إلى واجهة الكبار، مقابل تراجع ملحوظ للزمالك، ومحاولات مستمرّة من الأهلي للحفاظ على مكانته المعتادة.

هذا التغير بات أكثر وضوحاً في الموسم الماضي، إذ بدأ بيراميدز يفرض نفسه كمنافس حقيقي، مستفيداً من التخبط الإداري والفني الواضح لدى القطبين، اللذين عجزا حتى الآن عن إيجاد حلول جذرية تُعيد الاستقرار إليهما.

الأهلي، رغم تاريخه العريق، يعاني من حالة عدم الاتزان نتيجة تغييرات فنية متتالية وضغوط جماهيرية وإعلامية متواصلة، في ظل تذبذب في الأداء وعدم وضوح الرؤية الفنية. أما الزمالك، فالأزمات المتكرّرة على مستوى الإدارة والتمويل ألقت بظلالها على الفريق، وتسببت في تراجع حاد على صعيد النتائج والبطولات، مع استمرار دوامة تغيير المدربين ورحيل اللاعبين، في مشهد بات يتكرّر كل موسم.

في المقابل، يواصل بيراميدز تقديم نموذج مغاير، قائم على الاحترافية والاستقرار منذ انطلاقته عام 2019. فالنادي يسير وفق استراتيجية واضحة المعالم، أساسها الاستقرار الإداري، وتوفير بيئة احترافية للاعبين، وتلبية كل متطلبات الجهاز الفني، بالإضافة إلى اختيار الصفقات بعناية فائقة بعد دراسة دقيقة وتحليل شامل للأداء.

الفارق بدا جلياً خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، إذ ظهر ضعف واضح في إدارة التعاقدات لدى الأهلي والزمالك، فمعظم مفاوضاتهما مكشوفة للإعلام، ما يؤدّي في كثير من الأحيان إلى تعثر الصفقات أو تصعيد الأزمات حولها، ورغم الحاجة الماسة إلى تدعيم الصفوف، لم ينجح أي من الناديين في حسم صفقة نوعية تحدث الفارق الحقيقي في الموسم المقبل.

على الجانب الآخر، يتحرّك بيراميدز بصمت واحتراف، من دون ضجيج إعلامي، حيث تحرص الإدارة على الحفاظ على سرية التفاوض، مما يمنحها حرية ومرونة أكبر في التعاقد مع اللاعبين، وتقديم المغريات المالية اللازمة لجذب أفضل المحترفين.

منذ تأسيسه، تبنّى بيراميدز هذا النهج، وهو ما ساعده في استقطاب أبرز اللاعبين الأجانب، وتقديم مستويات قوية محلياً وقارياً، حتى تُوّج أخيراً بلقب دوري أبطال أفريقيا، في إنجاز لم يأتِ من فراغ، بل نتيجة مشروع رياضي متكامل، يعرف أصحابه هدفهم ويسعون إليه بخطى ثابتة.

في ظل هذا الواقع، تبدو الحاجة ملحة أمام الأهلي والزمالك لمراجعة حساباتهما، والتخلي عن الأساليب التقليدية التي لم تعد تتماشى مع متغيرات كرة القدم الحديثة.