بوابة الكويت - أكد عالم الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، أن منطقة “الفرما” في شمال سيناء تمثل إحدى أهم المحطات الروحية والتاريخية في رحلة العائلة المقدسة، وتستحق أن تكون درة السياحة الروحية في مصر، لما تحويه من كنوز أثرية نادرة ومواقع دينية فريدة لا مثيل لها في العالم.

ما ينقص الآن هو الترويج الخارجي الفعّال وإشراك المستثمرين في إنشاء فنادق بيئية

وقال عالم الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، خلال ظهوره في برنامج “ساعة من سيناء”، المذاع على قناة أزهري،  إن الدولة المصرية أنجزت بنية تحتية متقدمة في الفرما، شملت تمهيد الطرق، وتوفير المياه والإنارة والخدمات الأساسية، مشيرًا إلى أن ما ينقص الآن هو الترويج الخارجي الفعّال وإشراك المستثمرين في إنشاء فنادق بيئية وقرى سياحية على غرار النموذج القائم في جبل الطير بسمالوط.
وأضاف عالم الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، أن الفرما كانت أول محطة دخلتها العائلة المقدسة في مصر، وقضت بها يومين، وأن المنطقة تحوي مسرحًا رومانيًا متكاملًا، وكنائس من طرز معمارية متعددة (بازيليكا، روتاندا، صليبية)، ما يجعلها مدرسة حية لفنون العمارة المسيحية، مطالبًا بفتح هذه المواقع للزيارة بعد ترميمها، وربطها بخريطة السياحة الروحية العالمية.

المواطن السيناوي هو “خير سفير” للترويج السياحي في شمال سيناء

قال الدكتور عبد الرحيم ريحان إن المواطن السيناوي هو “خير سفير” للترويج السياحي في شمال سيناء، داعيًا إلى ثورة وعي تبدأ من الداخل عبر تعزيز ثقافة الانتماء للمكان وتوظيف وسائل التواصل الاجتماعي لتقديم صورة مشرفة للمنطقة.
وطالب ريحان بضرورة دمج التاريخ السيناوي في المناهج التعليمية، وتحفيز الطلاب على زيارة المواقع الأثرية عبر أنشطة منهجية، ما يعزز المعرفة ويُخرج المواطن من دائرة الغربة عن تراثه.
وأشار إلى أن المواطن يمكن أن يتحول إلى هيئة تنشيط سياحة متنقلة، من خلال مشاركته اليومية للصور والمعلومات، ونقل التجارب الحقيقية عبر شبكات التواصل، تمامًا كما يفعل مواطنو برشلونة وروما وغيرهما من المدن التي تضع الثقافة والسياحة في صدارة أولوياتها.

واختتم بقوله: “إذا استثمرنا في وعي المواطن، فسنربح معركة السياحة من الداخل قبل الخارج”.

شمال سيناء كنز أثري غير مستغل.. ويطالب بمتحف قومي في العريش

دعا الدكتور عبد الرحيم ريحان إلى ضرورة إعادة تأهيل المواقع الأثرية في شمال سيناء وفتحها للجمهور، وعلى رأسها منطقة “الفرما”، مؤكدًا أن سيناء تحوي كنوزًا أثرية تمثل كل العصور، من المصرية القديمة حتى الإسلامية، لكنها لا تزال مغلقة أمام الزوار.

وخلال استضافته في برنامج “ساعة من سيناء”، على قناة أزهري، شدد ريحان على أن شمال سيناء تحوي قلعة “ثارو” التاريخية، ومسارات طريق حورس الحربي، ومواقع تصنيع السفن الرومانية، إضافة إلى آثار مسيحية وإسلامية نادرة مثل تل الكنائس وحصن الطينة، لكن “رغم كل هذه الكنوز، لا يوجد حتى متحف أثري واحد مفتوح في شمال سيناء”.

واقترح الدكتور ريحان إنشاء متحف قومي في العريش أو القنطرة، يضم القطع الأثرية المكتشفة من حفائر السنوات الماضية، بدلًا من تخزينها في المخازن المتحفية، ما سيوفر وجهة جذب سياحي وتعليمي وثقافي هامة.

وأكد أن إعادة الترميم والتأهيل لا بد أن تتم بمواد أصلية ووفق منهج علمي دقيق، داعيًا المستثمرين ورجال الأعمال لدعم وزارة السياحة والآثار في جهودها، ومطالبًا الجهات المعنية بتسهيل الإجراءات أمام الصحفيين والإعلاميين لتوثيق هذه الكنوز البصرية بالصوت والصورة.