بوابة الكويت - تمضي مصر قدماً في تنفيذ محطة الضبعة النووية، وهي المحطة النووية الأولى من نوعها في البلاد، التي تُعد خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز أمن الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري مثل المازوت والسولار والغاز الطبيعي.

 المحطة ليست مجرد منشأة لتوليد الكهرباء، بل تمثل جزءاً من خطة طموحة لتطوير قطاع الطاقة في مصر وتحقيق استدامته على المدى الطويل.

تطورات بناء محطة الضبعة النووية

في نوفمبر 2015، تم توقيع اتفاقية تعاون بين مصر وروسيا لبناء محطة الضبعة النووية.

و بموجب هذه الاتفاقية، تتولى شركة "روس أتوم" الروسية تنفيذ العقد الرئيسي للهندسة والتوريد والبناء، بالإضافة إلى توريد الوقود النووي ودعم تشغيل وصيانة المحطة لمدة عشر سنوات من بدء تشغيلها. كما يقوم الجانب الروسي ببناء منشأة لتخزين الوقود النووي المستنفد وتوفير حاويات خاصة لذلك.

العمل في الموقع مستمر حالياً، حيث تجري التحضيرات الجارية للبناء وتنفيذ الأعمال الإنشائية، وهو ما يتطلب تسليط الضوء على آخر التطورات في هذا الصدد. يوضح الفيديو التالي التحديثات المتعلقة بالمرحلة الحالية من بناء المحطة وتوريد المعدات والتجهيزات اللازمة.

الجدول الزمني للمحطة

مرت 8 سنوات على بدء أعمال بناء محطة الضبعة، حيث بدأت الأعمال في الربع الأخير من عام 2017، وفقاً للخطط الحالية، من المقرر أن تبدأ المفاعلات الأربعة في العمل بشكل متتابع، على أن تصل المحطة إلى طاقتها الإنتاجية الكاملة بحلول عام 2031. 

إن المخطط الزمني لتشغيل المحطة يوضح مراحله الزمنية المختلفة، من عمليات البناء والتوريد، وصولاً إلى بدء التشغيل الفعلي لكل مفاعل.

سداد القرض بالروبل الروسي

في يونيو الماضي، أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قراراً بتعديل اتفاق سداد القرض المقدم لمصر لإنشاء محطة الضبعة النووية البالغ قيمته 25 مليار دولار. سيتم سداد هذا القرض بالروبل الروسي بدلاً من الدولار، وذلك نظراً للصعوبات التي تواجهها مصر في سداد القروض بالعملات الأجنبية. 

وقد أكد وزير المالية الروسي أن مصر قد سددت جميع أقساط القرض المستحقة حتى بداية عام 2024، ويتم الآن سداد باقي الأقساط وفقاً للجدول الزمني المحدد.

هذا التعديل في آلية السداد أثار العديد من التساؤلات حول تأثيره على الاقتصاد المصري والعلاقات التجارية بين البلدين، كما يفتح المجال لمزيد من النقاش حول دور العملات المحلية في التبادلات التجارية الدولية.

مصادر الطاقة الكهربائية في مصر

على الرغم من التقدم في مشاريع الطاقة المتجددة، فإن محطات الطاقة التقليدية ما زالت تشكل المصدر الرئيسي لإنتاج الطاقة الكهربائية في مصر. 

وتُعد محطات الطاقة المركبة، التي تجمع بين محطات الغاز والبخار، هي الأبرز في هذا المجال. يوضح الإنفوجراف التالي النسبة التي تمثلها مصادر الطاقة المختلفة في توليد الكهرباء في مصر.

مشروعات الطاقة المتجددة

في الوقت نفسه، تعكف وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية على تنفيذ العديد من مشروعات الطاقة المتجددة في إطار برنامج "نُوَفِّــي" بالتعاون مع المؤسسات التنموية الدولية. تهدف هذه المشروعات إلى دعم الاقتصاد الوطني من خلال تنويع مصادر الطاقة وتحقيق التنمية المستدامة. 

كما تسعى الحكومة إلى استبدال المحطات القديمة التي تعمل بالوقود الأحفوري بمحطات جديدة أكثر كفاءة تعتمد على الطاقة المتجددة، وهو ما يعزز جهود مصر في تقليل انبعاثات الكربون وتحقيق أهدافها في مجال الطاقة المتجددة.

و يُعد تنفيذ محطة الضبعة النووية جزءاً من استراتيجية أوسع تهدف إلى تعزيز أمن الطاقة في مصر، وتقليل الاعتماد على المصادر التقليدية للطاقة. ورغم التحديات التي تواجهها مصر في هذا السياق، فإن المشروعات الجارية حالياً تعد خطوة هامة نحو تحقيق الاستدامة والازدهار في قطاع الطاقة.