بوابة الكويت - لم يكن عام 2025 عامًا عاديًا بالنسبة لمصر فيما يتعلق بالحرائق، فقد شهد حوادث متتالية كشفت عن ثغرات كبيرة في البنية التحتية، ووضعت أجهزة الدفاع المدني، وقطاعات الاتصالات، والمرافق العامة تحت ضغط غير مسبوق. وقد بدأ العام بهدوء نسبي، لكنه سرعان ما تحوّل إلى ساحة اختبارات صعبة بعد حادث حريق سنترال رمسيس الذي أعاد ترتيب أولويات الدولة في ما يخص الأمان والسلامة.

 لم يكن عام 2025، مجرد عام من الحرائق المتفرقة، بل مثّل ناقوس خطر حقيقي حول الحاجة إلى التعامل الجاد مع ملف السلامة، سواء في المؤسسات الكبرى أو البيوت العادية. والرسالة الأهم التي خرج بها المصريون من هذا العام هي أن "الوقاية ليست رفاهية، بل ضرورة بقاء".

 حريق سنترال رمسيس

في صباح يوم 7 يوليو، اندلعت النيران في أحد أهم المراكز التكنولوجية بمصر، وهو سنترال رمسيس الواقع في قلب القاهرة. كانت ألسنة اللهب خارجة من الطابق السابع، حيث تتركز الأجهزة المركزية التي تدير خدمات الهاتف الثابت، وشبكات الإنترنت، وعدد من المسارات الحساسة الخاصة بالبنية المعلوماتية للدولة، ونتج عنه وفاة 4 موظفين داخل المركز، اختناقًا أو حرقًا، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 30 شخصًا، بينهم رجال إطفاء ومسعفونن ناهيك عن انقطاع مؤقت لخدمات الإنترنت في مناطق واسعة من العاصمة ومحافظات أخرى، وتوقف خدمات الدفع الإلكتروني، ما أثّر على أجهزة الصراف الآلي ومحطات المترو، وإرباك حركة الطيران مؤقتًا بسبب تعطل بعض نظم الاتصالات الداخلية في المطارات.

سبب حريق سنترال رمسيس

بحسب التحقيقات الأولية، فإن السبب الظاهري وراء حريق سنترال رمسيسي، كان ماسًا كهربائيًا في إحدى غرف الطاقة الاحتياطية. لكن هذا لم يمنع الناس من طرح تساؤلات عديدة حول ضعف نظم الأمان الداخلي، وعدم وجود بدائل فورية أو نسخ احتياطية تعمل بمجرد وقوع الحريق، الذي أعطى درسا قاسيل خرجت للدولة وهو أن هذا الحادث هو أن الاعتماد على مركزية تكنولوجية واحدة يُعد مخاطرة عالية، خصوصًا في ظل تعاظم دور التكنولوجيا في كل مفاصل الحياة اليومية، من الاتصالات إلى الاقتصاد.

حريق مستشفى في المهندسين

بعد أقل من شهر، وفي أواخر يوليو، نشب حريق جزئي في أحد المستشفيات الخاصة بمنطقة المهندسين نتيجة تسرب غاز من أحد أجهزة التعقيم. ورغم السيطرة السريعة على الحريق، فإن الحادث تسبب في حالة ذعر كبيرة بين المرضى والعاملين، حيث تم إخلاء أكثر من 70 مريضًا، من بينهم حالات في العناية المركزة، لم تسجل خسائر بشرية، لكن بعض الأجهزة الطبية باهظة الثمن تعرضت للتلف، كشف الحادث عن غياب تدريبات الطوارئ لدى الطاقم الطبي في بعض المنشآت الخاصة.

 حريق مسجد أثري في القليوبية

في شهر مارس، اندلع حريق محدود في مسجد أثري بقرية "ميت نما" بمحافظة القليوبية. المسجد يعود تاريخه إلى العصر العثماني، ويُعد من أبرز المعالم الأثرية في المنطقة، رغم محدودية الأضرار، أثار الحادث قلقًا كبيرًا بشأن وضع المساجد القديمة والأبنية التاريخية التي لا تزال تفتقر إلى نظم الحماية من الحرائق مثل أجهزة الإنذار، وأنظمة الرش التلقائي.

 حريق مصنع أثاث في دمياط

في إبريل 2025، اندلع حريق كبير داخل أحد مصانع الأثاث بمدينة دمياط الجديدة، وهي المدينة المعروفة بكونها المركز الأول لصناعة الأثاث في مصر.

التهمت النيران أجزاء كبيرة من المخزن الرئيسي الذي يحتوي على أخشاب ومواد قابلة للاشتعال، شارك أكثر من 15 سيارة إطفاء في إخماد الحريق، أدى الحادث إلى توقف العمل بالمصنع لأكثر من أسبوع، وخسائر قدرت بالملايين، تمت إحالة صاحب المصنع للتحقيق بسبب عدم الالتزام بإجراءات السلامة الصناعية.

 حريق بسبب كابل كهرباء في مترو الأنفاق

في يونيو، اندلع حريق مفاجئ في أحد قطارات مترو الخط الثاني بين محطتي الشهداء والسادات، نتيجة انفجار كابل كهربائي. تم إجلاء الركاب بسرعة، ولم تُسجل إصابات، لكن الحادث سبّب حالة فزع كبيرة.

وأثار ذلك انتقادات واسعة بشأن حالة الصيانة الدورية للقطارات، خصوصًا مع ارتفاع درجات الحرارة خلال الصيف، مما يرفع احتمال انفجار الكابلات أو اشتعالها.

 حريق برج سكني في الإسكندرية

في منتصف أغسطس، اشتعلت النيران في شقة بالطابق السابع من أحد الأبراج السكنية بمنطقة سيدي بشر شرق الإسكندرية، نتيجة اشتعال جهاز تكييف. امتد الحريق إلى شقتين مجاورتين، قبل أن يتمكن الدفاع المدني من السيطرة عليه، نتج عنه إصابة 3 أشخاص بحروق بسيطة، وخسائر في ممتلكات السكان، وغياب طفايات الحريق عن مدخل العمارة رغم أنها حديثة البناء.