بوابة الكويت - لجأ عدد متزايد من المصريين إلى خيار التقسيط كوسيلة لتخفيف عبء شراء الأجهزة المنزلية، التي تُعد من أساسيات تجهيز أي منزل.

وكشفت بيانات رسمية حديثة أن المصريين أنفقوا نحو 3.5 مليار جنيه على شراء الأجهزة المنزلية بالتقسيط خلال عام واحد فقط، ما يعكس تغيرًا في أنماط الإنفاق وسلوك المستهلكين، ويطرح تساؤلات حول تأثير هذا الاتجاه على الاقتصاد والأسرة المصرية.

بحسب التقرير الصادر عن الهيئة العامة للرقابة المالية، بلغ إجمالي قيمة التقسيط المُستخدم في شراء الأجهزة المنزلية خلال أول 5 أشهر من عام 2025 نحو 3.5 مليار جنيه، مقارنة بـ2.8 مليار جنيه في نفس الفترة من العام الماضي، بنسبة نمو تجاوزت 25%.

ويرى خبراء الاقتصاد أن هذا الرقم يُعبر عن عدة دلالات، أبرزها:

زيادة الاعتماد على التمويل الاستهلاكي: إذ أصبح التقسيط وسيلة رئيسية لاقتناء السلع المعمرة، خاصة في ظل ارتفاع الأسعار وصعوبة الشراء النقدي الفوري.

دور شركات التقسيط: ساهم توسع شركات التمويل الاستهلاكي في إتاحة خيارات مرنة أمام المواطنين، سواء من خلال فترات سداد ممتدة أو بدون فوائد أحيانًا.

مؤشرات على الضغوط التضخمية: حيث يُعد ارتفاع الإنفاق على الأجهزة بالتقسيط مؤشرًا غير مباشرًا على تآكل القوة الشرائية للمواطنين، والاعتماد على الائتمان لسد الفجوة بين الدخل والاحتياجات الأساسية.

من جانبه، أشارت إحدى شركات التمويل الاستهلاكي إلى أن الأجهزة المنزلية، وعلى رأسها الثلاجات والغسالات وأجهزة التكييف، تمثل أكثر من 40% من إجمالي الطلب على التمويل، تليها الإلكترونيات مثل الشاشات وأجهزة اللابتوب.

كما حذر عدد من الاقتصاديين من أن الإفراط في اللجوء للتقسيط دون وعي مالي قد يؤدي إلى تراكم مديونيات الأسر، مطالبين بضرورة رفع الوعي بأهمية إدارة الدخل، واختيار نظم التقسيط المناسبة دون تحميل ميزانية الأسرة فوق طاقتها.

ويفسر خبراء هذا الاتجاه بضعف القدرة الشرائية للمواطنين، وزيادة الاعتماد على حلول تمويل بديلة، في ظل استمرار ارتفاع أسعار الأجهزة بنسبة تصل إلى 30% خلال عام واحد، بسبب ارتفاع أسعار المواد الخام وتكاليف الاستيراد.

وفي هذا السياق، يقول أحمد عبد الله، خبير التمويل الاستهلاكي، إن توسع شركات التقسيط وتعدد العروض ساهم في جذب شريحة كبيرة من المستهلكين، مضيفًا: "أصبح التقسيط هو الوسيلة الوحيدة لشراء أغلب السلع مرتفعة الثمن، خاصة بعد تقلص مدخرات الأسر".