صور جنوب لبنان بين التشجير والنظافة: مدينة تتحدى الأزمات بإرادة أبنائها - بوابة الكويت

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
صور جنوب لبنان بين التشجير والنظافة: مدينة تتحدى الأزمات بإرادة أبنائها - بوابة الكويت, اليوم السبت 12 يوليو 2025 12:14 مساءً

بوابة الكويت - في أعقاب الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، شهدت القرى والبلدات الجنوبية حراكاً سريعاً ومنظماً لاستعادة نمط حياتها الطبيعي، fحيث تكاتفت الجهود الأهلية والرسمية لإعادة تفعيل المرافق الحيوية.

 

وتميزت المرحلة بديناميكية مجتمعية لافتة تمثّلت fمبادرات مدنية، تطوعية وبلدية، أعادت الحياة إلى المؤسسات التربوية والصحية والاقتصادية.

 

كذلك أدت البلديات دوراً محورياً في التنسيق واستقطاب الدعم، بالتعاون مع منظمات غير حكومية وجامعات، لإطلاق خطط تنموية شاملة تركز على تحسين البنية التحتية، تعزيز العدالة الاجتماعية، وبناء قدرات محلية قادرة على مواجهة التحديات.

 

ضمن هذا السياق، شهدت مدينة صور جنوب لبنان انطلاق حملة بيئية شاملة تمثّلت بالتشجير، والتنظيف، وتحسين الإضاءة، وجاءت هذه المبادرة بدعم من "مطاعم الجواد" وبالتعاون مع البلدية.

 

مدينة صور (بلدية صور).

 

"مبادرة فردية"...
في حديثٍ خاص إلى "النهار"، يؤكد رئيس بلدية صور حسن دبوق، أن "المبادرة التي قامت بها "مطاعم الجواد" هي مبادرة فردية"، مشيراً إلى أنها بدأت ببرنامج متواضع وتطوّرت لاحقاً لتشمل مختلف أنحاء المدينة.

 

ويوضح أن "مثل هذه المبادرات والحملات، لو أرادت البلدية تنفيذها، لاحتاجت إلى نحو سنتين، بسبب المسار القانوني من جهة، وضرورة تأمين الاعتمادات المالية من جهة أخرى"، لافتاً إلى أن "البلدية تعاني من شلل منذ بدء الأزمة الاقتصادية".

 

ويشير إلى أن "مثل هذه المبادرات يجعل صور أكثر جاذبية، سواءً من ناحية الأشجار أو الإضاءة"، معتبراً أن "مدخل أي مدينة يترك الانطباع الأول عنها".

 

وفي سؤال عن المشاريع الأخرى، يلفت إلى أن "المبادرات تُقام خطوة بخطوة"، كاشفاً أن "ثمة أشخاصاً آخرين يعتزمون القيام بمبادرات مماثلة، فمدينة صور تعجّ بالمغتربين، ولا شك في أنهم يحملون محبة كبيرة لها".

 

وتمنى في ختام حديثه أن تُشجّع هذه المبادرة سائر الأشخاص القادرين على خدمة مدينتهم، مشدداً على أن البلدية "ستكون ميسّرة لأي مبادرة، ضمن حدود إمكاناتها".

 

وتهدف هذه الحملة إلى تجميل مداخل المدينة والمستديرات الرئيسية، باستخدام أصناف عالية الجودة من الأشجار والنباتات بما يتلاءم مع طبيعة المنطقة ويُضفي طابعاً بيئياً مميزاً عليها.

 

كذلك أزيلت النفايات المتراكمة ورفع الرُكام الذي خلفته الاعتداءات الإسرائيلية على المدينة.

 

من حملة التشجير في صور (بلدية صور).

من حملة التشجير في صور (بلدية صور).

 

"خطوة تشجيعية"...
من جهته، يؤكد مؤسس صفحة "TyrePage" الرسمية لمدينة صور، الناشط السياحي هشام نجدي في حديث خاص الى "النهار"، أن "هذه المبادرة تُشكّل حافزاً مشجعاً لبقية الجمعيات والمؤسسات وأصحاب رؤوس الأموال للقيام بخطوات مماثلة، أو بأي مبادرة تخدم المصلحة العامة"، لافتاً إلى أنه "يلمس رغبة واضحة لدى كثيرين في تقديم شيء الى صور".

 

ويعتبر أنَّ "المبادرة تساهم في إضفاء طابع حضاري على المدينة، وتُثبت أن أبناء صور لم يتخلّوا عنها رغم الدمار وكل ما تعرّضت له خلال العدوان الإسرائيلي"، موضحاً أن "الحملة أضفت جمالية على المدينة، وهي خطوة إيجابية جداً".

 

وعن الخطوات التي يتمنى رؤيتها، يقول نجدي: "يجب التشدد أكثر في موضوع النظافة، وأيضاً في الحدّ من رفع صوت الموسيقى داخل السيارات"، آملاً في "أن يرى صور دائماً بأفضل حالاتها".

 

ومن أهداف هذه الحملة، إنماء مدينة صور وتطويرها وتشجيرها وتجميلها وإنارتها لتكون نموذجاً حضارياً مميزاً يُحتذى به في كل لبنان.

 

من حملة التشجير في صور (بلدية صور).

من حملة التشجير في صور (بلدية صور).

 

بين الإيجابية والأولويات...
يعتبر محمد- أحد أبناء صور- أن "المبادرة مهمة جداً، سواء من ناحية التشجير أو النظافة، لما أضفته من جمال على المدينة"، معرباً عن أمله في أن يبادر الجميع إلى دعم مثل هذه الخطوات والمساهمة في تكرارها.

 

من جهتها، تشير ميشيل إلى أن المبادرة، رغم إيجابيتها، "كان ينبغي أن تُطلق منذ وقت سابق"، مؤكدةً أن "الحملة وحدها لا تكفي، لأن صور تعاني منذ فترة من مشكلة النفايات المنتشرة في مختلف أنحائها".

 

وتضيف: "رغم تكرار حملات النظافة، فإن المشكلة لا تزال قائمة"، مطالبةً كل فرد بتحمّل مسؤوليته والتوقف عن تلويث المدينة، ومشددةً على ضرورة أن يعمل المعنيون على معالجة هذه الأزمة قبل إطلاق حملات التشجير.

 

نور صفي الدين تقول إنًّ "هذه الحملة ضرورية جداً لمدينة عانت كثيراً من ويلات الحرب"، موضحةً أنّ "الأشجار ليست مجرد مظهر جمالي فحسب، بل هي تلعب دوراً في تنقية الهواء وإضفاء لمسة جمالية على المشهد العام".

 

وتؤكد أنّ "أهمية الحملة تكمن في شعور المواطنين بأنهم ليسوا في مدينة محاطة بالردم، بل في مدينة تنبت فيها الأشجار"، مستدركةً: "رغم ذلك، لا تعني هذه المبادرة أنها كافية، لكن، بما أنها لم تأتِ من الدولة أو البلدية، تُعدّ خطوة إيجابية جداً".

 

وتُشدّد نور على أنّ "المبادرات الفردية تساند البلدية، لكن يجب ألاّ تحلّ محلّها"، مشيرةً إلى أن هذه الخطوة يمكن اعتبارها "يقظة" تدفع البلدية إلى النهوض بمهماتها على الصعد المختلفة.

 

من حملة التشجير في صور (فايسبوك).

من حملة التشجير في صور (فايسبوك).

 

تعكس هذه المبادرات الفردية روح الانتماء الحقيقي، وتثبت أن الاهتمام بالشأن العام لا يحتاج دائماً إلى ميزانيات ضخمة بقدر ما يحتاج إلى إرادة حقيقية وشعور بالمسؤولية.

 

لكن، رغم كل الجهود، يبقى التحدي الأكبر في استدامة هذه الخطوات، وفي بناء وعي جماعي يجعل من النظافة والتشجير والثقافة البيئية جزءاً من حياة المدينة اليومية، لا مجرد حملات موسمية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق