نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
دراسة لجينوم مصري دحضت "الأفروسنترك" وفجّرت سجالات أوسع - بوابة الكويت, اليوم الخميس 10 يوليو 2025 12:56 مساءً
بوابة الكويت - قدّمت دراسة أجراها فريق باحثين دوليين في جامعة ليفربول، تحت عنوان "النسب الوراثي الكامل لمصري من الدولة القديمة" أدلة دامغة، تعتمد على أقدم جينوم كامل عُثر عليه في مصر حتى الآن، وتدحض نتائجها مزاعم حركة الأفروسنترك بشأن قدماء المصريين، ما جعلها موضع ترحيب كبير في وسائل الإعلام المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي في مصر.
ويدّعي أنصار "الأفروسنترك" أن قدماء المصريين كانوا أفارقة (ذوي بشرة سوداء)، وأن المصريين الحاليين ليسوا أحفادهم، بل أحفاد غزاة ووافدين.
أعاد الباحثون بناء وجه رجل النويرات
وما إن جرى الترحيب بالدراسة، حتى انفجرت سجالات محمومة، أوسع نطاقاً، امتدّت من شمال أفريقيا إلى منطقة الهلال الخصيب، وشملت مغاربة وعراقيين وآخرين اعتبروا أن الدراسة تؤكد أن قدماء المصريين أتوا من المغرب أو العراق أو غيرهما.
نتائج واستنتاجات
فحص الباحثون عظام رجل تعود للفترة ما بين 2855 و2570 قبل الميلاد، وقد عُثر على جثمانه بمنطقة "النويرات"، وهي منطقة تبعد نحو 523 كيلومتراً جنوبي القاهرة، وتتبع محافظة سوهاج حالياً.
ويقول الباحثون إن "التفسيرات المحتملة لنجاح استرجاع الجينوم الكامل هي دفن الجثمان في وعاء فخاري، وهو ما قد يكون أسهم في درجة من حفظ الحمض النووي لم تسجَّل من قبل في مصر".
وما فجّر السجالات الراهنة، هو أن نتائج الدراسة تفيد بأن 80 بالمئة من بيانات الجينوم تتطابق مع عيّنات أقدم عُثر عليها في شمال أفريقيا، ومع ذلك، فإن نحو 20 بالمئة من أصول الرجل الجينية يمكن تتبّعها من عيّنات في منطقة الهلال الخصيب الشرقي، بما في ذلك بلاد ما بين النهرين والمناطق المحيطة بها.
وقفز مشاركون في النقاشات على مواقع التواصل إلى نتيجة مفادها أن الدراسة تثبت أن قدماء المصريين قدموا من المغرب، معتمدين في ذلك على أن المنطقة التي اكتشفت فيها العينات الأقدم، كانت الصخيرات التي تتبع المغرب الآن.
تواصل حضاري
كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار المصرية الدكتور مجدي شاكر يقول لـ"النهار" إن "العلماء الذين قاموا بالدراسة، حاولوا الحصول على جينات من مصر لمقارنتها، فلم يجدوا سوى عينات من منطقة أبو صير، بمحافظة الجيزة، وهي تعود إلى حقبة أحدث كثيراً من الفترة التي عاش فيها رجل النويرات، لذا لجأوا إلى أقرب منطقة من مصر، فوجدوا عينات الصخيرات، في شمال أفريقيا".
ويضيف شاكر: "الدراسة لم تقل إن قدماء المصريين جاؤوا من المغرب أو من العراق، وكانت دقيقة في توصيفها، حيث أشارت إلى النسب التي وجدوها في الجينوم، وإلى مناطق شاسعة، مثل شمال أفريقيا ومنطقة الهلال الخصيب، وهما منطقتان تضمّان في العصر الحالي عدداً كبيراً ومتنوعاً من الدول".
وتشير الدراسة إلى أن التحليل "يعتمد على فرد مصري واحد قد لا يمثل عامّة السكّان، خاصة بالنظر إلى وضعه الاجتماعي المرتفع الظاهر من طريقة دفنه".
ويقول بعض المهتمين والمشاركين في النقاشات، إن من المرجح أن يكون العكس حدث، وخرجت الهجرات من مصر صوب تلك المناطق، ومنها الصخيرات.
الجينوم المصري
وأطلقت مصر مشروعاً طموحاً عام 2021 يهدف إلى دراسة جينات المصريين، ويتضمّن أبحاثاً شملت 100 ألف شخص، وخصّصت له تكلفة قدرها 2 مليار جنيه (ما يوازي 40 مليون دولار).
وبحسب تصريحات لوزير التعليم العالي والبحث العلمي المصري الدكتور محمد أيمن عاشور، فإن المشروع يتضمّن عدة محاور، أهمّها: الجينوم السكاني، ويهدف لوضع خريطة جينية للمصريين. والجينوم المرضي، لدراسة الأمراض الشائعة والنادرة. وجينوم قدماء المصريين، لفهم التكوين الجيني للحضارة المصرية القديمة. والجينوم الرياضي، لتحليل العوامل الوراثية للرياضيين المتميّزين.
ويقول كبير الأثريين إن "مشروع الجينوم المصري، يتضمّن دراسة 200 مومياء، وهذا مهم لتأكيد ما أثبتته دراسات أخرى أكدت أن جينات المصريين موجودة ومنتشرة بين أهل مصر، وأن المصريين مرتبطون بالنيل بشكل أساسي، ولهم صفات متطابقة إلى حد بعيد، وهذا بالطبع لا يعني الانعزال، بل إن هناك انفتاحاً حضارياً وثقافياً على العالم، أسهم في بعض التغيير في تكوينهم الجيني".
0 تعليق