نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
Si Vis Pacem... هل يحصد ترامب "نوبل" للسلام؟ - بوابة الكويت, اليوم الأربعاء 9 يوليو 2025 06:14 صباحاً
بوابة الكويت - الترشيحات تتتالى، واحتمالات الحصول على الجائزة مراوغة. آخر من أعلنوا أحقية الرئيس الأميركي دونالد ترامب بحصد جائزة نوبل للسلام هو رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. تحدث عن ذلك عندما حلّ ضيفاً على ترامب يوم الاثنين، عقب النجاح في حثه على ضرب البرنامج النووي الإيراني في نهاية حرب الاثني عشر يوماً.
بالحديث عن الضربة الأميركية، كان لافتاً للنظر كيف عارض باكستانيون كثر ترشيح إسلام آباد ترامب لنيل الجائزة بعد قصفه إيران. رشحته باكستان رسمياً للجائزة قبل القصف الأميركي بأيام، وذلك بعدما أوقف حرب "المئة ساعة" بين إسلام آباد ونيودلهي.
نصيحة فيجيتيوس
بشكل مفارق، ربما ساهمت توقعات ترامب المتدنية بحصد الجائزة، كما عبّر عن ذلك يوم 20 حزيران/يونيو، في وقف تردده حيال ضرب إيران. لكنّ قدرته على إنهاء الحرب بمجرد إنهاء قاذفاته الاستراتيجيّة مهامّها ربما تعيد رفع شيء من تلك الحظوظ. ألم يكتب الخبير العسكري الروماني بوبليوس "فيجيتيوس" ريناتوس بين أواخر القرن الرابع وأوائل الخامس للميلاد: si vis pacem, para bellum أو "من يرغب بالسلام فليستعدّ للحرب"؟
فكيف الحال إذا تبيّن أنّ استعدادات ترامب انتهت بغارات أميركية محدودة ساهمت، من جملة مساهماتها، في إنهاء الحرب الإسرائيلية بدلاً من تأجيجها؟
وصيّة
من غير المرجح أن تلجأ لجنة "نوبل" النرويجية إلى أعمال فيجيتيوس (ألهم أجيالاً عدة من المفكرين مثل مكيافيلي) لتقييم مدى استحقاق الرئيس الأميركي للجائزة. علاوة على ذلك، قد لا تساعد تصريحات وتصرفات ترامب بخصوص غزة وبنما وكندا وغرينلاند فرصه في ذلك المجال. لكن من الواضح أن تصريحاته الجدلية في هذه القضايا تراجعت كثيراً. يمكن أن يرتبط التراجع الملحوظ بالوقائع الجيوسياسية، لكن أيضاً بمسعاه الحثيث نحو حصد الجائزة. وثمة عقبات محتملة أخرى أمام طموحاته.
نتنياهو يرشح ترامب لجائزة نوبل (أ ب)
كانت وصيّة العالِم ألفرد نوبل أن يحصل على الجائزة "من قام بالعمل الأكبر أو الأفضل للأخوّة بين الأمم، لإلغاء أو تقليص الجيوش النظامية ولعقد مؤتمرات السلام وتعزيزها".
بهذا المعنى، ووسط تنافس العشرات وربما المئات على الجائزة، قد تكون المهمّة صعبة على الرئيس، بما أن قانونه "الكبير والجميل" لا يقلّص جيشه، بل يقدّم موازنة دفاعية هائلة تتخطى تريليون دولار، وعلى الأرجح، ستتخطى مجموع موازنات الدول التسع التالية الأكثر إنفاقاً على التسلح. لكن مجدداً، قد لا يؤدي الإنفاق الدفاعي الدور الأكبر في دراسة مدى الأهلية للجائزة. عقدُ المؤتمرات قد يكفي، خصوصاً إذا أنجز مؤتمر واحد على الأقل سلاماً ما في ناحية من نواحي العالم المشتعلة.
أمل؟
إذا كان من بارقة أمل ولو أولية لترامب فقد تتمثل، بشكل أوليّ ورمزيّ، في عالم الرهانات. في 19 أيار/مايو، أعطى موقع "أودسبيديا" ترامب فرصة بنسبة 13.3 في المئة لنيل جائزة "نوبل" سنة 2025، قبل أن ترتفع تلك النسبة إلى 27.8 في المئة مباشرة بعدما فرض وقفاً لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران عقب الغارات على المنشآت الإيرانية. ولوحظت أيضاً نسبة ارتفاع مماثلة تقريباً في موقع "بوليماركت" وإن كانت الأرقام أكثر انخفاضاً.
يمثل 31 كانون الثاني/يناير من كل سنة الموعد النهائي لتقديم الترشيحات الرسمية. لذلك، من المتوقع أن يتأجل النظر في استحقاق ترامب للجائزة إلى سنة 2026. ليس بالضرورة أن يكون هذا الأمر سيئاً بالنسبة إلى الرئيس الأميركي. سيمنحه ذلك وقتاً كي تستطيع سياساته إنتاج ثمار ملموسة.
في الوقت الحالي، ربما يفكر ترامب بأن الرئيس الأسبق هاري ترومان نال ترشيحات للجائزة، بالرغم من إلقائه قنبلتين نوويتين على اليابان (لكنه فشل في نيلها). فما ألقاه ترامب على إيران، وإن كان خارقاً للتحصينات، هو أقل بكثير من تفجير نووي. هنري كيسنجر بسياساته الجدلية في الهند-الصينية يحضر في الأذهان أيضاً بعدما حصد الجائزة سنة 1973. ونال رؤساء أميركيون سابقون الجائزة، بمن فيهم غريمه التقليدي (قبل ان يخطف بايدن هذا اللقب) باراك أوباما. فثيودور روزفلت نجح في حصدها بعدما أوقف الحرب بين اليابان وروسيا سنة 1905.
لذلك، من المستبعد أن يكون اليأس قد تسلل إلى قلب ترامب. ربما بضغط (ليس جلياً لغاية اللحظة) على نتنياهو للقبول بوقف الحرب على غزة وبحل الدولتين وما يترتب عليه من سلام إقليمي، قد يتمكن ترامب من الوصول إلى الجائزة المرموقة. لكن ذلك يتطلب أيضاً تغييراً في الخطاب والسياسة والسلوك. إنها قيود منهكة لرئيس يفخر بتقلباته.
0 تعليق