بوابة الكويت - قضت محكمة جنايات الزقازيق بمحافظة الشرقية، اليوم الثلاثاء، بإحالة أوراق المتهم "محمد ع. ع."، البالغ من العمر 27 عامًا، والمقيم بمركز فاقوس، إلى فضيلة مفتي الديار المصرية لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه شنقًا، وذلك لاتهامه بارتكاب جريمة بشعة تمثلت في قتل والدته عمدًا وإشعال النيران في جسدها حتى فارقت الحياة بمدينة الصالحية الجديدة. وحددت المحكمة جلسة اليوم الأول من دور انعقاد شهر سبتمبر المقبل للنطق بالحكم النهائي.

صدر القرار القضائي برئاسة المستشار أسامة أحمد معوض الحلواني، وعضوية المستشارين إسلام منصور، وهاني صلاح الدين أحمد، ومحمود محمد عبدالعزيز، وسكرتارية إسلام محجوب.

وتعود تفاصيل القضية رقم 118 لسنة 2025 جنايات قسم الصالحية الجديدة، والمقيدة برقم 327 لسنة 2025 كلي شمال الزقازيق، إلى واقعة مروعة أثارت غضب واستنكار الرأي العام، بعد أن أقدم المتهم على إنهاء حياة والدته المسنة، "هانم السيد"، مستخدمًا العصا والنار، دون رحمة أو شفقة.

وكشفت تحقيقات النيابة العامة أن الجريمة ارتُكبت مع سبق الإصرار والترصد، حيث قام المتهم بضرب والدته بعصا حديدية على رأسها مرتين متتاليتين، ما تسبب في فقدانها للوعي على الفور، ثم سكب مواد مشتعلة على جسدها وأشعل النيران فيها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، غير عابئ بصراخها أو توسلاتها.

وأفادت النيابة في أمر الإحالة بأن المتهم كان وقت ارتكاب الجريمة تحت تأثير مخدر الحشيش، الذي تم ضبطه بحوزته أثناء الواقعة، وأثبتت التحريات أنه كان يتعاطاه بشكل منتظم، مما أثر على حالته النفسية والعقلية، إلا أنه كان في وعيه وقت تنفيذ الجريمة.

وشهد الجيران وأقارب المجني عليها بسوء سلوك المتهم وتعديه المستمر على والدته بالضرب والسباب، وأن الخلافات بينهما كانت تتصاعد بشكل متكرر، إلى أن بلغت ذروتها في يوم الحادث، حين انفجر غضبه متحولًا إلى قاتل بدم بارد.

وسادت حالة من الصدمة والحزن في محيط أسرة المجني عليها، عقب الواقعة، خاصة أن الجريمة تم تنفيذها في منزل الأسرة، ولم تحظ الضحية بأي فرصة للنجاة من بين يدي ابنها الذي كان مصدر أمنها الوحيد.

وكانت أجهزة الأمن قد تلقت بلاغًا من الأهالي يفيد بانبعاث رائحة دخان كثيف من شقة في منطقة الصالحية الجديدة، ليكتشف رجال الشرطة عقب الدخول إلى المكان وجود جثة سيدة متفحمة، وبتتبع خيوط الحادث، تم القبض على المتهم بعد هروبه من موقع الجريمة، وبمواجهته أقر بتفاصيل فعلته كاملة.

النيابة العامة أحالت المتهم إلى محكمة الجنايات، بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار، وإشعال حريق عمدي، وإحراز مواد مخدرة بقصد التعاطي، وأوصت بتوقيع أقصى العقوبة عليه، وهي الإعدام، ليكون عبرة لكل من تسول له نفسه المساس بحرمة النفس الإنسانية، خاصة إذا كانت الضحية أمًا لا تملك سوى الحنان.

وتنتظر أسرة المجني عليها والمجتمع الحكم النهائي في جلسة سبتمبر المقبل، وسط مطالبات بتطبيق القصاص العادل على المتهم في أسرع وقت، لردع جرائم العنف الأسري التي باتت تتكرر بصورة مؤلمة تهز القلوب.