نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
وجهات سياحية تقلل من انبعاث الكربون - بوابة الكويت, اليوم الثلاثاء 8 يوليو 2025 12:15 مساءً
بوابة الكويت - في ظل تصاعد الوعي البيئي حول العالم، بدأ كثير من المسافرين في البحث عن وجهات سياحية تراعي التوازن مع الطبيعة، وتقلل من التأثيرات السلبية للسياحة التقليدية، وعلى رأسها انبعاثات الكربون. لم يعد الاهتمام منصبًا فقط على جمال المكان أو تنوع أنشطته، بل على مدى التزامه بالاستدامة، واستخدامه للطاقة النظيفة، ودعمه للمجتمعات المحلية. ومع انتشار هذا التوجه، ظهرت مجموعة من المدن والمناطق التي تُعد مثالًا يُحتذى به في السياحة منخفضة الانبعاثات، مما جعلها مقصداً مثالياً لمن يسافرون بضمير بيئي حيّ.
مدن خضراء تعتمد على الطاقة المتجددة
تُعتبر مدن مثل ستوكهولم في السويد وفانكوفر في كندا من أبرز الوجهات التي تضع الاستدامة في صميم سياستها السياحية. ستوكهولم، مثلًا، خفضت انبعاثات الكربون بنسبة كبيرة عبر الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة في وسائل النقل والمباني، كما أنها تُشجع على استخدام الدراجات والمشي في كل مكان. يُمكن للزائر الاستمتاع بالطبيعة المائية والغابات القريبة دون الحاجة إلى سيارة أو طائرة داخلية، مما يُقلل من بصمته الكربونية بشكل ملحوظ.
أما فانكوفر، فبجانب طابعها الحضري الحديث، تشتهر ببرامجها البيئية الصارمة، بدءًا من نظام النقل العام الكهربائي، وصولًا إلى المباني المعتمدة على الطاقة الشمسية والتصميم الأخضر. وتقدم المدينة خيارات متعددة للإقامة البيئية، مثل الفنادق التي تستخدم مصادر طاقة نظيفة وتعيد تدوير المياه والنفايات. وتتوفر مسارات طويلة للمشي وركوب الدراجات في الحدائق والغابات، ما يُغني عن وسائل النقل التقليدية ويُعزز من مفهوم السياحة النظيفة.
جزر وسواحل تحافظ على توازنها الطبيعي
العديد من الجزر السياحية بدأت تتجه نحو الاعتماد على الطاقة المتجددة لتقليل بصمتها البيئية، مثل جزر الأزور البرتغالية، التي تُعد واحدة من أنظف البيئات البحرية في العالم. تعتمد الجزر بشكل متزايد على الطاقة الحرارية الأرضية، وتُشجع الزوار على استكشافها سيرًا على الأقدام أو باستخدام دراجات كهربائية. كما أن الحفاظ على الطبيعة وعدم الإضرار بالأنظمة البيئية يشكلان جزءًا أساسيًا من ثقافة الضيافة هناك.
وفي كوستاريكا، التي تُعد نموذجًا عالميًا في السياحة البيئية، تعتمد البلاد على أكثر من 90% من احتياجاتها من الكهرباء من مصادر نظيفة، مثل الطاقة الكهرومائية والرياح. ويمكن للزائر التمتع بمغامرات في الغابات المطيرة أو على الشواطئ دون أن يترك وراءه أثرًا بيئيًا سلبيًا. هناك تشجيع كبير على زيارة المحميات الطبيعية، والإقامة في نُزل مستدامة تُستخدم فيها مواد بناء محلية وطرق إضاءة صديقة للبيئة.
التجربة السياحية بوعي بيئي جديد
ما يميز الوجهات منخفضة الكربون هو أنها تقدم تجربة متكاملة لا تقوم فقط على فكرة السفر، بل على شعور أعمق بالمسؤولية تجاه الكوكب. فبدلًا من التنقل بالطائرات داخل الدولة، يُمكن للزائر الاعتماد على القطارات أو الدراجات. وبدلًا من الإقامة في فنادق ضخمة تستهلك كميات هائلة من الطاقة، هناك خيارات أكثر انسجامًا مع الطبيعة، مثل النُزل البيئية أو البيوت الريفية المستدامة. وحتى في الأنشطة اليومية، يُشجع الزوار على استخدام المنتجات المحلية، والمشاركة في مبادرات حماية البيئة، ما يخلق وعيًا مشتركًا بين السائح والمجتمع المضيف.
السفر لا يعني الهروب من الواقع فحسب، بل يمكن أن يكون وسيلة لتغيير هذا الواقع نحو الأفضل. واختيار وجهات تقلل من انبعاثات الكربون هو أحد أوجه هذا التغيير، حيث تُصبح الرحلة ليست فقط متعة، بل مساهمة فعلية في حماية البيئة. ومع تزايد عدد هذه الوجهات حول العالم، أصبح من الممكن أن نجمع بين حبنا للسفر، وواجبنا تجاه كوكبنا.
0 تعليق