الزي الكشفي… أكثر من مجرد زي - بوابة الكويت

اخبار جوجل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الزي الكشفي… أكثر من مجرد زي - بوابة الكويت, اليوم الثلاثاء 8 يوليو 2025 10:46 صباحاً

بوابة الكويت - من حين إلى آخر، يطل علينا الأمين العام للمنظمة الكشفية العربية، مدير الإقليم الكشفي العربي، الدكتور هاني عبدالوهاب عبد المنعم، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال فقرته الثرية “قطرة”، التي أصبحت نافذة ننتظرها بشغف، لما تحمله من رؤى كشفية عميقة، تمثل حصيلة خبرة طويلة وشغف أصيل بالحركة الكشفية على المستويين العربي والعالمي.
وفي “قطرته” الأخيرة، تناول الدكتور هاني موضوعاً بالغ الأهمية، تراجع الاهتمام به في الآونة الأخيرة، وهو الزي الكشفي، ذلك المكوّن الرمزي الذي يُعد أحد أعمدة الطريقة الكشفية، وعنصراً جوهريًا في بناء الهوية والانتماء داخل هذه الحركة التربوية الرائدة؛ لم يتحدث عنه بوصفه مظهراً شكلياً، بل كـ”لغة” نتخاطب بها نحن الكشافة، و”وسيلة تواصل” تعبّر عن القيم التي نحملها، والوحدة التي ننتمي إليها.
إن الزي الكشفي، ليس مجرد قميص وشارة ومنديل، بل هو تعبير حي عن الالتزام بالوعد والقانون، وعن الفخر بالانتماء إلى جماعة تهدف إلى تهذيب النفوس، وبناء الشخصية المتوازنة؛ لهذا كان مؤسس الحركة الكشفية، اللورد بادن باول، شديد الحرص على أن يكون للكشافة زي موحّد، ورأى فيه أداة تربوية تزرع في الكشاف روح النظام والاحترام؛ ويكفي أن نستحضر قوله:
“أرني فرقة ترتدي زياً رديئاً وسأريك قائداً رديئاً”، في إشارة واضحة إلى أن الزي انعكاس لجودة القيادة، ومؤشر على ما يسود الوحدة من تنظيم وحيوية وانضباط.

غير أن المؤسف أن هذا الرمز التربوي بدأ يفقد مكانته في بعض الأوساط، فقد بات البعض يشارك في المناسبات الكشفية دون أن يرتدي الزي الكامل، بل ويتساهل البعض الآخر – وهو الأخطر – في تقليد المنديل الكشفي دون استحقاق، حتى أصبح يُرتدى في غير موضعه، ويوضع أحياناً على الثياب المدنية بطريقة تُسيء إلى الكشفية، وتشوه الصورة الذهنية النقية التي نعمل جاهدين على ترسيخها.
والمؤلم أكثر أن هناك من يرتدي المنديل دون أن يكون كشافاً أصلاً، وهو أمر يفرغ الرمز من قيمته، ويحوّله من دلالة تربوية إلى زينة لا تحمل مضموناً؛ ونحن نعلم، كما يعرف كل من انتمى لهذه الحركة، أن للمنديل تقاليد لا تُمنح إلا لمن اجتاز مراحل تربوية محددة، وأثبت جدارته وانضباطه؛ وهو ما يعرف في الكشفية بتقاليد تقليد المنديل الكشفي.
من هنا، فإن ما طرحه الدكتور هاني عبدالوهاب ليس مجرد ملاحظة عابرة، بل دعوة صادقة لإعادة الاعتبار للزي الكشفي، ودق لناقوس التنبيه بأننا أمام مسؤولية كبيرة تتعلق بجوهر الحركة وهويتها؛ إن احترامنا للزي الكشفي هو احترام للقيم التي نغرسها في النشء، وهو أحد صور الولاء والانضباط التي تميّز الكشاف أينما كان.
وإننا، إذ نثمّن هذه “القطرة” التوعوية، فإننا ندعو جميع القادة والكشافة والجمعيات والهيئات والاتحادات الكشفية إلى تعزيز ثقافة احترام الزي، والحرص على حضوره الكامل في الأنشطة والمناسبات، والتأكيد على تقاليده ومعانيه، وتثقيف المجتمعات حول رمزيته، حفاظاً على نقاء الصورة، وصوناً لمكانة هذه الحركة التي صنعت، عبر أكثر من قرن، رجالاً ونساءً قادوا أوطانهم بقيم الشرف والواجب والخدمة.
الزي الكشفي ليس مجرد ملبس… بل شرفٌ لا يُمنح، بل يُستحق.

مبارك بن عوض الدوسري
@mawdd3

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق