نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
فيضان تكساس يحصد عشرات القتلى والمفقودين… ويطرح سؤالاً عن علاقة سياسات ترامب بالمأساة - بوابة الكويت, اليوم الثلاثاء 8 يوليو 2025 05:58 صباحاً
بوابة الكويت - في العادة، تضجّ الهواتف الخلوية بما يشبه ناقوس الخطر المزعج بشدة، ولا يعود بالإمكان إسكاتها إلا بالنقر على الرسالة العاجلة التي تحذر من خطر مقبل لعاصفة رعدية أو مطر كثيف، أو خلافه من المفاجآت المناخية التي تتميز بها القارة الأميركية عن باقي القارات.
هذه الرسائل لا تحتمل تساهلاً أو استخفافاً بها لأن بضع ثوانٍ قد تفصل بين سائق وشجرة عملاقة قد تهوي عليه. والأجهزة، من فيدرالية وصولاً إلى المحلية، لا تترك مجالاً للصدف في هذه الشبكة المعقدة من الحماية الوقائية من تقلبات المناخ في البلد المترامي الأطراف.
هكذا، فإن فيضان وسط ولاية تكساس صباح الجمعة الفائت ستلحقه بسرعة أسئلة المسؤولية والخلل، وقد ارتفعت حصيلة ضحاياه إلى أكثر من 100 قتيل وعشرات المفقودين.
مسؤولون في ولاية تكساس رموا باللوم على مصلحة الطقس الوطنية National Weather Service لأن التحذير الذي أطلقته الأربعاء لم يكن ملائماً لحجم كمّية الأمطار التي انهمرت. المصلحة ردّت بأن توقعاتها كانت أفضل ما يمكن، لكن العاصفة اشتدّت على نحو غير متوقع.
التقارير الإعلامية أشارت إلى أن مكتبين للمصلحة في تكساس، أحدهما في مقاطعة سان أنطونيو، ينقصهما موظفون أساسيون، بعضهم تقاعد مبكراً مستفيداً من عرض إنهاء الخدمة الذي قدّمته إدارة دونالد ترامب للموظفين الفيدراليين مع بداية فترة الرئاسية، والذي قدم تعويضات سخيّة لقاء التقاعد المبكر.
متطوع يبحث عن مفقودين في أعقاب فيضانات تكساس. (أ ف ب)
من غير المنطقي، بحسب المنتقدين، أن تعاني هذه المصلحة الحسّاسة من نقص على مستوى الخبرات، بينما سبب وجودها الأول هو تجنّب وقوع كوارث.
ترامب رفض فرضية التقصير الناتج عن عدم وجود خبراء أرصاد جوّية، وقال إنه لم يكن بإمكان أحد التنبؤ بالحدث الذي وقع في ثوانٍ، وبالتالي فلا داعي لإعادة توظيف مثل هؤلاء الخبراء.
خلل آخر تمثّل في ضعف التنسيق بين المصلحة والأجهزة المحلية المعنية بالطوارئ وخطط الإجلاء والإسعاف وغيرها. تنسيق يتطلب جهوزية بشرية في المصلحة التي اضطرّت كغيرها من الوكالات الفيدرالية إلى التخلي عن 600 موظف من أصل أربعة آلاف.
الفيضان على أيّ حال، وقع في الولاية الجمهورية الأكبر، بين القاعدة الشعبية الأعز على قلب ترامب. لذا لم يوجه أيّ نقد للسلطات المحلية على العكس ممّا يسارع إلى فعله حين تقع كارثة طبيعية في ولاية ديموقراطية.
في المقابل بدا ترامب وإدارته في موقف دفاعي عن المصلحة وعن سياسات تقليص الجسم الفيدرالي، في خطوة استباقية للتراشق السياسي المؤجل بانتظار انجلاء المشهد عن العدد الأخير من الضحايا، وزيارة ترامب التضامنية لعين الحدث وإبداء التعاطف التقليدي في مثل هذه المآسي، التي قد يكون فيضان تكساس أولاها ككارثة طبيعية في ولاية ترامب الثانية يمكن النقاش فيه من باب سياسات الرئيس، الذي يصبّ كل الجهد والدعم والعناصر البشرية في الجهات العاملة على ملفّ الهجرة والمهاجرين، وذلك على حساب الوكالات الأخرى التي تعني الأميركي في الصميم، وعلى رأسها المناخ والصحّة.
0 تعليق