نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل تبيع الصين "قاتِلة الرافال" إلى إيران ؟ - بوابة الكويت, اليوم الثلاثاء 8 يوليو 2025 05:48 صباحاً
بوابة الكويت - "هدرٌ للمال".
هكذا علّق توماس ويتينغتون من "المعهد الملكي للخدمات المتحدة" على استثمار إيران في الأصول الدفاعية الروسية لحماية منشآتها النووية، بعدما حققت إسرائيل هيمنة كاملة على الأجواء الإيرانية الغربية في الحرب الأخيرة. ربما كانت خيبة أمل إيران من روسيا مضاعفة، بسبب ضعف الدفاعات الروسية ومن بينها "إس-300"، كما بسبب موقفها المستكين عموماً خلال الحرب الإسرائيلية عليها. بالتالي، ربما حان وقت منح العلاقة العسكرية مع الصين بعض الأولوية.
خلال حضوره فاعليات منظمة شنغهاي للتعاون أواخر حزيران/يونيو، أبدى وزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زاده "امتنانه للصين لفهمها ودعمها موقف إيران الشرعي" وأعرب عن أمله بأن "تؤدي دوراً أكبر حتى في الحفاظ على وقف إطلاق النار".
تشمل المشاكل التي واجهتها إيران مع روسيا بطء الأخيرة في نقل مقاتلات "سو-35" النفاثة ومروحيات "مي-28" إلى طهران، بجانب رفض بيعها صواريخ "إس-400" بالرغم من أنها عرضت بيعها على المملكة العربية السعودية وباعتها بالفعل إلى تركيا. في جميع الأحوال، ومهما تكن الحسابات الروسية، قد تكون موسكو غير قادرة على تلبية حاجات إيران العسكرية المستجدة بسبب انشغالها في أوكرانيا.
وزارة الخزانة تحركت
برزت تقارير غير مؤكدة عن رغبة إيران بشراء مقاتلات "جيه-10 سي" الصينية. وصف البعض تلك المقاتلات بأنها "قاتلة الرافال" بعدما تحدثت باكستان عن أنها أسقطت ثلاث مقاتلات فرنسية من هذا النوع، إلى جانب 3 مقاتلات نفاثة أخرى، خلال الاشتباك الأخير مع الهند قبل شهرين. تضاربت التصريحات الرسمية الهندية بهذا الشأن، حيث قال مسؤولون عسكريون من البلاد إن الهند فقدت أقل من هذا العدد من المقاتلات وبسبب قيود سياسية، قبل أن ينفي آخرون وقوع هذه الخسائر.
قد تكون الصين مهتمة بتعزيز علاقاتها الأمنية مع إيران، عبر بوابة المقاتلات الحديثة، لأسباب عدة. في نيسان/أبريل الماضي، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على كيانات وأفراد في إيران والصين بسبب نقلهم بعض المواد التي تُستخدم في وقود الصواريخ الباليستية. إذا صحت الاتهامات الأميركية للصين بدعم إيران ووكلائها في المنطقة، وهي اتهامات تنفيها الصين، فقد يهدف الدعم إلى مضايقة أميركا شرق أوسطياً وإيجاد نوع من التوازن بين اللاعبين في المنطقة. وقد تؤدي زيادة الدعم العسكري الصيني إلى زيادة في الفرص الاقتصادية المتاحة لبكين في إيران. لكن آمال إيران المفترضة في تعزيز علاقاتها مع الصين قد لا تواجه مصيراً أفضل من آمالها السابقة مع روسيا.
"زواج من السماء"
كما أن لموسكو علاقات متنوعة في المنطقة تبدأ مع دول الخليج العربي ولا تنتهي بإسرائيل، كذلك الحال مع الصين. على سبيل المثال، وبحسب "معهد المشروع الأميركي"، بلغ مجموع الاستثمارات الصينية في إيران منذ 2007 أقل من 5 مليارات دولار، بينما بلغ مع الإمارات العربية المتحدة أكثر من 8.1 مليار بين 2013 و2022، ونحو 15 مليار مع السعودية بين 2007 و2024.
وبين 2010 و2017، بلغ مجموع الاستثمارات الصينية المباشرة في إسرائيل أكثر من 10 مليارات دولار، بحسب "مجموعة روديوم". دفع التعاون الوثيق بين الطرفين رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى وصف العلاقات الثنائية سنة 2017 بأنها "زواج صنعته السماوات".
اكتشاف قريب؟
ربما تراجعت قليلاً علاقات الصين التجارية مع إسرائيل بعد 7 أكتوبر 2023، لكن من غير المرجح أن تشهد العلاقات بين الطرفين انعطافة قاسية. في الوقت نفسه، يزداد توطد العلاقات التجارية بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي، حتى في المجالات غير النفطية. من هنا، قد يثير نقل مقاتلات صينية حديثة إلى إيران قلق شركاء الصين التقليديين في المنطقة، حتى ولو كانت الأنباء بشأن ما حدث خلال اشتباكات أيار غير مؤكدة تماماً، أو حتى لو تم تجهيزها بصواريخ أقل مدى من الصواريخ الأساسية التي تتمتع بها الصين.

مصافحة بين شي والرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني في قمة شنغهاي (2014-أب)
بالحد الأقصى، ستقدّم الصين بطريقة "انتقائية" عروضها العسكرية والأمنية إلى إيران، وبطريقة تَحدّ من قابلية الرصد والتعرض للعقوبات الأميركية وردود الفعل القوية في المنطقة، كما كتب نيما خرامي في مجلة "ذا ديبلومات".
قريباً، قد تكتشف إيران، على افتراض أنها لم تكتشف أصلاً، كيف أن كلمة "استراتيجية" التي وُصفت بها شراكتاها مع الصين (2021) وروسيا (2025) لا تتضمن، في أفضل الأحوال، أبعد مما هو تكتيكي.
0 تعليق