بوابة الكويت -  أصيب اثنان من أفراد طاقم سفينة تديرها شركة يونانية وفُقد اثنان آخران في هجوم بمسيرات قبالة اليمن أمس الاثنين، وذلك بعد ساعات من إعلان الحوثيين مسؤوليتهم عن هجوم على ناقلة بضائع سائبة في البحر الأحمر وقولهم إنّ السفينة غرقت.

وقال مسؤول في العملية أسبيدس التابعة للاتحاد الأوروبي، والمكلفة بالمساعدة في حماية الشحن في البحر الأحمر،إن هجوم الاثنين الذي وقع على بعد 50 ميلاً بحرياً قبالة الساحل الجنوبي الغربي لليمن هو ثاني هجوم يشنه الحوثيون في ممر الشحن الحيوي منذ نوفمبر تشرين الثاني 2024.

وقالت شركة كوزموشيب مانجمنت المشغلة لناقلة البضائع السائبة (إتيرنيتي سي) إن الناقلة التي ترفع علم ليبيريا تعرضت لهجوم من زوارق مسيّرة ووحدات بحرية أخرى قبالة ميناء الحديدة.

وأضافت أن اثنين من أفراد الطاقم أصيبا بجروح خطيرة فيما فقد اثنان آخران، مشيرة إلى أنه يوجد حراس أمن مسلحون على متنها.

وذكر مسؤول في كوزموشيب أن قمرة القيادة في السفينة تضررت في الهجوم، ما أثر على الاتصالات وجعل من الصعب التواصل مع الطاقم.

وقال مسؤول في أسبيدس لاحقاً إن السفينة انجرفت بعد هجوم شنته مسيرات بحرية وأربعة زوارق سريعة على متنها أفراد أطلقوا ما لا يقل عن أربع قذائف صاروخية. وأضاف المسؤول أن السفينة لم تطلب حراسة أو حماية من القوة البحرية.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم.

في وقت سابق، أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن هجوم يوم الأحد على ناقلة البضائع السائبة "ماجيك سيز" قبالة سواحل جنوب غرب اليمن. وشملت الغارة إطلاق نيران وقذائف صاروخية من ثمانية زوارق، بالإضافة إلى صواريخ وأربع وحدات بحرية مسيرة.

وقالت مصادر إنّ الطاقم المكون من 19 فرداً إلى جانب ثلاثة حراس مسلحين اضطر إلى إخلاء السفينة التي ترفع علم ليبيريا وذلك بعد أن بدأت المياه تتسرب إليها. وأضافت المصادر أن سفينة مارة أنقذتهم ووصلوا إلى جيبوتي.

وقال الحوثيون إنهم أغرقوا السفينة. لكن مايكل بودوروجلو ممثل (ستيم شيبينج)، إحدى الشركات المشغلة للسفينة (ماجيك سيز)، قال إنه لم تؤكد أي جهة مستقلة غرق السفينة.

وأبلغ الطاقم عن نشوب حرائق في مقدمة السفينة. وغمرت المياه غرفة المحركات واثنين على الأقل من قمراتها كما انقطعت الكهرباء.

وحذرت العملية أسبيدس في وقت سابق من خطر وقوع انفجار في محيط السفينة.

ومنذ بدء الحرب على قطاع غزة في أكتوبر تشرين الأول 2023، شن الحوثيون هجمات على إسرائيل وعلى سفن في البحر الأحمر. وتصف الجماعة ذلك بأنه تضامن مع الفلسطينيين.

وردّت إسرائيل بقصف أهداف للحوثيين في اليمن، وشنت غارات أمس الاثنين لأول مرة منذ قرابة شهر. ولم يشمل اتفاق وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والحوثيين في مايو أيار إسرائيل.

وذكر بودوروجلو أن السفينة "ماجيك سيز" كانت تحمل شحنة من الحديد والأسمدة من الصين إلى تركيا، في رحلة بدت منخفضة المخاطر نظراً لعدم وجود أي صلة لها بإسرائيل، مؤكداً أنّ الشركة لم تتلقَّ أي تحذير من الهجوم.

وأشار تحليل أجرته شركة فانجارد تك البريطانية المتخصصة في إدارة المخاطر البحرية إلى أن أسطول شركة أولسيز مارين، وهي من الشركات الأخرى المشغلة للسفينة ماجيك سيز، كان قد أجرى زيارات لموانئ إسرائيلية خلال العام الماضي.

وقالت إيلي شفيق، رئيسة قسم المعلومات في فانجارد تك "هذه العوامل جعلت سفينة ماجيك سيز معرضة بشكل كبير للاستهداف".

وقالت مصادر أمنية إن الشركة التي تدير "إتيرنيتي سي" مرتبطة أيضاً بسفن قامت بزيارات إلى موانئ إسرائيلية.

في غضون ذلك، قال جون زيلاس، رئيس جمعية الشحن البحري للبضائع السائبة (إنتركارجو) إن طاقم السفينة "هم أناس أبرياء يقومون بعملهم فقط للمساهمة في استمرار حركة التجارة العالمية".

وأضاف "لا ينبغي لأحد في البحر أن يواجه مثل هذا العنف أبداً".