نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عندما يحتفي النظام الإيراني بنجاة خامنئي بعد "استهانته" باغتيال نصرالله والسنوار! - بوابة الكويت, اليوم الثلاثاء 8 يوليو 2025 04:18 صباحاً
بوابة الكويت - مذهل هذا الحبور النظامي في إيران بإطلالة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي. لم يبق أحد لم يحمد ويهلل لظهوره "سالماً"، إلى درجة أنّ المستقيل "مراراً وتكراراً" و"المخوّن دائماً أبداً" محمد جواد ظريف ضمّ نفسه إلى الجوقة!
لسان حال هؤلاء المصفقين لثبوت نجاة المرشد يمكن اختصاره بقولين، الأوّل للقيادي في "الحرس الثوري" محسن رضائي: "عندما وقعت الأنظار على المرشد، أدرك الجميع أن عمود هذا البيت قوي وثابت، ولا عاصفة يمكنها أن تقتلع هذه الخيمة من مكانها".
أما القول الثاني فلعلي أكبر ولايتي عبر منصة "إكس" المحجوبة في إيران: "جاء مرشدنا مرة أخرى، فعادت البلاد إلى الحياة".
وشرحت وكالة "مهر" الحكومية خلفيات هذا الحبور، فذكرت أن غياب خامنئي لأكثر من ثلاثة أسابيع مرده أن "وسائل الإعلام الغربية بالتعاون مع إسرائيل ووسائل الإعلام الفارسية المعارضة، سعت إلى استغلال الشائعات وتتبع مكان وجود المرشد لتنفيذ مخططاتها الخبيثة".
وقالت، وهنا بيت القصيد: "في ظروف الحرب، الحفاظ على حياة المرشد يمثل أولوية قصوى، ويجب أن تبنى جميع الخطط والبرامج على هذا الأساس. للأسف، في مراحل زمنية مختلفة، أدى تجاهل المبادئ المهنية إلى إلحاق أضرار بالثورة والبلاد".
لماذا هذا التركيز على الحبور الإيراني المعلن عنه بظهور خامنئي الذي كان واضحاً أنّه لم يتعرض لأيّ أذى أو أي محاولة اغتيال بفعل الفيتو الذي فرضه الرئيس الأميركي دونالد ترامب؟
ببساطة، لأنّه يثير الاستغراب إذا ما جرت مقارنته بردود الفعل الإيرانية حيال اغتيال إسرائيل للقادة الكبار في لبنان وغزة يتقدمهم الأمين العام التاريخيّ لـ"حزب الله" حسن نصرالله وخليفته هاشم صفي الدين وزعيم "حركة حماس"، صانع هجوم السابع من أكتوبر "المذهل" يحيى السنوار وقبله سلفه إسماعيل هنية!
استخفت القيادة الإيرانية باغتيال جميع هؤلاء. اعتبرت أنّه تفصيل عابر في "المسيرة الظافرة". لم تعتبر أنّ اغتيال جميع هؤلاء من علامات الهزيمة. تعاطت دائماً مع ما حصل على أنه "تضحية لا بد منها في مسيرة الانتصار التاريخيّ العظيم"!
بالمقارنة مع تقييم الموالين الإيرانيين لظهور الخامنئي بعد احتجاب دام ثلاثة أسابيع، يظهر كأن نصرالله وصفي الدين والسنوار وهنية، مجرد قيادات ثانوية في "المحور الإيراني"، في وقت يبرز فيه خامنئي في موقع القيادة الحقيقية والوحيدة والنادرة. يمكن للجميع ان يُقتلوا، ولكن يجب أن يبقى هو حياً. جميع القياديين الإيرانيين ممن جرى اغتيالهم في عملية "الأسد الصاعد" هم أيضاً "زيادة عدد".
ولكنّ أبعاد هذا الحبور الإيراني بنجاة الخامنئي وظهوره، ومهما جرى تفسير مضامينه، لا يغيّر من الواقع شيئاً، فالمرشد بالنسبة لإيران مثله مثل نصرالله بالنسبة لـ"حزب الله"، وتالياً فإنّ اغتياله وقيادات الحزب، وخلافاً للسردية الإيرانية، يعني أنّ "حزب الله" مني بضربة كارثية يستحيل تعويضها، تماماً كما لو كان قد جرى اغتيال الخامنئي، بالنسبة للنظام الإيراني!
قد يحاول "حزب الله"، اقتداء بالسردية الإيرانية، أن يوحي قدرته على تجاوز هذه الخسارة، لكنه في الواقع أعجز من ذلك لأنّ اغتيال قائده التاريخيّ كان يرمز تماماً إلى هزيمته العسكرية أمام إسرائيل. هزيمة تجلّت في الموافقة على اتفاق وقف نار يعكس الخلل في ميزان القوى، ومن ثم إضطرار الحزب إلى تقبّل الهجمات الإسرائيلية شبه اليومية عليه وعلى بيئته ومقاتليه، من دون أن يتمكن من تحريك أي ساكن، وانتقال لبنان، بطلب أميركي، من البحث في تطبيق اتفاق وقف النار، إلى التسليم بالخروق الإسرائيلية والبدء بالبحث في مضمون التوصل إلى ما يشبه تجديد بنية اتفاق الهدنة بين لبنان وإسرائيل، على قاعدة منع أي طرف في لبنان من تشكيل خطر امني او عسكري على إسرائيل.
ومن يدقق في البنية الكلامية لما ورد في المؤتمر الصحافي الذي عقده المبعوث الأميركي توم براك بعد اجتماعه برئيس الجمهورية جوزف عون وتسلمه الجواب اللبناني عن الأسئلة الأميركية، يدرك أنّ البحث لم يتجاوز اتفاق وقف النار فحسب بل قدرة "حزب الله" على تشكيل أي خطر على الخارج، أيضاً، وبالتالي، فهو أصبح مشكلة أمام تقدم لبنان وقدرته على اقتناص الفرصة ليكون سباقاً في اللحاق بركب التغيير في المنطقة!
إنّ طريقة التعاطي الإيراني مع نجاة المرشد صحيحة بالنسبة للنظام. طريقة التعاطي الاستخفافي مع تداعيات اغتيال نصرالله وصفي الدين والسنوار وهنية هي الخاطئة!
0 تعليق