نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مظاهر الاحتفال بعيد استقلال الجزائر: يوم للوطن والذاكرة - بوابة الكويت, اليوم الاثنين 7 يوليو 2025 04:57 مساءً
بوابة الكويت - يُعد يوم الخامس من يوليو مناسبة لا تشبه سواها في الجزائر، فهو يوم يعكس روح النصر والحرية ويجسد رحلة طويلة من الكفاح والتضحيات في سبيل الاستقلال. يحتفل الجزائريون بهذا اليوم تخليدًا لاسترجاع سيادتهم الوطنية عام 1962 بعد أكثر من 130 عامًا من الاستعمار الفرنسي، حيث أصبحت هذه الذكرى رمزًا للهوية الوطنية والوحدة الشعبية. ويتحول هذا التاريخ كل عام إلى احتفال وطني واسع يشمل مظاهر متعددة، تعبر عن اعتزاز الشعب بماضيه، وإصراره على بناء مستقبله.
في الخامس من يوليو من كل عام، تتحول الجزائر إلى ساحة احتفال وطنية كبرى تعمّها مشاعر الفخر والاعتزاز. من أبرز المظاهر التي تلفت الأنظار في هذا اليوم، العروض العسكرية التي تُنظم في العاصمة وفي بعض المدن الكبرى، حيث تستعرض قوات الجيش الوطني الشعبي جاهزيتها، وتُعرض المعدات والتجهيزات في استعراض يرمز إلى قوة الدولة واستقلالها.
في الميادين والشوارع، تنطلق المسيرات الشعبية التي يشارك فيها المواطنون بمختلف أعمارهم، حاملين الأعلام الجزائرية ويرددون الأناشيد الوطنية. وتشارك المدارس، والجامعات، والمجتمع المدني، والهيئات الرسمية في تنظيم هذه الفعاليات، ما يخلق أجواء من التلاحم والانتماء الوطني. المشهد يبدو مميزاً، خاصة في الجزائر العاصمة ووهران وقسنطينة، حيث تصطف الجماهير لمتابعة الفعاليات، وتُزين الساحات بالرايات وصور الشهداء.
فعاليات ثقافية وفنية تحيي الروح الثورية
لا يقتصر الاحتفال على الجانب الرسمي، بل يشمل أيضاً أنشطة ثقافية وفنية تعيد إحياء ذاكرة الثورة وتاريخ الجزائر النضالي. تُقام الأمسيات الشعرية والمسرحيات التاريخية التي تسرد قصص الشهداء وبطولات المقاومة، كما تُعرض أفلام وثائقية وسينمائية عن الاستعمار والكفاح الشعبي على شاشات التلفزيون وفي دور السينما العامة.
الفرق الفلكلورية تجوب الأحياء، تقدم عروضاً تراثية تعكس تنوع الثقافة الجزائرية من الشمال إلى الجنوب. وتُفتح المتاحف مجاناً أمام الجمهور لزيارة معارض مؤقتة مخصصة لثورة التحرير، حيث تُعرض صور نادرة ووثائق تاريخية تعزز الوعي لدى الأجيال الجديدة. وفي الأحياء السكنية، تُقام احتفالات صغيرة تنظمها الجمعيات المحلية، تشمل مسابقات للأطفال، وورشات فنية، وألعاب نارية تضفي على الليل طابعاً احتفالياً خاصاً.
رمزية اليوم وأثره في نفوس الجزائريين
عيد الاستقلال ليس مجرد يوم للفرح، بل هو مناسبة تُستحضر فيها كل معاني التضحية والكرامة والسيادة. يحمل هذا اليوم رمزية خاصة لدى الجزائريين، إذ يُعيد إلى الأذهان أكثر من 130 عاماً من الاستعمار والمقاومة، وما رافقها من معاناة ودماء سالت من أجل الحرية. ولهذا فإن مظاهر الاحتفال ليست طقوساً شكلية، بل تعبيراً عميقاً عن الانتماء للوطن ووفاء لذكراه.
يرتدي الأطفال ملابس بألوان العلم الجزائري، وتُعزف الأغاني الثورية في كل مكان، فيما تنشط وسائل الإعلام في تغطية الاحتفالات وبث رسائل وطنية تعزز قيم الوحدة والهوية. يوم الاستقلال يمثل لكل جزائري لحظة اعتزاز لا تُنسى، وفرصة لإعادة التأكيد على أهمية حماية الوطن ومواصلة البناء والتطور.
عيد استقلال الجزائر يوم يحمل من التاريخ أكثر مما تحمله الصفحات، ومن المشاعر أكثر مما تصفه الكلمات. هو يوم تحتفل فيه الجزائر، شعبًا ودولة، بانتصار الإرادة على الاحتلال، وتؤكد من جديد أنها ماضية نحو المستقبل بثبات، دون أن تنسى جذورها وتضحيات أبطالها.
0 تعليق