بوابة الكويت - المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني مع رجال إطفاء أردنيين قبل توجههم الى سوريا للمشاركة في مكافحة الحرائق". 

الا أنّ هذا الادعاء غير صحيح.

الحقيقة: هذا المقطع مجتزأ من مشاهد أطول لوداع الملك عبدالله الثاني قافلة حجاج بيت الله الحرام المخصصة لأسر الشهداء في 4 آب 2019. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم

7 ثوان فقط. تظهر المشاهد العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني مخاطبا أشخاصا غير مرئيين، قائلا: "جاي اسلم عليكم، واطمن عليكم، تروحو وترجعو بالسلامة ان شاء الله. الله يعطيكم العافية". وقد انتشر المقطع أخيرا في حسابات كتبت معه (من دون تدخل): "ملك الأردن مع فريق الاطفاء قبل توجههم الى سوريا".  

ملك الأردن مع فريق الاطفاء قبل توجههم الى سوريا .. شكرا من القلب 💚 للأردن ملك وشعب وحكومة🇯🇴🙏 pic.twitter.com/VE6Yz4ZppF

— Réem_almnzer💚 (@Reemmnzer) July 6, 2025

الحرائق مستمرة لليوم الرابع في اللاذقية والسلطات تصفها بأنها "كارثية"

جاء تداول الفيديو في وقت أعلنت السلطات السورية، أمس الأحد، أن الحرائق التي تشهدها محافظة اللاذقية الساحلية، والمستمرة لليوم الرابع على التوالي، أتت على حوالى عشرة آلاف هكتار من الأراضي الحرجية، في حين دعت الأمم المتحدة إلى مزيد من الدعم الدولي للسيطرة على النيران، على ما ذكرت وكالة "فرانس برس". 

ووصلت الأحد فرق من الدفاع المدني الأردني إلى اللاذقية في غرب سوريا، التي تشهد مساحات واسعة من ريفها حرائق وصفتها سلطات المحافظة بأنها "كارثية".

وأفاد مراسل لوكالة "فرانس برس" في منطقة الربيعة باللاذقية بمشاهدة عناصر الدفاع المدني وهم يكافحون حريقا بالقرب من المنازل، فيما احترقت مساحات شاسعة من الغابات وأشجار الزيتون، وامتلأ الهواء بسحب الدخان على مسافة بعيدة.

وجاء في منشور على إكس لوزير الطوارئ والكوارث السوري رائد الصالح أن "مئات آلاف الأشجار الحراجية على مساحة تقدر بنحو 10 آلاف هكتار في 28 موقعا باتت رمادا بسبب هذه الحرائق"، منوّها بـ"جهود كبيرة" يبذلها 80 فريقا من الدفاع المدني السوري وغيره من الأجهزة.

وأتت المساعدة الأردنية غداة تدخل مروحيات وسيارات إطفاء من تركيا المجاورة شمالا.

وأعلنت وزارة الدفاع السورية مشاركة سلاح الجو في عمليات إخماد الحرائق، ونشرت لقطات تظهر مروحية خلال تعبئة المياه ومن ثم رش حمولتها.

حقيقة الفيديو 

الا ان الفيديو المتناقل للملك عبدالله الثاني لا علاقة له بكل هذه التطورات، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.

فالتفتيش عنه، بتجزئته الى صور ثابتة (Invid)، نسخ أطول منه منشورة خلال الاسابيع والاعوام الماضية، ويوصلنا البحث المعمق عن لقطات فيها، الى حساب الديوان الملكي الهاشمي في الفايسبوك، والذي نشر هذه المشاهد في 4 آب 2019، بعنوان: الملك عبدالله الثاني في مقدم مودعي قافلة حجاج بيت الله الحرام المخصصة لأسر الشهداء.

لقطة من الفيديو المنشور في صفحة الديوان في الفايسبوك، في 4 آب 2019

كذلك، عثرنا على صور (ادناه الى اليمين) لهذا الوداع نشرها موقع الديوان و في موقع فليكر، في 4 آب 2019، وأمكن رؤية الاشخاص أنفسهم الذين يُشاهدون في الفيديو (الى اليسار). 

صورة نشرها الديوان في حسابه في فليكر في 4 آب 2019

كذلك،  هذه المشاهد في 4 آب 2019، ضمن تقارير عن وداع الملك قافلة حجاج بيت ﷲ الحرام المخصصة لأسر الشهداء يومذاك. 

لقطة من الفيديو المنشور في حساب التلفزيون الاردني في يوتيوب، في 4 آب 2019

وقد حرص الملك عبدﷲ الثاني على أن يكون في طليعة مودعي قافلة حجاج بيت ﷲ الحرام المخصصة لأسر الشهداء من القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي، والأجهزة الأمنية، تقديرا منه للتضحيات التي قدمها الشهداء في سبيل الدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره، على ما جاء في موقع الملك. 

وخلال الاحتفال، الذي أقيم في وداع قافلة الحجاج في الديوان الملكي الهاشمي،  الأحد 4 آب 2019، فاجأ الملك أسر الشهداء بحضوره، وتبادل الحديث معها، متمنيا لها في رحلتها الإيمانية حجا مبرورا وسعيا مشكورا، وأن يتقبل ﷲ طاعاتها ويعيدها إلى عائلاتها سالمين غانمين". و"وجه المعنيين في وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بتقديم التسهيلات للحجاج الأردنيين، لتمكينهم من تأدية مناسك الحج بكل يسر وسهولة. 

لقطة للخبر المنشور في موقع الملك في 4 آب 2019

يُشار الى ان الديوان أعاد، في 8 آب 2019، عن نشاطات الملك من 4 آب 2019 الى 8 منه، بعنوان: وداع قافلة حجاج بيت الله الحرام المخصصة لأسر الشهداء في ملخص نشاطات جلالة الملك، 4 – 8 آب 2019. ويمكن مشاهدة المقطع في التوقيت 0.19 في الفيديو أدناه. 

لقطة من الفيديو المنشور في حساب الديوان في يوتيوب، في 8 آب 2019

تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الفيديو المتناقل يظهر "العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني مع رجال إطفاء أردنيين قبل توجههم الى سوريا للمشاركة في مكافحة الحرائق". في الحقيقة، هذا المقطع مجتزأ من مشاهد أطول لوداع الملك عبدالله الثاني قافلة حجاج بيت الله الحرام المخصصة لأسر الشهداء، في 4 آب 2019.