نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ثلاث رسائل وراء هجمات المسيرات على إقليم كردستان: صراع نفوذ ومرحلة اضطراب - بوابة الكويت, اليوم الاثنين 7 يوليو 2025 06:55 صباحاً
بوابة الكويت - تتوالى الهجمات التي تنفذها "طائرات مسيّرة مجهولة" على مناطق مختلفة في إقليم كردستان، في ظل مزاعم وسائل إعلام إيرانية بأنها تستهدف "مقارّ للموساد الإسرائيلي"؛ وهو ما نفته وزارة داخلية الإقليم، متهمةً جهات مقرّبة من الحشد الشعبي بالوقوف وراءها، الأمر الذي استدعى رداً من الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، مطالباً الوزارة بتقديم أدلة إلى ما وصفه بـ"الادعاء".
بدأت الهجمات يوم الثلثاء الماضي، حين سقطت طائرتان مسيّرتان مفخختان قرب منطقة "طسلوجة" جنوب مدينة السليمانية، ما أسفر عن اندلاع حريق كبير دون وقوع خسائر بشرية. وتُعد طسلوجة المنطقة الصناعية الأكبر في الإقليم. وفي اليوم التالي، سقطت مسيّرة مفخخة في منطقة كرميان جنوب محافظة السليمانية، ما تسبب بتوتر بين وحدات من الجيش العراقي المتمركزة في المنطقة وقوات البيشمركة المنتشرة حول الحقول النفطية والغازية.
لكن التصعيد الأكبر وقع عندما سقطت مسيّرة رابعة مفخخة شمال مدينة أربيل، عاصمة الإقليم، في منطقة "كزنة" التي تضم مخازن استراتيجية، وتقع قرب مطار أربيل الدولي المدني. تلتها مسيّرة أخرى مفخخة بالقرب من مدينة كركوك. أعقبت ذلك تقارير متتالية في وسائل إعلام إيرانية زعمت أن الهجمات استهدفت قواعد إسرائيلية كانت، وفق قولها، تُستخدم لضرب إيران خلال الحرب الأخيرة. غير أن وزارة داخلية إقليم كردستان نفت ذلك قطعياً، مؤكدة في بيان مقتضب: "ليس هناك أي قواعد إسرائيلية في كردستان، ولم تُنفذ أي عمليات من هذا القبيل"، مضيفة أن "هذه الهجمات تنفذها فصائل تابعة للحشد الشعبي بهدف إثارة الفوضى".
مصدر سياسي كردي رفيع يصف ما يجري، في حديث إلى "النهار"، بأنه "محاولة لتجاوز اليأس"، ويضيف: "هناك جهات معروفة كشفت الحرب الأخيرة عن ضعفها وخضوعها للتوازنات الإقليمية، وأظهرت الفارق الهائل بين قدراتها الفعلية وادعاءاتها السابقة. هذه الجهات تشعر اليوم بتراجع في قوتها العسكرية وشرعيتها الشعبية داخل العراق، وتتوقع تصاعد الضغوط على الحكومة الاتحادية في المرحلة المقبلة. لذلك تسعى لإثارة الفوضى في الداخل العراقي، بغرض الإيحاء بأهمية دورها، لكن هذا لن ينطلي على أحد".
من جهته، ردّ الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية اللواء صباح النعمان، على بيان وزارة داخلية الإقليم، واصفاً الاتهامات بأنها "مرفوضة ومدانة". وقال في بيان تلقته "النهار": "ما صدر من وزارة الداخلية في حكومة إقليم كردستان من اتهام لمؤسسة أمنية عراقية رسمية أمر مرفوض ومدان، ولا يُسمح به تحت أي ذريعة. فقد صدر هذا الاتهام من دون أدلة، ونطالب الوزارة بتقديم ما لديها من إثباتات إلى الجهات الحكومية المختصة، ولن نجامل أحداً على حساب أمن العراقيين ووحدتهم"، متوعداً باتخاذ إجراءات قانونية صارمة بحق أي جهة تحاول زعزعة الاستقرار أو الإخلال بالأمن في عموم البلاد.
أما الكاتب والباحث السياسي شفان رسول، فيربط، في حديث إلى "النهار"، استمرار هذه الهجمات أو توقفها مستقبلاً بموقف الحكومة الاتحادية. ويقول: "منذ أكثر من 12 عاماً، تتكرر الهجمات (التي تبدو مجهولة ظاهرياً) على إقليم كردستان كلما توافرت مجموعة من العوامل الإقليمية والمحلية. فهذه الهجمات تشكّل رسائل سياسية تجاه الإقليم، الذي يُنظر إليه كحلقة ضعيفة ضمن التوازنات الإقليمية".
ويضيف: "الانتخابات العراقية المقبلة تشكّل عنصراً أساسياً في هذا السياق، إذ تستثير حساسيات طائفية وقومية لدى جماعات سياسية معروفة بتبعيتها. كذلك، كلما دخلت إيران في أزمة أمنية أو سياسية تزداد وتيرة هذه الهجمات. وغالباً ما تتزامن مع توترات بين الإقليم والحكومة الاتحادية، فتتحوّل إلى رسائل تهديدية مباشرة. ولسوء الحظ، فإن العوامل الثلاثة تتقاطع حالياً. وحدها حكومة السوداني تملك القدرة على فرض هيبتها وسيادتها الأمنية، إن أرادت مواجهة القوى المركزية التي تتحكم بمفاصل النظام السياسي في العراق".
0 تعليق