نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ماسك وتجربة الحزب الثالث في الولايات المتحدة: بين التحديات وفرص النجاح - بوابة الكويت, اليوم الأحد 6 يوليو 2025 10:28 مساءً
بوابة الكويت - لعب الملياردير الأميركي إيلون ماسك "All In" في السياسة الأميركية، وقرر اقتحامها من أوسع أبوابها: تشكيل حزب والمشاركة في الانتخابات الرئاسية والكونغرس، متحدياً الحزبين صاحبَي القواعد الشعبية الأوسع من جهة، والنظام الأميركي السياسي القائم على مبدأ تنافس حزبين، من دون أن يفتح مجالاً لحزب ثالث، مما يطرح شكوكاً بشأن نجاحه.
تجربة ماسك السياسية بدأت مع دعم حملة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانتخابية وتخصيص مبالغ ضخمة لإنجاحها. وقد تم تصنيفه بالداعم الأكبر حينها، بل نَسب في إحدى المناسبات فوز ترامب إلى نفسه. واستمرت هذه التجربة مع تولّي ماسك مسؤولية ما سمّي بـ"DOGE"، أي وزارة الكفاءة الحكومية، التي أقصى من خلالها موظفين ومؤسسات كثيرة عن عملها.
التجربة اليوم تقوم على تأسيس حزب سمّاه ماسك "حزب أميركا"، معولاً على استقطاب 80 في المئة من الناخبين الوسطيين الذين ما عادوا مقتنعين بتجربة الحزبين الجمهوري والديموقراطي. لكن ثمّة تحديات كثيرة سيواجهها الملياردير الأميركي، منها ما هو متعلق بنظام الحكم في أميركا، ومنها ما هو مرتبط بالقواعد الجماهيرية، خصوصاً بعد تجربة وزارة الكفاءة التي لاقت اعتراضاً.
صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية تطرّقت إلى التحديات التي سيواجهها ماسك، وعدّدتها، وكان أولها النظام الأميركي الذي "يُعطي الفائز كل شيء ولا يُرحّب بالأحزاب الثالثة"، وفق ما يوضح هانز نويل، أستاذ المنهجية السياسية في جامعة جورج تاون، بأن الولايات المتحدة "لا تشبه ديموقراطيات أخرى حيث تنشأ أحزاب صغيرة وتحصل على حصة من مقاعد المجلس التشريعي".
ويُضاف إلى تعقيد النظام الأميركي شروط ومتطلبات الترشيح للانتخابات. وبحسب الصحيفة الأميركية، أعاقت هذه المتطلبات العديد من مرشحي الأحزاب الثالثة من الوصول. وخلال الانتخابات الرئاسية عام 2024، لم يظهر أي مرشح بارز من الأحزاب الثالثة.
التحدي الثاني هو البرنامج السياسي لماسك، وقدرته الفعلية على استقطاب 80 في المئة من الوسطيين. ووفق نويل، فإن هذه النسبة "لا تتمتع بالضرورة بالتماسك الكافي لتشكيل حزب سياسي"، لأن جزءاً منها من الجمهوريين وجزءاً آخر من الديموقراطيين، وقد لا يتفقون على سياسة موحدة.
ويتحدث الباحث في الشأن الأميركي توفيق طعمة عن تجربة ماسك الجديدة واحتمالات نجاحها، فيستذكر تاريخ الحياة السياسية الأميركية، الذي قام على فكرة الحزبين الجمهوري والديموقراطي، والمحاولات الفاشلة التي خاضها مستقلون أو أحزاب ثالثة لدخول المعترك السياسي، وانتماء الأميركيين التقليدي إلى هذين الحزبين.
دعم لماسك (أ ف ب).
لكن ذلك لا يعني أن أسهم نجاح ماسك معدومة، بل إن ثمة فئات تقع ضمن قدرة ماسك على الاستقطاب، ويشير إليها طعمة خلال حديثه لـ"النهار"، فيقول إن جزءاً من الأميركيين "تعب" من فكرة الحزبين، خصوصاً فئة الشباب منهم، ويريد "مساراً آخر وتياراً ثالثاً". لكن ذلك يحتاج إلى "أفكار جديدة" من ماسك، من دون أن يعني ذلك أنه قادر على حصد الأغلبية "بل ما نسبته 20 في المئة تقريباً".
ينسب طعمة أسباب احتمال نجاح ماسك إلى عوامل عدّة، منها حاجة الشباب الأميركي إلى سياسات جديدة، وتأثير ماسك الواسع على الجماهير، والأهم ثروة ماسك التي تخوله الإنفاق على الحملات الانتخابية. لكن نويل يشدّد على أن أيّ حزب جديد سيحتاج إلى "ناخبين مخلصين" يتمتعون بطاقة كافية لخوض الحملات الانتخابية، حتى بعد الخسائر المبكرة، و"لا يمكن ببساطة شراء ذلك".
السؤال الأبرز هو عن المساحة التي تعطيها السياسة الأميركية للأحزاب والتيارات الجديدة، لكون الولايات المتحدة ليست محكومة فقط من الناخبين، بل من مجموعات الضغط والدولة العميقة التي يرجّح أنها تفضّل الأحزاب التقليدية القادرة على السيطرة أو التأثير عليها بالحد الأدنى. لكن نجاح ماسك من فشله - وفق طعمة - يعتمد على برنامجه الانتخابي أيضاً والناخبين.
في المحصلة، فإن الولايات المتحدة أمام تجربة سياسية جديدة، قد تنجح وقد تفشل. لكن ما بات شبه مؤكد أن السياسة التقليدية الأميركية تشيخ، وتجربة ترامب الحالية مثال على أن الأميركيين يسعون لتغيير في المنهاج، فهل تكون الكلمة الفصل للناخبين، أم للّوبيات ومؤسسات الدولة العميقة؟
0 تعليق