الشرق الأوسط في قلب المعركة المقبلة: بين النفط والصين يد أميركية خفية - بوابة الكويت

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الشرق الأوسط في قلب المعركة المقبلة: بين النفط والصين يد أميركية خفية - بوابة الكويت, اليوم الأحد 6 يوليو 2025 10:49 صباحاً

بوابة الكويت - كتب خبير النفط، المهندس حيدر عبدالجبار البطاط، لـ"النهار":

في ظل تسارع الأحداث في الشرق الأوسط لم يعد الحديث عن احتمال اندلاع حرب جديدة بين إيران وخصومها الإقليميين مجرد تكهنات عابرة بل تحوّل إلى هاجسٍ سياسي واقتصادي عالمي. لكن المثير في المشهد ليس احتمال اندلاع الحرب فقط بل هوية المتصدي الحقيقي لها وأهدافها غير المعلنة.

هذه المرة لن تكون الحرب ( إيرانية – إسرائيلية ) فقط كما يروّج البعض بل مرشحة لأن تكون حربًا أميركية بواجهة إقليمية يُدفع إليها من بوابة الاستفزازات المتكررة ويُدار فيها الميدان لتخدم مصالح أبعد من حدود الشرق الأوسط.

 

أميركا على المسرح… ولكن من خلف الستار

الولايات المتحدة التي انسحبت شكلياً من ملفات الشرق الأوسط عادت اليوم بشكل أكثر عمقاً.  فبينما تتصاعد التوترات في مضيق هرمز تظهر واشنطن وكأنها ( المنقذ ) والحامي لممرات التجارة الدولية.  لكنها في الواقع قد تكون المستفيد الأول من أي إغلاق لهذا المضيق.


كيف ذلك؟
الهدف الحقيقي هو ضرب الاقتصاد الصيني، فإغلاق مضيق هرمز لا يعني فقط توقف صادرات النفط الخليجية بل يعني خنق الشريان الأساسي للطاقة الذي يُغذي المصانع الصينية.
الصين – الغريم الاستراتيجي الأول لأميركا – تعتمد بشكل كبير على نفط الخليج. أي انقطاع في هذا الإمداد سيؤدي إلى ارتفاع جنوني في أسعار الطاقة داخل الصين، وتباطؤ نموها الاقتصادي، وإرباك مبادرة ( الحزام والطريق ) التي تمر عبر الموانئ الإيرانية والخليجية.

بمعنى آخر واشنطن لا تحتاج إلى صواريخ موجهة لضرب الصين، يكفيها أن تُشعل حرباً في الخليج وتغلق المضيق ثم تجلس لتراقب العالم يحترق، واليوان يتهاوى.

 

مضيق هرمز (وكالات)

مضيق هرمز (وكالات)

 

مصالح أميركا ترتفع مع تصاعد الدخان
في مقابل خسائر الصين تبرز المكاسب الأميركية، فتتحول أميركا إلى المصدر البديل الآمن للطاقة، وتعود أوروبا للارتهان مجدداً إلى الغاز والنفط الأميركي. كما تعود دول الخليج إلى البيت الأميركي باحثة عن الحماية بعد أن تجرأت يوماً على التنويع نحو الصين وروسيا. وهكذا تُضرب طهران بالصواريخ… وتُضرب بكين بالأزمات المالية.

 

ماذا عن العراق والمنطقة؟

العراق – كما بقية دول المنطقة – سيكون أول الضحايا اقتصادياً إن لم يتحرك بسرعة لحماية مصالحه وموارده وموانئه النفطية. الحرب القادمة إن اشتعلت لن تكون كالحروب الماضية. إنها حرب بنكهة اقتصادية بواجهة طائفية وبأهداف جيوسياسية والميدان مضيق هرمز.

الحرب الإيرانية قد تعود لكن هذه المرة لن تكون حربًا عقائدية أو دفاعية كما في الثمانينيات بل حرب بتصميم أميركي لتنفيذ ضربة جراحية دقيقة ضد التنين الصيني بوقود الشرق الأوسط وبدماء شعوبه.

فهل نحن أمام مواجهة بين إيران وإسرائيل؟ أم أمام مشهد أكبر… تُقاتل فيه إيران بالنيابة وتُحاصر فيه الصين من بعيد؟

الأسئلة كثيرة… لكن المؤكد أن المرحلة القادمة تحتاج وعياً لا يقل عن السلاح واستقلال قرار لا يقل عن النفط.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق