نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بعد استقالة الناطق باسم نتنياهو.. زوجة رئيس الوزراء تحكم إسرائيل خلف الكواليس - بوابة الكويت, اليوم السبت 5 يوليو 2025 06:56 مساءً
بوابة الكويت - في تطور مفاجئ هز المشهد السياسي الإسرائيلي، قدم الناطق الرسمي باسم مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو استقالته في أعقاب خلاف حاد مع سارة نتنياهو، زوجة رئيس الوزراء.
المصادر المقربة من مكتب رئيس الوزراء كشفت أن الاستقالة جاءت بعد سلسلة من المواجهات بين الناطق الرسمي والسيدة الأولى، التي تتهم بالتدخل المفرط في شؤون الحكومة واتخاذ القرارات السياسية خلف الكواليس.
وصل الخلاف إلى ذروته عندما رفض الناطق باسم نتنياهو، وهو أحد أبرز الوجوه الإعلامية في الليكود، تنفيذ تعليمات سارة نتنياهو المتعلقة بصياغة البيان الرسمي حول مفاوضات التهدئة مع حماس.
و وفقًا لتقارير صحيفة "هآرتس" العبرية، طالبت سارة بصياغة البيان بطريقة تلائم رؤيتها الشخصية، بينما أصر الناطق الرسمي على اتباع الخط الرسمي للحكومة، ما تسبب في انفجار غضب سارة، التي اتهمته علنًا بعدم الولاء، مما دفعته إلى تقديم استقالته على الفور.
سلسلة طويلة من التدخلات المثيرة
صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية نشرت تقريرًا مفصلاً كشفت فيه كيف تتحكم سارة في جدول أعمال زوجها، وتقرر من يقابله من المسؤولين، بل وتتدخل حتى في التعيينات الوزارية.
أحد كبار المسؤولين السابقين في مكتب نتنياهو، طلب عدم الكشف عن اسمه، قال لـ"هآرتس": "سارة هي رئيسة الوزراء الفعلية، كل القرارات تمر عبر غرفة نومها قبل أن تصل إلى مكتب زوجها".
استغلال منصب زوجها لتحقيق مكاسب شخصية
نفوذ سارة نتنياهو لم يقتصر على الشؤون السياسية، بل امتد إلى قضايا فساد مالي عدة، فقد أدانتها المحكمة المركزية في القدس عام 2019 بتهمة الاحتيال وسوء استخدام أموال الدولة في قضية شهيرة عرفت باسم "فضيحة الوجبات المنزلية"، حيث ثبت أنها استخدمت أموالاً عامة لتمويل طلبات طعام فاخرة بقيمة 100 ألف شيكل، رغم أن القانون يمنع ذلك، فيما وثقت الصحف الإسرائيلية عشرات الحالات الأخرى التي اتهمت فيها باستغلال منصب زوجها لتحقيق مكاسب شخصية، بما في ذلك رحلات فاخرة على حساب الدولة وترتيبات غير قانونية لموظفي المنزل.
التداعيات السياسية للأزمة
الخبراء السياسيون في إسرائيل يرون أن استقالة الناطق الرسمي هي مؤشر جديد على مدى التصدع داخل مكتب نتنياهو. البروفيسور أورييل أبنود، المحلل السياسي في جامعة تل أبيب، قال في تصريح لصحيفة "جيروزاليم بوست": "ما حدث يؤكد أن سارة نتنياهو أصبحت عبئًا سياسيًا على زوجها، فتصرفاتها الاستبدادية تزيد من عزلة نتنياهو حتى داخل حزبه". وأضاف أن "الكثيرين في الليكود باتوا يخشون من أن يؤدي تدخلها المتواصل إلى إلحاق ضرر لا يمكن إصلاحه بسمعة الحكومة".
عضو الكنيست من حزب "هناك مستقبل" يائير لبيد، استغل الحادثة ليهاجم نتنياهو علنًا، واصفًا إياه في مؤتمر صحفي بـ"الزعيم الضعيف الذي يسمح لزوجته بإدارة الدولة بدلاً عنه". حتى داخل حزب الليكود، بدأ بعض الأعضاء في التعبير عن استيائهم بشكل غير مباشر، حيث غرد عضو الكنيست جدعون ساعر: "الحكومة تحتاج إلى قيادة واضحة، وليس إلى صراعات عائلية".
زوجة تحكم من خلف الكواليس
تعود جذور قصة سارة نتنياهو وزواجها من بنيامين نتنياهو إلى عام 1991، عندما التقى الثنائي في حفل غنائي بعد انفصال نتنياهو عن زوجته الثانية فليور كيتس.
سارة، التي كانت تعمل آنذاك مضيفة طيران، تزوجت نتنياهو في حفل خاص بعد علاقة قصيرة، لتبدأ رحلتها كسيدة أولى غير تقليدية في السياسة الإسرائيلية. الصحافة العبرية تذكر دائمًا أن سارة هي الزوجة الثالثة لنتنياهو، وأن زواجهما جاء بعد سلسلة من العلاقات العاطفية المضطربة في حياة رئيس الوزراء.
مع صعود نتنياهو السياسي، تحولت سارة إلى شخصية مؤثرة في كواليس السلطة. تقارير "معاريف" العبرية تشير إلى أنها مارست نفوذًا متزايدًا على زوجها منذ تسلمه رئاسة الحكومة عام 1996.
لكن نفوذها بلغ ذروته في العقد الأخير، حيث أصبحت تُعرف في الأوساط السياسية الإسرائيلية بـ"السيدة الحديدية" أو "الرئيسة الثانية". مصادر في مكتب رئيس الوزراء كشفت لصحيفة "كالكات" أن سارة تفرض رقابة صارمة على جدول مواعيد زوجها، وتحدد بنفسها من يمكنه مقابلته من الوزراء والمسؤولين.
نصيب الأبناء في رقعة السلطة
الأبناء أيضًا لعبوا دورًا في هذه المعادلة السلطوية. يائير نتنياهو، الابن الأوسط (32 عامًا)، تحول إلى شخصية مؤثرة في سياسات والده رغم عدم شغله أي منصب رسمي، وحسابه على تويتر الذي يتابعه مئات الآلاف أصبح منبرًا سياسيًا غير رسمي لليمين الإسرائيلي المتطرف.
أما ابنه الأكبر من زواج سابق، يوناتان نتنياهو، كان أقل ظهورًا لكنه عمل مستشارًا غير رسمي لوالده في بعض الملفات، بينما ابنهما الأصغر أفنير (20 عامًا) فما زال تحت الأضواء الإعلامية بسبب تصريحاته المثيرة للجدل.
عائلة تتحول إلى حكومة ظل
صحيفة "إسرائيل هيوم" نشرت تحقيقًا موسعًا عام 2022 أظهر كيف تحولت عائلة نتنياهو إلى "حكومة ظل" تتدخل في كل شيء بدءًا من التعيينات الأمنية الحساسة ووصولاً إلى مفاوضات الائتلافات الحكومية.
أحد الأمثلة الصارخة كان تدخل سارة المباشر في تعيين رئيس الموساد عام 2021، حيث عارضت مرشحًا معينًا ونجحت في إقناع زوجها باختيار بديل آخر. التحقيق أظهر أيضًا أن سارة وأبناءها يشكلون "لوبي عائلي" يمارس ضغوطًا على نتنياهو في القرارات المصيرية.
0 تعليق