نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حادث "إقليمى المنوفية".. فجر القضية - بوابة الكويت, اليوم السبت 5 يوليو 2025 01:38 مساءً
بوابة الكويت - يعرفون مبكرًا صوت المنجل، وطين السواقي، ولهيب الشمس على الجباه الغضة. كل فجر، تنطلق قوافل الصغار من بيوت بسيطة إلى مزارع نائية، لا يستعدون ليوم دراسي فقط، بل ليوم عمل طويل يبدأ قبل الشروق.
ليست المأساة في أنهم يعملون، بل في الثمن الباهظ الذي يدفعونه: أجساد أنهكها التعب، عيون تسهر بين الحقل والواجبات، وأحيانًا، نهاية دامية على الطرق ، فوق سيارات متهالكة لا تصلح لنقل البشر. حوادث متكررة تسرقهم من بين أحضان أسرهم، ثم تُطوى صفحاتهم في صمت. آخرها ما حدث في قرية كفر السنابسة بمركز منوف بمحافظة المنوفية، حينما تحولت رحلة فتيات إلى المزارع إلى مأتم جماعي، إثر تصادم ميكروباص وشاحنة، خلّف وراءه 19 شهيدة من زهرة بنات القرية، في مشهد أبكى القلوب وهزّ الضمير.
الأسئلة المعلقة ما زالت تبحث عن إجابات: من المسؤول عن هذه الكارثة الصامتة؟ أين دور الأسرة والمجتمع والدولة؟ ولماذا تُترك الطفولة فريسة للفقر والإهمال؟ هذا التحقيق يرصد الواقع كما هو، من الميدان بالصورة والكلمة، محاولًا الوصول إلى بداية حل، يحفظ كرامة الطفولة ويحميها من الموت المؤكد بين المزرعة والطريق.
"بنات العنب" قصص كفاح حقيقية لن تموت..وشاهدة على جيل يطلب الحياة الكريمة
المنوفية - نشأت عبد الرازق:
فجر حادث «إقليمى المنوفية» قضية عمالة أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال في مصر، و الذين تتراوح أعمارهم بين 14 إلى 22 عاماً، حيث تعتمد المزارع و المصانع، خاصة المنتشرة فى المناطق الصحراوية كمنطقة مركز السادات، على تشغيلهم فى جنى المحاصيل الزراعية وفرزها وتعبئتها،وذلك بنظام اليومية بمقابل لا يتجاوز 150 جنيها خلال الإجازة الصيفية، فى تحد صارخ لقانون العمل.
ويعد «الفقر» أحد أهم أسباب عمالة أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال دون النظر إلى العواقب الوخيمة الناتجة من تشغيلهم فى تلك السن الصغيرة بالمخالفة للقانون .
صباح يوم الواقعة وفى لحظة واحدة تحولت أفراح بيوت إلى مأتم، وسقطت ضحكات أطفال كانت تملأ الدنيا بالأمل.. حادث مأساوي جديد على الطريق الإقليمي بالمنوفية، اصطدمت سيارة نقل ثقيل "تريلا وقود" بسيارة ميكروباص محملة ب 22 شخصا بشكل مروع عند الكيلو 72 من الطريق الإقليمي بنطاق مركز أشمون، بسبب اختلال عجلة القيادة بيد سائق التريلا وتخطيها للطريق المعاكس ، مما أدى إلى مصرع 19 شخصا؛ بينهم 18 فتاة في مقتبل العمر من قرية كفر السنابسة مركز منوف، بالإضافة إلى سائق الميكروباص، و اللائى كن يستقلانه أثناء توجههن للعمل فى جمع وفرز العنب بإحدى المزارع بمركز السادات ، فضلا عن إصابة 3 أخريات من نفس القرية بين الحياة و الموت.
قصص إنسانية
أوجاع وآلام اعتصرنا بها جميعا، حزنا على بناتنا ال18 اللائى فقدناهن شهيدات فى هذا الحادث المفجع، أثناء توجههن للعمل سعيا على الرزق متحملات مشقة وكبد الحياة، عونا لأهليهن وسترا لأنفسهن وتحقيقا لأحلامهن.. لكن فى لمح البصر تحولت ضحكاتهن 18 زهرة لم تتفتح بعد وهن على طريق الحياة إلى صمت أبدى بعد أن دهست "تريللا" سيارتهن وهن بداخلها ليعدن فى أكفان بيضاء تاركات خلفهن قلوبا ممزقة وأمهات ثكلى و بيوتا موجوعة تئن من فقدان زهراتها وقرية تنزف دما.
هؤلاء الضحايا رحلن وكن يحملن على أكتافهن أحلاما وآمالا عظيمة أكبر من أعمارهن،إنهن ليسوا مجرد أسماء تذكر، لكنهن قصص كفاح حقيقية لا يجب أن تموت، ولا بد من روايتها للأجيال ليتعلموا منها معنى الإرادة، وتبقى شاهدة على جيل لم يطلب سوى الحياة الكريمة، فالفقر ليس النهاية، وأن البنت يمكنها الوصول إلى هدفها و تحقيق حلمها بعقلها وتعبها.
من هؤلاء الفتيات اللاتى خرجن مبكرًا في سبيل لقمة العيش، و سعين بجد وإصرار نحو مستقبل أفضل، لا يحمل لهن و لعائلاتهن سوى الأمل،ولقين حتفهن شهيدات إثر حادث الإقليمى المروع :
هنا مشرف محمد " 14 عاما"، ومروة أشرف إنسان " 19 عاما "، وآية زغلول مصطفى"21 عاما" ، و ميادة يحيى فتحي عطية "17 عاما"، وشيماء يحيى فوزي خليل"16 عاما"،و رويدا خالد إبراهيم حسن ، و ملك عربي فوزي" 18 عاما"، و سمر خالد مصطفى، "18 عاما"، و إسراء صباح عبد الوهاب عبد الخالق" 17 عاما "، وسارة محمد كوهية" 14 عاما" ، و شيماء يحيى فوزي خليل " 17 عاما"، وشروق خالد أبو المجد" 20 عاما"، وهدير عبد الباسط خليل" 21 عاما"، وشيماء محمود محمد عبد الهادي"21 عاما"، وتقى محمد أحمد الجوهري" 20 عاما"، وجنى محي فوزي "19 عاما"، و أسماء خالد مصطفي قنديل" 17 عاما"، و شيماء رمضان عبد الحميد "23 عاما" ، جميعهن مقيمات بقرية كفر السنابسة مركز منوف،بالإضافة إلى سائق الميكروباص أدهم محمد أنس" 22 عاما " مقيم بقرية طملاي مركز منوف.
والمصابات : إسراء محمد الشعلي" 35 عاما "، وآيات زغلول مصطفى قنديل" 17 عاما "، و حبيبة محمد الجيوشي أبو شنب" 17 عاما "من كفر السنابسة مركز منوف.
*"هدير" فتاة لم تتجاوز العشرين، التحقت بمعهد التمريض، لأنها كانت تحلم أن تكون في خدمة المرضى، لم تكن تسعى وراء شهرة أو مال، بل كانت تقول دومًا إنها تحب أن تعالج الفقراء وتساعدهم.
يقول أحد أقاربها: "كانت تقول دائمًا إنها تحب تشوف الفرحة في عيون الناس، تحب تساعد الغلابة، كانت إنسانة حنونة جدًا، وكان كل اللي حواليها بيحبوها، لكن الطريق خطفها فجأة".
*"رويدا".. كانت "عروسا فى بيت أهلها"، تعمل وتجتهد لتجهز نفسها للزفاف، كانت كل خطوة تخطوها نحو العمل هي اقتراب من فستان الزفاف، من بيت تحلم به، من حياة كانت تبنيها بحب وتعب، لكن تحول الفرح إلى مأتم، والحلم إلى سراب.
كل واحدة من الفتيات ضحية الحادث المفجع كانت تحمل حلمًا بسيطًا، مشروعًا، مثل ملايين من أبناء وبنات هذا الوطن، بعضهن أرادت أن تصبح مهندسة، وأخرى ممرضة، وأخرى كانت تعد لزواجها، أو تدرس، أو تعيل أسرتها، كلهن كن وجوها لبلد يبنى بعرق البنات وأحلام البسطاء.
لم تكن حادثة وفاة الفتيات حادثة استثنائية، فحوادث موت أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال في مصر أثناء ذهابهم إلى العمل متعددة،حيث تعتبر عمالة أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال من أهم المشكلات المثارة في المجتمع المصري و جريمة لا بد من وقفها فى ظل سعي الحكومة للارتقاء بالأسرة المصريّة و توفير الدخل الملائم لها للاستغناء عن تشغيل أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال .
والدة "جنى"عثرت على رسالة كتبتها ابنتها لمصر بخط يدها قبل وفاتها ، وقالت: "بنتى نجحت في الإعدادية ب 95٪، و كانت كل شوية تقول لابوها أنا هعمل اللي محدش عمله هرفع راسك للسما " .
*شيماء رمضان عبد الحميد -طالبة بالفرقة الأولى بكلية الهندسة جامعة المنوفية، وافتها المنية إثر نفس الحادث، كانت تسعي لتدبير مصروفات الدراسة و مساعدة أهلها بالعمل في مزرعة عنب في مدينة السادات واليومية 120 جنيها، و كانت فتاة بسيطة تسعى لترفع رأس أهلها بعقلها و تعبها، كانت متفوقة دراسيا، رفضت الالتحاق بالثانوي العام،بسبب الظروف المادية لأسرتها ، فالتحقت بالثانوى الفنى "صنايع" ، وتفوقت كعادتها والتحقت بمعهد بصريات، وأصرت على استكمال تحقيق حلمها حتى التحقت بكلية الهندسة، و كانت من المتفوقات أيضا، و لتوفير مصاريف دراستها ومساعدة أسرتها، ولكى لا تكون عبئا على والدها، توجهت للعمل مع شقيقتها في جمع العنب بإحدى المزارع، وقالت لوالدتها آخر مرة : "هشتغل الصيف ده عشان عندي مواد ومش عايزة أكون حمل على بابا".. شيماء كانت تذهب للعمل مع أختها، لكن فى اليوم الأخير، سافرت لوحدها بدون شقيقتها.
أوضح والد "شيماء " ، أنها كانت بالنسبة له أكثر من ابنة، كانت مشروع حلم مؤجل، قررت أن تؤجله هي من أجل والدها.
وقال أحد جيرانها: "كانت تحلم بالالتحاق بالثانوي العام وتدخل كلية محترمة، لكن رفضت تتعب والدها بالمصاريف، خدت دبلوم فني، اشتغلت، وجمعت فلوس، ورجعت تكمل تعليمها، وكان نفسها تبقى مهندسة، شيماء كانت مثالا للبنت الجدعة اللي بتشيل نفسها وتساعد أهلها، لكنها ماتت قبل ما تحقق حلمها".
*" سارة محمد" إحدى الشهيدات فى حادث الإقليمى أيضا، كانت ذاهبة للعمل للمرة الأولى فى تلك الإجازة بعد أن أنهت امتحاناتها بالصف الثانى الثانوى، كانت من المتفوقات و يشهد لها الجميع بالخلق الحسن، وكانت تحفظ القرآن الكريم و كرمت أكثر من مرة.
تقول والدتها إنها رأت وجهها بعد الحادث مبتسما شديد البياض فاقتربت منها وقالت "متخافيش يا بنتى عشان انا عارفة إنك بتخافى".
وقال أحد محفظى القرآن: "جائتنى سارة فى الحلم أمس أكثر من مرة لتسميع القرآن وكلما سألتها مش انتى موتى؟ تقول لا أنا موجودة".
ويقول محفظ آخر إنها كانت حريصة جدا على حفظ القرآن الكريم، و كانت تأتى حتى لو بين الدرسين لمدة نصف ساعة ثم تغادر.
*شروق خالد" 14 سنة"، طالبة بالإعدادية، وأكبر إخوتها، تركت المدرسة وذهبت تعمل في مزرعة من أجل مساعدة أهلها، وكانت تسعى لاستكمال جهاز أختها الصغيرة.
*آية زغلول الطالبة بكلية التربية جامعة السادات،كانت تعمل في جمع العنب بالمزارع بمدينة السادات منذ 6 سنوات من الشقي والتعب أى منذ أن كانت تدرس بالإعدادي ، للتحصل على يومية 130جنيها، لإعانتها على مصاريف دراستها و تجهيز نفسها بعد خطوبتها فى عيد الفطر الماضى.
لها شقيقة و 2 من بنات عمها رحلن إثر هذا الحادث.
*شيماء محمود بكلية الآداب جامعة المنوفية وافتها المنية إثر حادث الطريق الإقليمي ، كانت تعمل بجمع العنب طوال الإجازة، لمساعدة أسرتها وللإنفاق على دراستها.
هدير عبد الباسط خليل " إحدي صْحايا حادث الإقليمي الأليم"، كانت طالبة بمعهد التمريض و تخرجت فيه هذا العام، و كانت تنتظر استلام عملها ولكنها خرجت للعمل في محطة تصدير العنب بيومية 130 جىْيها، للمساهمة في مصاريف دراستها، ومساعدة أسرتها.
قالت والدتها لها يوم الكارثة: "ارتاحي يابنتي النهاردة الجمعة، قالت: لا علشان ألحق أحوش قرش ينفعني لما الدراسة تبدأ".
*وفى أحد منازل القرية جلست سيدة بجوار شقيقتها تواسي كل منهما الأخرى؛ واحدة فقدت اثنتين من بناتها في الحادث، و أخرى فقدت ابنتها العروس طالبة كلية التربية، وترقد نجلتها الصغيرة في المستشفي بين الحياة والموت،أى يوجد بالمنزل 4 من الضحايا، هن: أسماء و سمر" شقيقتان"، وابنة خالتهما آية زغلول، وشقيقتها آيات التي ترقد في العناية المركزة.
*" آية "طالبة بكلية التربية جامعة السادات خرجت لمساعدة أسرتها في المعيشة وتدبير مصاريف دراستها.
*"ملك "إحدى الضحايا أيضا اعتادت الاستيقاظ في السادسة صباحا لتخرج فى ميكروباص رفقة ابنتى عمها"جنى" طالبة بالصف الثالث الإعدادي، وشقيقتها "شيماء" للعمل بجمع العنب ثم يعدن متعبات .
*"ضحى" طالبة بالصف الثالث الإعدادي، خرجت أيضا من أجل أن توفر متطلبات أسرتها، ولكنها ذهبت ضحية لقمة العيش ويومية 130 جنيها .
*"ميادة" عروس الجنة التي كان فرحها أول أغسطس ، يقول والدها ، إن نجلته هي البنت الوحيدة له بين أشقائها و خرجت للعمل منذ سنوات اعتادت فيها العمل في حصاد العنب.
أضاف الأب، أن نجلته كانت تستعد للزواج أول أغسطس، لكنها أصرت على النزول للعمل لتستكمل باقي طلبات زواجها قائلا: "قولت لها اقعدي شوية قبل الجواز قالتلي لسه باقي شوية حاجات في الشقة محتاجة أكملها".
*" رويدا " عروس الجنة التي كانت تستعد للزفاف في أكتوبر المقبل، و كانت تجهز نفسها و تعمل ليل نهار.
*أدهم محمد أنس، من قرية طملاي مركز منوف سواق على الميكروباص، أحد ضحايا الحادث، كان كل أمله في الدنيا لقمة عيش حلال لأسرته البسيطة التى تعيش فى بيت متواضع من الطوب اللبن، عبارة عن غرفتين صغيرتين، وكان يستيقظ قبل الفجر، من الساعة 5 الصبح، للتوجه إلى العمل"سائق ميكروباص" ملك أحد الأشخاص، وذلك لنقل العمالة إلى المزارع بالجبل، و كان السند الوحيد لأبويه ،الأم تسعى للعمل بجمع الفراولة رغم مرضها ،و الأب تم تركيب شرائح و مسامير له وهو غير قادر على العمل، لكن أدهم كان متحملا مسئولية البيت كله،علاج ومصاريف المعيشة، وكان أدهم يستعد لخطوبة ملك ابنة قرية كفر السنابسة إحدى ضحايا الطريق الإقليمي ، حيث اتفق مع والدها على قراءة الفاتحة والخطبة يوم السبت أى اليوم التالى من وقوع الحادث المشئوم ، ولكن كان للقدر كلمة أخري وان يلحق الإثنان معا بالجنة.
*ومن الضحايا المتفوقات ممن حصلن على الإعدادية بعد وفاتهن ، أربع طالبات في الشهادة الإعدادية، اجتهدن لتحقيق حلم التفوق، وبالفعل نجحن في تحقيقه، لكن القدر لم يمهلن للاحتفاء بتفوقهن، و الطالبات هن: تقى محمد السيد الجوهري حصلت على مجموع 221 درجة، وضحى همام الحفناوي 202 درجة، وجنى يحيى فوزي خليل 250 درجة، وإسراء الحفناوي 269 درجة.
أسرة "تقى" تقيم في منزل مبني بالطوب اللبن.. و تقول والدتها إن نجلتها كانت تنتظر نتيجة الشهادة الاعدادية وهي ابنتها الوسطي وخرجت للعمل بعد انتهاء الامتحانات، و خرجت مع أصدقائها في القرية للعمل في إحدي محطات حصاد العنب مقابل 130 جنيها في اليوم.
أكدت والدة "تقى"، أن نجلتها خرجت من أجل أن تساعد أبيها وأن تشتري ملابس جديدة من أجل فرح بنت خالتها ميادة الضحية الأخرى التي كانت تنتظر موعد زفافها في أول أغسطس المقبل.
*ومازالت 3 فتيات تحت الملاحظة والعلاج بمستشفى الجراحات الدقيقة بشبين الكوم، وهن:
"حبيبة-15 عاما" تماثلت للشفاء، وتم حجزها للاطمئنان علي صحتها، و "إسراء- 14عاما" عادت إلي الوعي و تم استئصال الطحال وتعاني من كسور وتم احتجازها بالعناية، لحين التماثل للشفاء، وحالتها الصحية جيدة، و "آيات- 17 عاما" الحالة الأصعب بينهن، درجة الوعي لا تزيد عن 5 من 15 فاقدة للوعي تماما، و أسرة الفتيات رفضوا نقلهن إلي مستشفيات القاهرة، وأكدوا أن مستشفي الجراحات المتخصصة يقدم العناية الكاملة لبناتهم.
الشرقية
عمالة أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال بالمزارع تدق ناقوس الخطر ..الحملات المفاجئة على الطرق ضرورة لحمايتهم من الموت المجاني
د. عماد عبد الرازق: بيئات العمل التي ينخرط فيها أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال تطبعهم على العنف وتقتل براءتهم النفسية
الشرقية - عبد العاطي محمد:
مع بداية الإجازة الصيفية، ينطلق آلاف أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال من أبناء الريف إلى الحقول لا إلى المصايف، يخلعون الزي المدرسي ويرتدون ثياب العمل، حاملين مناجلهم وأكياس المحاصيل بدلاً من الحقائب.. كثيرون منهم لا يفعلون ذلك رغبة، بل اضطرارًا: للعمل في الزراعة وجني الثمار تحت شمس قاسية، مقابل أجر زهيد يعين أسرهم على مواجهة تكاليف الحياة، أو ليوفروا مصروف العام الدراسي القادم.
لكن الطريق إلى لقمة العيش محفوف بالخطر؛ يبدأ غالبًا قبل شروق الشمس بركوب سيارات نصف نقل مكشوفة، أو ميكروباصات متهالكة، محملة بأضعاف طاقتها، يقودها سائقون متهورون، بعضهم يسير عكس الاتجاه، وبعضهم الآخر لا يزال تحت تأثير المخدرات.. لا أحد في تلك الرحلة الوعرة يفكر في قواعد السلامة، فالأولوية دائمًا للحاق بالحصاد، ولو على حساب أرواح صغار لم يبلغوا الحلم.
هم أطفال بأجساد نحيلة وإرادة من حديد، لكنهم يعملون في صمت، ولا يُحسبون في دفاتر التأمين أو الرعاية.. هذا التحقيق يحاول أن يضعهم في دائرة الضوء، لا كأرقام في تقارير غائبة، بل كوجوه حقيقية وقصص موجعة، تستحق أن تُروى، وأن يُسأل عنها الجميع.. من الأسرة إلى الدولة، ومن المزارع إلى السائق.
يرى الدكتور عماد عبد الرازق عميد كلية الآداب بجامعة الزقازيق واستاذ علم النفس أن عمالة أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال تمثل واحدة من أخطر الظواهر الاجتماعية التي تهدد بنية المجتمع المصري على المدى الطويل، إذ تسلب الطفل حقه الطبيعي في التعليم والنمو النفسي والجسدي، وتعيد إنتاج دوائر الفقر والجهل. ويؤكد أن تشغيل أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال لا يعالج الأزمة الاقتصادية، بل يعمّقها بإضعاف رأس المال البشري المستقبلي، لأن أطفال اليوم هم قوة العمل المنتجة غدًا.
ويضيف أن الأسرة، رغم ما تعانيه من ضغوط اقتصادية طاحنة، تظل الطرف الأهم في المعادلة، فهي أول من يجب أن يعي خطورة الدفع بأبنائه نحو العمل في سن مبكرة. ويشير إلى أن بعض الأسر تنظر إلى عمل الطفل باعتباره "مساعدة" لا بديل عنها، لكنها لا تدرك أن الثمن يكون غالبًا من صحة الطفل وتعليمه وتوازنه النفسي، داعيًا إلى إعادة تشكيل الوعي الأسري من خلال حملات توعية حقيقية وعميقة تستهدف الأمهات والآباء، خصوصًا في القرى والنجوع.
أما عن دور المجتمع، فيؤكد الدكتور عبد الرازق أن المسؤولية لا تقع على الأسرة وحدها، بل تتوزع بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني ووسائل الإعلام. فالحل لا يكون فقط في العقوبات، بل في تقديم بدائل واقعية تُمكن الأسر من الصمود دون استغلال أطفالها. ويشدد على ضرورة إطلاق مشروعات تنموية صغيرة، وتفعيل التعليم المجتمعي، وتحفيز الجمعيات على تنفيذ برامج جادة تتجاوز الندوات الشكلية إلى تدخلات عملية ومستدامة تحفظ للطفل كرامته وحقه في الحياة والتعليم.
ويُوضح الدكتور عماد عبد الرازق، من منظور علم النفس، أن الطفل العامل يتعرض لتشوهات نفسية عميقة قد لا تظهر آثارها فورًا، لكنها تنعكس على شخصيته وسلوكياته لاحقًا. فالطفل الذي يُجبر على العمل في سن مبكرة، دون دعم أو حماية، غالبًا ما يشعر بالدونية والحرمان، ما يولّد داخله شعورًا بالغضب، أو الانكسار، أو العزلة، وقد يتحول لاحقًا إلى شخص عدواني أو فاقد للثقة بنفسه وبالمجتمع.
ويضيف أن بيئة العمل التي يتواجد فيها أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال سواء في الورش أو الحقول أو الأسواق تكون غالبًا غير حاضنة نفسيًا، بل مليئة بالقسوة والإهانة، ما يجعل الطفل يعتاد على ثقافة العنف والصوت العالي والتسلط، فيصبح مهيأ لتكرار هذه الأنماط في حياته المستقبلية، سواء في أسرته أو مجتمعه. وهنا، تتحول ظاهرة عمالة أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال إلى قنبلة موقوتة تهدد السلام الاجتماعي، لأننا نصنع جيلاً مشوَّه الانتماء، مُثقلًا بالحرمان، وقليل التفاعل الإيجابي مع الآخرين.
ويحذر الدكتور عبد الرازق من أن استمرار هذا النمط من الطفولة المقهورة يؤدي إلى ما يُعرف في علم النفس بـ"التبلد الانفعالي"، حيث يفقد الطفل تدريجيًا حساسيته تجاه الألم والظلم، سواء الذي يتعرض له أو يراه من حوله. ويقول: "حين يرى الطفل أن لا أحد يدافع عنه أو يمنعه من الاستغلال، يتعلم الصمت والتبلد، وقد يكرر لاحقًا ما تعرّض له مع أطفاله أو أقرانه". ولهذا، فإن حماية الطفل ليست فقط واجبًا قانونيًا أو أخلاقيًا، بل ضرورة لبناء مجتمع سليم نفسيًا وسلوكيًا.
يؤكد الدكتور أشرف سعد سليمان، أمين عام حزب حماة الوطن بمحافظة الشرقية، أن عمالة أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال تمثل جريمة مكتملة الأركان في حق الطفولة، يجب أن تتكاتف كل أجهزة الدولة والمجتمع لمواجهتها بكل حسم ووعي. ويشير إلى أن ما يدفع أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال للنزول إلى سوق العمل في سن مبكرة، سواء في الحقول أو الورش أو الشوارع، هو الفقر من ناحية، وضعف الوعي الأسري من ناحية أخرى، مؤكدًا أن حماية أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال ليست فقط مسؤولية قانونية، بل واجب وطني وأخلاقي للحفاظ على مستقبل المجتمع.
ويشدد "سليمان" على أن استمرار عمالة أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال بهذه الصورة يهدد بخلق أجيال غير مؤهلة علميًا ونفسيًا، ويؤدي إلى إعادة إنتاج دوائر الفقر والجهل، كما يفتح الباب واسعًا أمام استغلالهم في أعمال خطرة ومهينة قد تدمر طفولتهم وتشوّه شخصياتهم. ويضيف: "ما نزرعه اليوم في أطفالنا سنحصده غدًا في مجتمعنا، وإذا لم نوفر لهم الحماية والرعاية والتعليم الجيد، فسندفع جميعًا الثمن لاحقًا في صورة ضعف في رأس المال البشري، وخلل في المنظومة القيمية والاجتماعية".
ويطالب الدكتور أشرف سعد سليمان بوضع استراتيجية وطنية متكاملة تتضافر فيها جهود الحكومة والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، تستهدف التوعية بمخاطر عمالة أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال، وتوفير البدائل الاقتصادية الآمنة للأسر الفقيرة، من خلال دعم مشروعات صغيرة، وتوسيع مظلة الحماية الاجتماعية، وتشجيع التعليم الفني والمجتمعي، مؤكدًا أن حزب حماة الوطن يضع ملف حماية الطفل على رأس أولوياته، وسيواصل الضغط والمطالبة بسياسات أكثر عدالة ورعاية للطفولة المصرية.
قال النائب حاتم عبد العزيز، عضو مجلس النواب، إن عمالة أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال في المزارع والأسواق والورش باتت ظاهرة مقلقة تهدد مستقبل الطفولة في مصر، خاصة في القرى والمناطق الريفية. وأكد أن كثيرًا من الأسر، تحت ضغط الظروف الاقتصادية، تضطر إلى الدفع بأطفالها للعمل في مهن لا تناسب أعمارهم، معرضين بذلك حياتهم للخطر، سواء في الحقول أو عبر وسائل نقل بدائية تفتقر لأدنى اشتراطات السلامة.
وأضاف عبد العزيز أن المأساة لا تقتصر على الحقول، بل تمتد إلى الشوارع، حيث يُشاهد أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال وهم يعملون في بيع السلع، أو يتسولون، أو ينامون على الأرصفة دون رقابة أو حماية. مشددًا على أن هذه المشاهد يجب ألا تمر مرور الكرام، وأن هناك حاجة ملحة لتفعيل دور لجان حماية الطفل على مستوى الوحدات المحلية، وربط برامج الحماية الاجتماعية بشروط واضحة تمنع استغلال أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال في العمل أو التسول.
كما طالب عضو مجلس النواب بضرورة مراجعة استلام مشروعات رصف الطرق بدقة، ومحاسبة المقاولين المتقاعسين، مؤكدًا أن طرقًا كثيرة لا تُنفّذ طبقًا للمواصفات، مما يعرض حياة المواطنين، خاصة أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال، للخطر، سواء أثناء انتقالهم للعمل أو المدرسة. "لا يجوز أن يدفع الأبرياء، وخصوصًا أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال، حياتهم ثمنًا لفاتورة الإهمال أو التلاعب في التنفيذ"، هكذا أنهى عبد العزيز حديثه مطالبًا برقابة صارمة وشفافية في كل مراحل التنفيذ لضمان بيئة أكثر أمانًا وإنسانية.
وأشار" عبد العزيز" إلى أن الدولة تبذل جهودًا كبيرة في حماية الطفل، لكن التحدي الحقيقي يكمن في التطبيق الفعلي على الأرض، خصوصًا في المناطق النائية والريفية التي ما زالت تعاني من ضعف الخدمات وغياب الرقابة. وأكد أن هناك حاجة إلى التنسيق بين وزارات التضامن الاجتماعي، والتعليم، والقوى العاملة، من أجل رسم خريطة تدخل شاملة تنقذ أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال من دورة العمل المبكر، وتعيدهم إلى مقاعد الدراسة، وتوفر لأسرهم بدائل اقتصادية حقيقية.
وشدد عبد العزيز على أن ملف الطفولة يجب أن يكون في صدارة أولويات لجان البرلمان والحكومة على حد سواء، مشيرًا إلى أن حماية أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال ليست فقط مسؤولية الدولة، بل مسؤولية مجتمع بأكمله. وطالب بإطلاق حملات توعية مستمرة للأهالي عن مخاطر تشغيل أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال، مع تفعيل الرقابة الشعبية من خلال لجان مجتمعية ترصد المخالفات وتُبلغ عنها، لتكون عينًا يقظة تساند جهود الدولة في حماية مستقبل الأجيال.
يقول النائب السيد رحمو، عضو مجلس النواب، إن ظاهرة عمالة أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال تمثل خطرًا كبيرًا على المجتمع، ليس فقط من الناحية الاجتماعية، بل أيضًا من الناحية الاقتصادية على المدى البعيد ويؤكد أن استمرار دفع أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال إلى سوق العمل في سن مبكرة، بسبب الظروف المعيشية الصعبة، يؤدي إلى حرمانهم من التعليم ويعرضهم للاستغلال بأشكاله المختلفة، ما يهدد بإنتاج أجيال تعاني من الجهل والتهميش. ويضيف: "نحن في مجلس النواب نعمل على تشديد الرقابة وتفعيل القوانين الخاصة بحماية الطفل، لكن لا بد من دعم الأسر الفقيرة بمشروعات إنتاجية وفرص عمل تضمن لها دخلًا كريمًا دون الحاجة لاستغلال أطفالها".
يؤكد المحاسب أحمد طلعت، أحد المهتمين بالشأن المجتمعي، أن عمالة أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال قضية إنسانية واقتصادية في آنٍ واحد، تتطلب تدخلاً عاجلاً من جميع الأطراف، مشددًا على أن الدفع بأطفال&Search=" target="_blank">الأطفال إلى سوق العمل في سن مبكرة هو نتيجة مباشرة للفقر وغياب الوعي، لكنه في الوقت نفسه يُعد استنزافًا مبكرًا لقدرات بشرية كان من المفترض إعدادها وتأهيلها للمستقبل. ويقول: "الطفل مكانه الطبيعي في المدرسة وليس في الحقل أو الورشة، لأن ما يكتسبه من تعب ومهارات بدائية لا يُعوض ما يفقده من تعليم وصحة واستقرار نفسي"، مطالبًا الدولة ومؤسسات المجتمع المدني بإطلاق برامج دعم مباشر للأسر الأكثر احتياجًا وتكثيف حملات التوعية للحد من الظاهرة.
قالت الدكتورة عايدة عطية، مقررة فرع المجلس القومي للمرأة بالشرقية، إن قضية عمالة أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال تمثل جرحًا اجتماعيًا لا يمكن التغافل عنه، خاصة حين ترتبط بالفقر والحرمان من التعليم والبيئة الآمنة. وأشارت إلى أن الفتيات الصغيرات اللاتي يُجبرن على العمل في المزارع أو الخدمة في البيوت أو حتى التسول، يعشن أوضاعًا قاسية تهدد سلامتهن الجسدية والنفسية وتعرضهن لمخاطر الانتهاك والعنف، ما يستدعي تدخلًا سريعًا ومؤثرًا من كل الجهات المعنية.
وأضافت أن المجلس القومي للمرأة يولي اهتمامًا خاصًا بالطفلة المصرية، ويعمل من خلال حملاته وبرامجه على رفع الوعي بخطورة هذه الظاهرة، وتعزيز دور الأسرة في حماية أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال من الاستغلال. وأكدت أن الفقر لا يجب أن يكون مبررًا لحرمان الطفل من حقه في الأمان والتعليم، داعية إلى ضرورة تمكين الأمهات اقتصاديًا، لأن دعم الأم ينعكس بشكل مباشر على حماية أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال داخل الأسرة من الانزلاق إلى سوق العمل المبكر.
وأكدت " عطية" أن الحل يبدأ من التكاتف المجتمعي الحقيقي، بين الجهات التنفيذية، والمجتمع المدني، والمؤسسات التربوية، مشيرة إلى أهمية دمج قضية عمالة أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال ضمن برامج التوعية المدرسية، وتفعيل دور الرائدات الريفيات، وتوسيع شبكة الحماية الاجتماعية، لضمان ألا يُدفع أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال ثمن الظروف القاسية، ولا يُتركوا فرائس للطرق والورش والأسواق، بل يُعاد احتضانهم داخل منظومة تعليمية وصحية سليمة تؤهلهم لحياة أفضل.
وشددت الدكتورة عايدة عطية على أن عمالة أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال ليست مجرد قضية قانونية أو اقتصادية، بل هي في الأساس قضية إنسانية تتعلق بمستقبل الوطن نفسه، إذ لا يمكن تصور تنمية حقيقية أو مجتمع سليم في ظل انتهاك حقوق الطفل، خاصة الحق في التعليم والحماية والرعاية الصحية. وأكدت أن كل طفل يُنتزع من مقعد الدراسة إلى حقل أو ورشة، إنما يُنتزع جزء من مستقبل مصر.
كما طالبت بتفعيل الآليات الرقابية على الأرض وليس فقط عبر التقارير المكتبية، موضحة أن المتابعة الميدانية لحالات أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال العاملين، خصوصًا في المناطق الريفية، يجب أن تكون أولوية لدى وحدات الحماية ومكاتب التضامن، مع توفير حلول بديلة كبرامج تعليم مرن أو أنشطة اقتصادية داعمة للأسر، حتى لا تستمر دوامة الفقر في دفع أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال إلى أحضان العمل القاسي والشارع.
يقول الدكتور السيد خضر مدير مركز الغد للدراسات الاستراتيجية والاقتصادية ومدرس الاقتصاد كلية الدراسات الآسيوية العليا جامعة الزقازيق فى الحقيقة الفترة الأخيرة شهدت العديد من حوادث السير والتى نتج عنها وفاة شباب وشابات فى مقتبل العمر وبالرغم من اهتمام الدولة المصرية بتحسين جودة الطرق الا أنه مازال هناك العديد من الحوادث على الطرق ومن أجل تقليل حوادث الطرق في مصر يتطلب جهودًا من خلال تحسين البنية التحتية تطوير الطرق وزيادة عدد الإشارات المرورية، إنشاء ممرات آمنة للمشاة وراكبي الدراجات ، تعزيز الوعي المروري تنظيم حملات توعية للسائقين والمشاة حول قواعد المرور، استخدام وسائل الإعلام لنشر المعلومات حول السلامة على الطرق ، تشديد العقوبات وكذلك فرض عقوبات صارمة على المخالفين لقواعد المرور ، تطبيق نظام نقاط على المخالفات لتقليل السلوكيات الخطرة ، تحسين وسائل النقل العامة
تطوير خدمات النقل العامة لتقليل الاعتماد على السيارات الخاصة، توفير وسائل نقل آمنة وموثوقة ، تدريب السائقين وتنظيم دورات تدريبية للسائقين الجدد والمخالفين، تعزيز مهارات القيادة الدفاعية ، استخدام التكنولوجيا تركيب كاميرات مراقبة لرصد المخالفات، استخدام تطبيقات الهواتف الذكية للإبلاغ عن الحوادث والمخاطر على الطرق ، تحسين خدمات الطوارئ وتعزيز الاستجابة السريعة للحوادث وبالتالى تطبيق هذه الخطوات بشكل متكامل يسهم بشكل كبير في تقليل حوادث الطرق وتحسين السلامة المرورية ، أما عن كيفية مواجهة ظاهرة الفقر تتطلب استراتيجيات شاملة ومتنوعة، من خلال تعزيز التعليم تحسين جودة التعليم ، كذلك تقديم منح دراسية ودورات تدريبية للشباب توفير فرص العمل دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة لخلق وظائف جديدة، تعزيز الاستثمارات في القطاعات التي توفر فرص عمل ،تنمية برامج الدعم الاجتماعي إنشاء برامج مساعدات مالية للأسر الفقيرة ، تقديم خدمات صحية واجتماعية مجانية ، تحسين الوصول إلى الخدمات الأساسية تطوير البنية التحتية للمياه والكهرباء والصرف الصحي تعزيز خدمات النقل العام لتسهيل الوصول إلى فرص العمل ، تشجيع الزراعة المستدامة دعم المزارعين من خلال توفير الموارد والتدريب ، تعزيز برامج الزراعة الحضرية لزيادة الإنتاج الغذائي ، تطوير المهارات توفير برامج تدريب مهني تركز على احتياجات سوق العمل، تعزيز التعليم الفني والمهني ، زيادة الوعي والمشاركة المجتمعية تنظيم حملات توعية حول حقوق الفقراء وآليات الدعم المتاحة، تشجيع المشاركة المجتمعية في برامج التنمية ، التعاون مع المنظمات الدولية والمحلية الاستفادة من الخبرات والدعم المقدم من المنظمات غير الحكومية، العمل على مشاريع مشتركة لمكافحة الفقر ، وبالتالى تطبيق هذه الاستراتيجيات بشكل منسق يسهم في تقليل معدلات الفقر وتحسين الظروف المعيشية للأسر المحتاجة.
أعرب المهندس سامي عبد النبي، رئيس مجلس أمناء مدينة الصالحية الجديدة، عن بالغ قلقه من تزايد ظاهرة تشغيل أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال في الأعمال الزراعية خلال فترة الإجازة الصيفية، خاصة في مزارع جمع المحاصيل المنتشرة في نطاق المدينة والمناطق الزراعية المجاورة. وأكد أن الكثير من أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال يُجبرون على العمل تحت لهيب الشمس لساعات طويلة مقابل أجور زهيدة، فقط لتوفير نفقات العام الدراسي الجديد وشراء الملابس، من باب التخفيف عن كاهل أسرهم البسيطة.
وأضاف أن هذا النمط من العمل لا يضر بصحتهم الجسدية فحسب، بل يسهم في حرمانهم من حقوقهم التعليمية والإنسانية، ويؤثر سلبًا على نموهم البدني والنفسي. وأشار إلى أن حماية أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال من الاستغلال الاقتصادي يجب أن تكون أولوية قصوى لجميع الجهات المعنية.
وفي سياق متصل، شدد رئيس مجلس الأمناء على خطورة وسائل النقل التي تُستخدم لنقل أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال والعمال للمزارع، خاصة سيارات "الكبود" والنصف نقل ذات الحمولة الزائدة والتي تسير بسرعات عالية أو عكس الاتجاه في بعض الأحيان، مؤكدًا أن طريقة الركوب على الأبواب الجانبية تُعرض حياتهم للخطر، لا سيما الفتيات، حيث يسهل سقوطهن في حال المطبات المفاجئة أو السير بسرعة زائدة.
وطالب عبد النبي بتكثيف الحملات المرورية المفاجئة على الطرق الداخلية والخارجية المؤدية للمزارع لضبط السائقين المخالفين، واتخاذ إجراءات صارمة تجاه من يستخدمون سيارات غير آدمية في نقل أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال والعمال. كما دعا إلى تفعيل دور الرقابة المجتمعية والتنسيق بين الوحدات المحلية ومجالس الأمناء لحماية أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال من الوقوع ضحايا للفقر أو الإهمال أو الموت المجاني على الطرق.
أحمد عبد الرحيم عامل باليومية وأب لخمسة أطفال: «مش بإيدي.. مضطر أشغّل ولادي علشان نعيش»
يقول أحمد عبد الرحيم، رب أسرة مكونة من خمسة أطفال، ويعمل عاملًا باليومية في الزراعة، إن الظروف المعيشية الصعبة وارتفاع الأسعار أجبرته على السماح لأبنائه بالعمل في جمع المحاصيل الزراعية خلال الإجازة الصيفية، رغم إدراكه لخطورة الأمر.
ويضيف بصوت يغلب عليه الحزن: "أنا نفسي ولادي يعيشوا طفولتهم ويروحوا المدرسة ويرجعوا يذاكروا زي باقي أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال.. بس الواقع أقسى من الأحلام، أنا شغال باليومية، لو اشتغلت أكلنا، ولو مرضت أو الدنيا وقفت يوم، ما فيش عشاء لأولادي."
ويتابع: "العيال بيشتغلوا في المزارع القريبة، من الفجر للمغرب، في الشمس والتراب، بس بيجيبوا قرش يساعدونا في مصاريف المدرسة واللبس الجديد. إحنا مش حابين كده، بس ده اللي قدامنا."
ويؤكد أحمد أن أكثر ما يؤرقه هو طريقة نقل أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال إلى المزارع: "العيال بيركبوا عربيات نص نقل، بيقعدوا على الأطراف، وبنخاف عليهم يقعوا، خصوصًا البنات، ولو حصل مطب أو السواق سرح لحظة ممكن تحصل مصيبة. لكن نعمل إيه؟ مفيش بديل ولا رقابة كفاية."
ويطالب أحمد بتوفير فرص عمل آدمية للآباء، ودعم الأسر الفقيرة، حتى لا يُضطر أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال لتحمل ما يفوق طاقتهم: "لو لقيت شغل ثابت أو معاش بسيط يغطي الأساسيات، مش هغلط تاني وأبعت ولادي للشقى ده.. بس إحنا بنعيش على الكفاف."
قالت زينب زقزوق، رئيس جمعية "الخير فينا للتنمية"، إن عمالة أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال في الورش والمزارع والأسواق تعكس مأساة حقيقية تعيشها بعض الأسر التي تدفع بأبنائها إلى ميادين العمل مبكرًا، بدافع الحاجة أو الجهل أو غياب التوعية. وأضافت أن مشهد "الأسطى بلية"، ذلك الطفل الذي يحمل المطرقة بدل القلم، لا يجب أن يظل عاديًا أو مقبولًا في شوارعنا وقرانا، لأن فيه انتهاكًا صارخًا لحق الطفل في طفولته، وتعليمه، وحياته الكريمة.
وأكدت" زقزوق" أن اختفاء "الأسطى بلية" من الورش والأسواق لن يتحقق بالشعارات وحدها، بل بتكاتف الدولة والمجتمع المدني في مشروعات فعلية تدعم الأسر، وتعيد الطفل إلى مدرسته. وقالت: "حين يشعر الأب والأم أن تعليم ابنهما هو الطريق الحقيقي لتحسين المعيشة، وأن هناك من يساندهم، فلن يدفعوا به إلى المجهول". وشددت على ضرورة تفعيل برامج الحماية الاجتماعية وتوسيع نطاق التعليم المجتمعي والتدريب المهني الآمن للأطفال فوق السن القانوني.
وأشارت إلى أن الجمعيات الأهلية لديها مسؤولية مضاعفة في التوعية والمتابعة، وليس الاكتفاء بعقد مؤتمرات شكلية أو ندوات لا تُترجم إلى واقع ملموس. وقالت زقزوق: "نريد أن نرى مشروعًا حقيقيًا يمكّن الأسر اقتصاديًا، ويوفر حاضنات تربوية للأطفال في المناطق الأكثر فقرًا، وعندها فقط سنبدأ في طيّ صفحة مؤلمة عنوانها: الطفولة المهدرة".
يقول فتحي الدبيكي من قرية السعدي مركز الحسينية إن معظم أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال الذين يعملون في الحقول خلال فترة الإجازة الصيفية يأتون من أسر بسيطة "أولاد ناس أرازقية"، وآباؤهم يعملون باليومية ولا يملكون دخلًا ثابتًا. ويؤكد أن الظروف المعيشية القاسية تدفع هذه الأسر للسماح لأبنائها بالعمل لمساعدتها في مواجهة أعباء الحياة، خاصة في مواسم جمع المحاصيل. ويضيف: "العيال بيركبوا عربيات من قراهم وبيروحوا يشتغلوا، والواد في اليوم بيطلع له مش أقل من 100 جنيه، وساعات أكتر، وده بيبقى فرق معاه في مصاريف الدروس واللبس والسنة الدراسية الجاية".
الاسماعيلية
أطفال المزارع بين مطرقة الفقر وسندان الإهمال.. وأصوات نسائية تقود معركة إنقاذ
الاسماعيلية– مجدي الجندي:
في الوقت الذي تُقام فيه الندوات والمؤتمرات للحديث عن الطفولة والحقوق والحماية، هناك في قلب الحقول الممتدة على أطراف الإسماعيلية، تُسلب الطفولة بلا استئذان، وتُقتلع براءتها كما تُقتلع ثمار الطماطم والبطاطس. هنا لا مكان للضحك أو اللهو بل أيام تبدأ قبل طلوع الشمس وتنتهي بإرهاق لا يليق إلا بالكبار.
"أشتغل من الفجر للمغرب.. بسقي الأرض وأجمع المحصول، تعبان أوي"، يقول يوسف، ذو الثانية عشرة، الذي صار يعرف الطريق إلى الحقل أكثر مما يعرف طريق المدرسة.. هو ليس وحده.. بل هناك المئات مثله في الإسماعيلية خصوصًا في القرى النائية والصحراوية يواجهون واقعًا قاسيًا اسمه "لقمة العيش"، يدفعون ثمنها طفولةً مهدرة ومستقبلًا مهددًا.
في مزارع قرى الضبعية والمسبخ والمستقبل والتقدم، يعمل أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال في حصاد القمح وزراعة البطاطس والفراولة والفول السوداني، لساعات طويلة تحت الشمس الحارقة ليسوا متطوعين، بل مجبرين، في ظل ظروف اقتصادية ضاغطة، وأسر لا تجد قوت يومها، وقوانين غائبة أو عاجزة عن الردع والحماية.
تقول حنان محمود (38 عامًا)، وهي أم لخمسة أطفال، إنهم جميعًا يشاركونها العمل في الأراضي الزراعية "مافيش فلوس، وإحنا بناكل من الشغل ده لو ما اشتغلوش معايا مش هناكل". ويؤكد يوسف (12 سنة): "والدي مريض، وأنا لازم أساعده.. بس الشغل صعب والحر بيقتلنا".
لكن الفاجعة الكبرى كانت في قصة الطفل سامح عمار، الذي توفي إثر إجهاده في جمع المحاصيل. تروي والدته، سعاد إبراهيم، باكية:
"ابني كان لسه طفل، ما شبعش من الطفولة ولا عرف يعني إيه فرحة. اشتغل من الفجر للشمس، ووقع من التعب وهو راجع من جمع الطماطم. مات قبل ما يعرف يعني إيه مدرسة.. مات وهو بيدوّر على لقمة عيش بالحلال.
أشارت لبنى زكي، مقرر فرع المجلس القومي للمرأة بالإسماعيلية، إلى أن عمالة أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال ليست مجرد مخالفة قانونية بل جريمة إنسانية وقالت:"القانون يجرم تشغيل أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال، نعم، لكن من دون تدخلات اقتصادية حقيقية وتكافل اجتماعي فعال، سنظل ندور في دائرة مفرغة الحل يبدأ بحملات توعية شاملة، وتفعيل لجان حماية الطفل، وإعادة المتسربين من التعليم."
أما سماح حضرة، مديرة مدرسة القومية العربية، فقد قررت أن تحوّل الإيمان بالفعل.. حيث أطلقت مبادرة تتبنى من خلالها تعليم 10 أطفال أيتام سنويًا على نفقتها الخاصة، لتمنحهم فرصة النجاة من هذا المصير المؤلم.
"أؤمن أن التعليم هو الحل الحقيقي. منحت عشرات أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال مقاعد مجانية في مدرستي، حتى لا يُجبروا على العمل في المزارع. نريد أن نزرع العلم بدلًا من اليأس في قلوبهم."
أكدت الدكتورة إيناس الخباز، أن الظاهرة متجذرة في عمق الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها بعض الأسر، وقالت:"نحتاج إلى تدخل حكومي مباشر من القوى العاملة والتضامن الاجتماعي، عبر دعم نقدي أو إقامة مشروعات صغيرة للأسر، تضمن لها دخلًا مستقرًا دون الحاجة إلى الدفع بأطفالها للعمل في ظروف غير إنسانية."
رغم توقيع مصر على اتفاقيات دولية تحظر عمالة أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال، وإصدار قوانين تجرم تشغيل من هم دون 15 عامًا، لا تزال آلاف القصص تُروى يوميًا عن "صغار المزارع" الذين يسيرون على الطرقات الترابية من الخامسة صباحًا، وهم يحملون الفؤوس بدل الحقائب المدرسية.
المشكلة لا تكمن فقط في العمل نفسه، بل في غياب الرقابة، وفقر البدائل، وعجز الجهات المحلية عن التدخل الفعال. في ظل هذه المعادلة الظالمة، يكون الطفل هو الضحية، ويكون الوطن هو الخاسر الأكبر.
قضية عمالة أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال في مزارع الإسماعيلية ليست استثناءً، لكنها جرس إنذار يدق بقوة في وجه مؤسسات الدولة والمجتمع هؤلاء أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال.
المنيا
طفولة على حافة الحقول.. أطفال "عروس الصعيد " بين أمل الأسرة وخطر الطريق
في قلب المزارع .. واقع يومي يصنعه الفقر وتغفله العيون
ندوات الجمعيات الأهلية .. كيك وبريك
المنيا - مهاب المناهري و نبيل يوسف:
في ريف محافظة المنيا، حيث تنبت السنابل وتتفتح الزهور، هناك قصص لطفولة صامتة تُروى دون كلمات، وأحلام صغيرة تُؤجل إلى حين.
فرغم النصوص القانونية التي تجرّم عمل أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال دون الخامسة عشرة، ما تزال الحقول تشهد مشهدًا مألوفًا يتكرر كل صباح: أطفال يحملون أدوات الزراعة ويركبون سيارات مكشوفة .
بين قرى مغاغة وبني مزار وسمالوط، تتكرر الحكاية بأسماء وملامح مختلفة، لكنها تُكتب بالحبر ذاته: فقر يدفع، وقانون يغيب، وحاجة أقوى من الحلم.
في قرية الشيخ زياد، وقف الطفل محمود (12 عامًا) حاملًا جوال بصل يفوق جسده وزنًا، يقول بصوت خافت:"بشتغل من 6 الصبح.. وبأدي الفلوس لأمي. إحنا لازم نساعدها."
وفي الحواصلية، ترافق فاطمة (11 عامًا) والدها إلى الحقل، وسط حر الصيف. والدتها تقول ببساطة ممزوجة بالألم:"هي صغيرة، بس الظروف صعبة، ومفيش بديل."
بينما يحكي أحمد (12 سنة) من شارونة قصته ببساطة مدهشة:"بصحى قبل الشمس وأشتغل في الأرض.. ده طبيعي عندنا."
وفي قرية طحا الأعمدة، تقول الطفلة مريم:"مرة وقعت من عربية نقل، ومن ساعتها بطلت أروح."
مع كل فجر جديد، تبدأ رحلة يومية لمجموعة من أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال بعضهم لم يبلغ العاشرة إلى المزارع الصحراوية وسيلة النقل؟ سيارات نصف نقل أو "تروسيكلات"، مكشوفة، مزدحمة، دون وسائل حماية.
وفي أبريل الماضي، اصطدمت شاحنة بسيارة "بيك أب" تقل عمالًا وأطفالًا في تونة الجبل، ما أسفر عن وفاة 8 أشخاص وإصابة 25 آخرين، بينهم أطفال لا تزال آثار الحادث محفورة على وجوه ذويهم.
قال عبد الحميد الطحاوي، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بالمنيا نرصد الظاهرة ميدانيًا، ونعمل بالتعاون مع الجمعيات الأهلية على تقديم الدعم النقدي للأسر، بشرط التزام أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال بالتعليم.
فيما أشار مسؤول بالمجلس القومي للطفولة والأمومة إلى تفعيل خط نجدة الطفل (16000)، وتنظيم حملات توعية في القرى والمدارس، إضافة إلى التعاون مع إدارات المرور لتشديد الرقابة على وسائل النقل غير الآمنة.
وكشف مسؤول بمديرية القوى العاملة عن حملات تفتيش طالت عددًا من الورش والمزارع، أُحيل فيها بعض المخالفين للنيابة الإدارية، مؤكدًا أن التحدي الحقيقي يكمن في وعي المجتمع، ومحدودية البدائل أمام الأسر الفقيرة.
في خطوة لافتة، ضبط الدكتور محمد أبو زيد، نائب محافظ المنيا، سيارة "بيك أب" تقل 35 طفلًا من العاملين بالمزارع، تتراوح أعمارهم بين 10 و13 عامًا و وجّه بإيقاف السيارة والتحفظ عليها، مع اتخاذ الإجراءات القانونية، ثم أشرف بنفسه على نقل أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال بسيارات ميكروباص آمنة إلى منازلهم.
كما شدّد اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، خلال جولة تفقدية، على حظر سير سيارات البيك أب داخل المدينة، وفرض غرامة قدرها 5 آلاف جنيه على المخالفين، ضمن خطة شاملة لتحسين منظومة النقل الداخلي وحماية الأرواح.
تشير بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء إلى أن مصر بها أكثر من 1.6 مليون طفل عامل.. نحو 70% منهم في الريف، و35% من أطفال محافظة المنيا وحدها يعملون في الزراعة وأعمارهم تتراوح بين 6 و14 عامًا، وغالبًا ما يتقاضون أجرًا لا يتجاوز 90 جنيهًا يوميًا أو يعملون دون أجر.
وتوضح تقارير مشتركة لمنظمة اليونيسف ومنظمة العمل الدولية أن أكثر من نصف أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال العاملين في مصر يشاركون في أنشطة مصنفة على أنها "خطرة"، تتضمن موادًا كيميائية، وأدوات حادة، وساعات طويلة من العمل.
تقول والدة الطفل "عمار":"ابني كان بيشتغل من الفجر.. مات قبل ما يعرف يعني إيه مدرسة أو لعبة."
وتضيف أم "ربيع":"كنت بدعيله يرجعلي سليم.. لكنه رجع في كفن. ماعرفش يعني إيه تعليم ولا حماية."
ويقول والد الطفل "محمد عادل":"راح يشتغل عشان يساعدني.. لكن راح من غير وداع.. هو مش رقم في خبر.. ده كان ضهرنا ونور بيتنا."
يقول المحاسب سيد فتحي القانون واضح.. لكن التطبيق يحتاج أدوات ودعم للأسر. التعليم وحده لا يكفي، والحاجة هي أقوى دافع.
ويضيف الدكتور أحمد فتحي المشكلة ليست فقط في الفقر، بل في غياب ثقافة الحماية.. أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال يتعرضون لمخاطر صحية ونفسية لا تُرى بالعين، لكنها تُكلف المجتمع كثيرًا لاحقًا."
رغم الجهود المشكورة التي تبذلها بعض الجمعيات، يرى البعض أن كثيرًا من المبادرات لا تلامس جذور المشكلة وعبارة عن كيك وبريك .. مشروع "معًا لمكافحة عمالة أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال"، رغم شعاراته، لم يقدم حتى الآن حلولًا مستدامة، واقتصر في بعض الفعاليات على التوعية الشكلية والندوات.
قال النائب أشرف عبد العزيز، عضو مجلس النواب بالمنيا:تكافل وكرامة خطوة جيدة لكنها غير كافية. يجب تقديم مشاريع صغيرة للأسر، وتفعيل العقوبات على تشغيل أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال، إلى جانب تكثيف الحملات الإعلامية الهادفة لتغيير الثقافة السائدة.
في صعيد مصر، لا يبحث أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال عن الرفاهية، بل عن الأمان.. لا يريدون أكثر من أن يكونوا أطفالًا.
أن يحملوا قلمًا لا فأسًا، وأن يركبوا حافلة مدرسة لا بيك أب زراعيًا.
الطريق أمامنا لا يخلو من التحديات، لكن الأمل في التغيير يبدأ من الاعتراف الصادق بالمشكلة، وتضافر الجهود لحلها، بعيدًا عن التجميل أو التقصير.
"كفيل الأرض".. حين تُختطف الطفولة من الحقول المفتوحة
أطفال الأولى بالرعاية ضحايا مقاول "الأنفار" في شركات الاستثمار الزراعي بالفرافرة..
جهود الدولة.. بين الحملات والتحديات.. حلول .. يطرحها المشرع والمسؤول
الوادى الجديد _ عماد الجبالى:
على مقربة من بوابة مصر الغربية في قلب الصحراء بالجنوب ، وبين امتدادات الشركات الزراعية الكبرى بمركز الفرافرة، تتجسد مأساة صامتة ضحاياها صغارا لم يدركوا بعد أى طريق يسلكون واى مصير ينتظرهم فى الأفق المجهول ، تُسلب طفولتهم يومًا بعد يوم، لتبدأ رحلة العمل الشاق وسط الحقول ، تدفعهم رياح البحث عن لقمة العيش في مواجهة أعباء الحياة تاركين خلفهم براءة طفولتهم وشهادة ميلادهم دون مظلة قانونية تقيهم حرارة الطقس أو بيئة إنسانية تمنحهم العفو ، فقط عربة ربع نقل مكتظة بأطفال&Search=" target="_blank">الأطفال تنطلق فجرًا، ولا تعود إلا مع غروب الشمس.
وفي مشهد يتكرر صباح كل يوم، تتحول قرى مركز الفرافرة بمحافظة الوادى الجديد ، خاصة تلك الواقعة في أطراف الزمام، إلى ساحات تدريب مبكر للأطفال، أغلبهم من أبناء أسر الأولى بالرعاية، تُبرم عقودهم غير المعلنة مع من يُطلق عليه محليًا "الكفيل" أو "مقاول الأنفار" وهو ليس دائمًا رجلًا، بل باتت هناك سيدات يقمن بنفس الدور، يجُبن القرى بحثًا عن عمالة وفيرة ومطيعة ، وغالبًا ما تكن من أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال والصبايا.
تبدأ القصة بمكالمة أو زيارة من مقاول "الانفار" إلى أهالى القري المجاورة للشركات والنائية لجلب المزيد من العمالة ، وماهى إلا دقائق معدودة وتنتهى الجلسة بالاتفاق وتوقيع العقود دون ضمانات وبخاصة فى ظل العروض المغرية بالمقابل المادى وتأمين وسيلة إنتقال يومية من امام المنزل ، حيث تُسلّم الأسر أطفالها للعمل داخل الأراضي الزراعية، دون التفكير في العواقب ، فالفقر هو الكفيل الحقيقي، أما الحقول، فمصيدة الحل البديل والتى لا مفر منها.
تؤكد إحدى السيدات ، وتعمل مقاول "انفار" بمركز الفرافرة ، أن هذه الشركات الاستثمارية التي تمتد على مساحات شاسعة، تحتاج يوميًا إلى مئات الأيادي العاملة، ولا تتوقف بالنظر إلى حدود السن القانونية وغالبًا ما يتم التغاضي عن هذا الواقع تحت مبرر "حاجة السوق"، ومواجهة تحديات الحياة ، مشيرة إلى أن عمالة الشركات حتى وإن كانت من أعمار سنية صغيرة تتم بموافقة أولياء الأمور ورغبتهم الشديدة في تشغيل أبنائهم للحصول على دخل مادى يساعد على توفير متطلبات المعيشة.
وقال أحد أهالى مركز الفرافرة ، ويدعى رضا حمودة ، أن الأكثر مأساوية أن وسيلة النقل إلى تلك المزارع لا تقل خطورة عن العمل نفسه. حيث تُنقل عشرات الفتيات وأطفال&Search=" target="_blank">الأطفال يوميًا في سيارات نقل نصف مكشوفة، معرضين لحوادث متكررة وقاتلة على الطرق الزراعية غير المؤمنة، وسط غياب تام لأدنى قواعد السلامة أو الرقابة ، مشيرا إلى أن القانون يجرّم تشغيل أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال دون 15 عامًا وفقًا لقانون الطفل رقم 12 لسنة 1996 وتعديلاته.
وقال أحمد كامل ، يعمل بالمحاماة ، أن الدستور المصري في مادته (80) يحظر تشغيل أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال قبل بلوغهم السن القانوني، كما يؤكد على حقهم في التعليم والحماية من الاستغلال ، مشيرا إلى ما نص عليه قانون العمل المصري بمنع تشغيل من هم دون سن الخامسة عشرة، ويجيز التدريب فقط من سن 14 تحت إشراف صارم وبشروط خاصة.
أضافت هالة الشاعر، منسق عام حقوق المرأة بالمحافظة، بأن تشغيل أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال في تلك المزارع يعد مخالفة صريحة للقانون، وتتحمل مسؤوليتها القانونية الشركة والمقاول وأولياء الأمور ، مؤكدة بأن هناك عقوبات مغلظة تصل إلى الغرامات والحبس، ولكنها لا تُطبق بالشكل الكافي لردع الظاهرة."
وتابعت بأنه لابد من التدخل بعين الاعتبار وتكثيف جهود المحاولات لوضع الحلول المطروحة لمواجهة ظاهرة عمالة أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال بالفرافرة ، مع مراعاة أقصي درجات الاهتمام لكونها ليست مجرد رؤى نظرية، بل جاءت على لسان من عايشوا الواقع أو تولّوا مسؤوليته، فكل ولى أمر هو شريك فى الذنب وتحمل المسؤولية وعلى الجميع التحلى بروح الأمانة المجتمعية وطرح مقترحًا يعكس موقعه ودوره.
دعا إسلام عمران، عضو المجلس التطوعي للشباب، إلى أهمية الجانب التوعوي في الريف، مقترحًا تنفيذ قوافل تثقيف مجتمعي بالقرى لتوعية الأهالي بمخاطر تشغيل أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال، ودمج الشباب في هذه الحملات باعتبارهم الأقرب لفهم الواقع المحلي والتعامل معه.
أكد أيمن سعدالله، مدير إدارة التضامن الاجتماعي بالفرافرة، أن نجاح المواجهة يبدأ من تفعيل وحدة حماية الطفل محليًا بالتعاون مع مجلس الأمومة والطفولة، وربط صرف الدعم النقدي من برامج "تكافل وكرامة" بالتزام الأسر بعدم تشغيل أطفالها، مع تطوير آليات الرقابة الميدانية والتدخل السريع.
وفيما يتعلق بالإطار القانوني، أشارت انصاف عبدالله بالمجلس القومي للمرأة ، إلى أن الردع وحده لا يكفي، بل يجب أن يُستكمل بـ توسيع حملات الرصد والتفتيش المفاجئ على مقاولى الأنفار والشركات العاملة في القطاع الزراعي، مطالبةً بإلزام تلك الشركات بإعداد قوائم رسمية بالعاملين بها متضمنة أعمارهم، على أن يتم تقديمها لمكاتب العمل شهريًا.
ووجه النائب محمد علي عبد الغني، عضو مجلس الشيوخ، بضرورة تضافر أوجه الجهود والتعاون بالتنسيق مع الجهات المعنية لحماية الطفل والمؤسسات الحكومية تنفيذا لتوجيهات فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية ، عبر إطلاق مبادرات لدعم أسر الأولى بالرعاية ماديًا واجتماعيًا، وربطها ببرامج حماية الطفل، مع تشديد الرقابة على شركات الاستثمار الزراعي لضمان التزامها بالقوانين ، مؤكدا بأن الفترة المقبلة تتطلب أكثر من مجرد دعوات وتنديد بالظاهرة.. وأن تفعيل آلية الحماية باتت ضرورة اجتماعية لحفظ حقوق الإنسان ومستقبل هذا الجيل.
أوضح أحمد طليب، مدير مديرية القوى العاملة بالمحافظة ، ان مديرية العمل بالوادي الجديد، بدأت تنفيذ عدد من الحملات التفتيشية، بالتنسيق مع مكاتب السلامة المهنية، لمتابعة أوضاع عمالة أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال في مناطق مثل الداخلة وأبوطرطور وقرية القصر ، مشيرا إلى أن هذه الحملات تهدف إلى حصر وتسجيل العاملين من أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال ضمن قواعد البيانات الوطنية، لضمهم لاحقًا إلى مظلات الحماية الاجتماعية.
وبحسب الدكتورة شيرين عبد الحي، مدير إدارة المرأة والطفل بوزارة العمل ، أشارت إلى أن وزارة العمل تعمل بالتعاون مع منظمة العمل الدولية لرصد المناطق الساخنة لتشغيل أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال، وتطبيق برامج وقائية موجهة ، مؤكدة بأن الحل لا يكمن في قافلة تفتيش تمر وتغادر، ولا في لائحة تُوضع قيد التنفيذ، بل في إرادة صلبة، وتعاون مجتمعي ضمن شبكة حماية شاملة تبدأ من التوعية بالبيت ولا تنتهي عند أبواب الشركات.
وتبقي ظاهرة عمالة أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال، خصوصًا في المناطق الصحراوية كالفرافرة، هى بمثابة خرق قانوني، وانتهاك مستمر لروح الإنسان.ما بين الفقر، والجهل، واستغلال الشركات، حيث يُدفن المستقبل في الحقول يومًا بعد يوم ، فكل رأي لم يأتِ بمعزل عن الواقع، وكل حل خرج من رحم المعاناة اليومية في القرى والمزارع، ليؤكد أن التصدي لهذه الظاهرة لا يكون إلا بشراكة حقيقية تبدأ من المواطن وتنتهي عند صانع القرار.
أطفال الغربية.. براءة في مواجهة لهيب الحياة: "زهور الياسمين والعنب والبصل والفخار" تحصد الطفولة وتزرع المعاناة
الغربية - عادل أبو شامية:
في قلب الريف المصري، حيث يفترض أن تزدهر الطفولة باللعب والمرح، تتلاشى براءة الصغار بين زهور الياسمين، وأعناب السنطة، وأكوام الكرتون والزجاجات الفارغة في شوارع المحلة.. في محافظة الغربية، يتحول صيف الطفولة إلى موسم شاق من العمل والكدح، حيث يدفع أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال ثمن الأزمة الاقتصادية بأجسادهم الصغيرة، وأحلامهم المؤجلة، وأوقاتهم المسروقة.
الواقع يفرض نفسه بلا رحمة، والفقر يزحف بلا هوادة، لتجد مئات من أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال وقد استبدلوا لعب الكرة أو الذهاب للمصيف، بالوقوف تحت الشمس ساعات طويلة في الحقول والمصانع والورش، فقط ليساهموا بجنيهاتهم القليلة في ميزانية أسر بالكاد تقاوم الغرق في دوامة الغلاء.
لم تعد الطفولة كما كانت.. ففي قرى ومراكز محافظة الغربية، خرج أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال من مقاعد الدراسة ومن ساحات اللعب، إلى ميادين الكدّ وجمع المحاصيل وأروقة الورش الصناعية، يدفعهم الفقر والحاجة، ويقودهم واقع معيشي لا يرحم. فبينما ينعم بعض أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال بإجازة صيفية مليئة بالأنشطة والترفيه، هناك من يحمل المقص والسلة ليلًا لجمع زهرات الياسمين، أو يعمل عشر ساعات في قيظ يوليو لجمع العنب أو قطف البصل، أو يركب "تروسيكل" صغير ليجوب الشوارع بحثًا عن كرتونة أو زجاجة بلاستيكية تُباع بالكيلو، لتُصبح الطفولة سلعة تسوّقها الحاجة ويشتريها الفقر.
يقول محمد السعيد ناجي، أحد أبناء قرية شبرا بلولة التابعة لمركز قطور، إن زهرة الياسمين التي تصدرها مصر إلى العالم لتصنع منها أرقى العطور، تُقطف بدموع الطفولة "كل أطفال القرية بيشتغلوا في جمع الياسمين من بعد المغرب لحد الفجر، لأن الزهرة ماينفعش تتلم بعد طلوع الشمس، واليومية دي بتساعد الولاد في مصاريف المدارس"، مضيفًا أن هناك أطفالًا يأتون من قرى مجاورة للعمل، بعضهم في سن العاشرة أو أقل.
ويؤكد الطفل أحمد، أحد العاملين في زراعة الياسمين، أن العمل ليلًا ثم الذهاب إلى المدرسة صباحًا أصبح جزءًا من حياته منذ صغره، ورغم أن ذلك يسبب له إرهاقًا شديدًا وحرمانًا من ممارسة أي هواية، فإنه لا يرى بديلًا، قائلاً: "الرفاهية بالنسبة لنا بقت حلم، والاختيار مش في إيدينا".
وفي قرية شنراق التابعة لمركز السنطة، يتكرر المشهد مع اختلاف المحصول؛ حيث يعمل أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال في جمع العنب لصناعة الزبيب في المصانع المحلية.
يقول سعيد عبد العظيم، طفل يعمل في مزارع العنب: "بنيجي من قريتنا على صندوق عربية نص نقل، الطريق خطر بس احنا مضطرين.. لازم نشتغل عشان نساعد أهلنا ونصرف على نفسنا". يعمل سعيد وأقرانه في ظروف مناخية قاسية ولساعات طويلة، متحدين حرارة الشمس ومخاطر الطريق.
أما في قرية تفهنا العزب التابعة لمركز طنطا، فهناك من أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال من يعمل في جني البرتقال واليوسفي، فيما يتوافد المئات من أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال يوميًا على قرية جنزور أشهر قرى زراعة البصل للعمل في جمعه.
يقول سعد عبد الله، وهو صبي يعمل في هذه المزارع: "بنبدأ شغل من أول النهار لحد المغرب، عشان نجيب مصاريفنا وملابسنا، بس ده بيكون على حساب طفولتنا، ومافيش وقت نلعب ولا نرتاح".
ويزداد المشهد قتامة في قرية الفرستق التابعة لمركز بسيون، حيث يعمل أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال في ورش صناعة الفخار والبويات منذ سن صغيرة.
يقول الطفل رشاد السيد: "أنا بدأت أشتغل من وأنا عندي 6 سنين.. مفيش وقت ألعب، لازم أساعد أمي وأبويا يربوا إخواتي".
هؤلاء أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال لا يعرفون معنى الإجازة الصيفية، ولا يعيشون لحظات البراءة التي يفترض أن تكون حقًا مكتسبًا لهم.
وفي مدينة المحلة الكبرى، القلب الصناعي للمحافظة، تظهر ظاهرة أخرى أشد إيلامًا؛ حيث ينتشر عشرات أطفال&Search=" target="_blank">الأطفال صبيانًا وبنات يجوبون شوارع المدينة بتروسيكلات صغيرة، يجمعون الكرتون والزجاجات الفارغة وعلب الكانز، لبيعها بالكيلو لتجار إعادة التدوير. يقول الطفل محمد عبد الرحمن: "أنا واخواتي بنشتغل من الصبح لحد آخر النهار.. نلم كراتين وزجاج عشان نساعد أهلنا في المصاريف، اللى بقت نار".
ويجمع مشهد الغربية بين الحقول والورش والشوارع، كلها تسرق الطفولة من أصحابها، ليحل مكانها التعب والانكسار ومسؤولية أكبر من عمرهم. هذه ليست مجرد قصص فردية، بل نماذج متكررة تعكس واقعًا مريرًا، يحتاج لتدخل عاجل من الدولة والمجتمع المدني والمؤسسات التربوية، قبل أن تتحول الطفولة المقهورة إلى قنبلة اجتماعية وانفجار نفسي يُهدد الأجيال القادمة.
0 تعليق