نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
“كيف تبني أسرة قوية في عصر المتغيرات؟” - بوابة الكويت, اليوم السبت 5 يوليو 2025 12:06 صباحاً
بوابة الكويت -
في أحد الأيام، كنت جالسًا مع أب في الستين من عمره، رجل وقور، ناجح في عمله، له احترامه في مجتمعه، قال لي بصوت خافت:
“يا أبني ، أنا ربيت أولادي على قد ما قدرت، لكن أحس ما عاد لي تأثير… جوالاتهم أقرب لهم مني.”
سكت قليلًا ثم أردف:
“مو قصور مني، بس الزمن تغيّر… وأنا ما كنت جاهز.”
كلامه ظل يتردد في أذني أيامًا. وتساءلت بعدها:
هل المتغيرات هي السبب، أم غياب الوعي هو السبب الحقيقي؟
نحن نعيش عصرًا تتسارع فيه التقنية، وتكثر فيه المفاهيم المتضاربة، وتضعف فيه الروابط الأسرية إن لم ننتبه.
لكن رغم كل ذلك، الأسرة القوية لا تزال ممكنة، بل ضرورية.
والسؤال هو: كيف؟
إليك ما أراه خلاصة لتجارب كثيرة، ووعي تراكم عبر المواقف:
⸻
1️⃣ ابدأ بعلاقتك مع شريكك، فالاتحاد أساس البيت
قبل أن تسأل: “ليش أولادي ما يسمعون الكلام؟”
اسأل: “هل هناك انسجام بيني وبين شريك حياتي؟”
البيت الذي فيه شد دائم، وصوت مرتفع، وخصام خفي، يُربّي أبناءً قلقين.
الحوار، التفاهم، وإظهار المودة – حتى في الخلاف – يربّي بيتًا صحيًا.
⸻
2️⃣ خفف من سلطتك.. وزِد من حضورك
جيل اليوم لا يتربّى بالخوف، بل بالقدوة.
ليس المطلوب أن تراقب أبناءك في كل لحظة، بل أن يشعروا أنك قريب منهم، تفهمهم، تتكلم بلغتهم، وتفتح لهم باب العودة إذا أخطأوا.
قوة الأب ليست في الصراخ، بل في حضوره الحكيم، وهدوئه في العاصفة.
⸻
3️⃣ ضع قيمًا ثابتة.. لا تُفرض بل تُعاش
لا يكفي أن تقول: “نحن أسرة محترمة”.
بل ليكن ذلك في طريقتك في الحديث، وفي تعاملك مع والدتهم، وفي التزامك بصلاتك.
الأبناء لا يسمعون بآذانهم فقط، بل بأعينهم أكثر.
ربّ أسرتك بأفعالك قبل كلماتك.
⸻
4️⃣ تكيّف مع المتغيرات… ولا تذمّها دائمًا
لا تكن ضد التقنية، لكن علّم أبناءك كيف يستخدمونها بوعي.
لا ترفض الجديد، بل قارن ووجّه.
كن حاضرًا في عالمهم، لا متفرجًا من بعيد، ولا خصمًا غاضبًا.
العصر الجديد لا يُواجه بالإنكار، بل بالفهم والتوازن.
⸻
5️⃣ اغرس داخل بيتك “الأمان العاطفي”
ليكن البيت مكانًا يجد فيه كل فرد الطمأنينة والقبول، حتى في ضعفه وخطئه.
فالأسرة الناجحة ليست التي تخلو من المشاكل، بل التي تعرف كيف تتجاوزها بحب وصبر ووعي.
اجعل بيتك أول حضن، لا آخر ملجأ.
⸻
✨ الخلاصة:
في عصر المتغيرات، لا نحتاج إلى مزيد من الصرامة… بل نحتاج إلى مزيد من الوعي.
الأسرة لا تُبنى بالكلام، بل بالحضور، بالاحترام، وبأن نكون مرآة للخير، في زمن يحتاج لمن يثبت.
???? أسرتك مسؤوليتك… فهل بدأت حقًا في بنائها
???? دبلوم عالي في المحاماة من جامعة جازان ؛ باحث ماجستير في المرافعات بجامعة المنصورة
0 تعليق