بوابة الكويت - تُعد الهالات السوداء تحت العين من أكثر المشكلات الجمالية شيوعًا، فهي تُضفي مظهرًا مرهقًا ومتعبًا على الوجه حتى في أيام الراحة. وعلى الرغم من أنها لا تشكّل خطرًا صحيًا في الغالب، إلا أن ظهورها يسبب القلق للكثيرين، خاصة عندما لا تختفي بسهولة. تتعدد أسباب هذه المشكلة بين العوامل الوراثية، وقلة النوم، والإجهاد، وسوء التغذية، وحتى التقدم في العمر، ما يجعل علاجها يتطلب فهمًا دقيقًا للمسبب الأساسي.
في هذا المقال، نستعرض أبرز الطرق الطبية الفعالة للتعامل مع الهالات، إلى جانب ماسكات طبيعية آمنة يمكن استخدامها في المنزل لتفتيح هذه المنطقة الحساسة واستعادة إشراقة الوجه، مع مجموعة من النصائح للوقاية والحفاظ على مظهر صحي ونضر للعينين.

لتعرفوا أكثر عن أسرار الجمال انضموا مجانًا إلى قناة تاجك لأسرار الجمال على الواتساب.

رغم أن الهالات السوداء تبدو كعرض بسيط، إلا أن أسبابها متعددة ومترابطة، وقد تختلف من شخص لآخر بحسب نمط الحياة والعوامل الوراثية. إليك أبرز المسببات الشائعة:

تلعب العوامل الوراثية دورًا أساسيًا في ظهور الهالات، خصوصًا عند أصحاب البشرة الرقيقة أو الفاتحة، حيث يكون الجلد أكثر شفافية وتظهر الأوعية الدموية تحته بوضوح. السهر الطويل أو النوم غير الكافي يؤديان إلى توسّع الأوعية الدموية تحت العين، مما يسبّب تصبّغًا داكنًا واضحًا. كما يفاقم التعب العام من ظهور هذه المنطقة بمظهر شاحب. مع الوقت، يفقد الجلد مرونته ويصبح أرق، مما يجعل الشعيرات الدموية تحت العين أكثر وضوحًا، وتبدأ الدهون في التراجع من تحت الجفن، فتبدو المنطقة غائرة وظليلة. نقص الحديد أو فيتامين B12 يؤثر على توزيع الأوكسجين في الدم، ما يُحدث شحوبًا في البشرة ويجعل الهالات أكثر وضوحًا. قلة الترطيب تؤدي إلى فقدان الجلد لحيويته، مما يجعل منطقة تحت العين تبدو غائرة وداكنة. كما أن إهمال ترطيب البشرة يزيد من التهيج والجفاف في هذه المنطقة الرقيقة. التهابات الجيوب الأنفية أو التحسس الموسمي قد تؤدي إلى احتقان الأوعية الدموية وتراكم السوائل، ما يسبب انتفاخًا واسودادًا تحت العينين. الحكّ المفرط للعينين أو الجلوس طويلًا أمام الأجهزة الإلكترونية يجهد عضلات العين، ويؤثر على الدورة الدموية حولها، مما يُعزز من ظهور الهالات. أشعة الشمس تحفّز إنتاج الميلانين، ما يزيد من التصبغات تحت العين، خاصةً عند الأشخاص الذين لا يستخدمون واقيًا شمسيًا مخصصًا لتلك المنطقة.

معرفة السبب الأساسي للهالات هو الخطوة الأولى في اختيار العلاج المناسب، سواء طبيًا أو طبيعيًا.

إذا كانت الهالات السوداء لا تزول بسهولة رغم الراحة الجيدة والعناية بالبشرة، فقد يكون الحل في العلاجات الطبية التي تُقدّم نتائج أكثر فعالية ووضوحًا، خاصة عند ارتباطها بعوامل وراثية أو تغيّرات جلدية دائمة. إليك أبرز الخيارات المتاحة:

الكريمات الطبية الموضعية

تُعد الكريمات الموضعية من الخطوات العلاجية الأولى للهالات السوداء، خاصة تلك الناتجة عن التعب أو التصبغات الخفيفة. تعمل هذه الكريمات على تفتيح لون الجلد وتحفيز إنتاج الكولاجين وتقوية الأوعية الدقيقة تحت العين. وتُستخدم تركيبات تحتوي على مكونات فعالة مثل فيتامين C المعروف بخصائصه المضادة للأكسدة والتفتيح، أو الكافيين الذي يساعد على انقباض الأوعية وتقليل الانتفاخ، إضافة إلى الريتينول الذي يعمل على تجديد الخلايا وزيادة سمك الجلد تدريجيًا. يتم تطبيق هذه الكريمات بحذر، وبكمية صغيرة تحت العين يوميًا، وغالبًا ما تحتاج إلى الاستمرار عليها لفترة طويلة للحصول على نتائج واضحة.

العلاج بالليزر

الليزر من أكثر العلاجات فاعلية للهالات السوداء المرتبطة بتغير لون الجلد أو ترققه. يعمل الليزر على استهداف التصبغات في الجلد وتفتيتها، مع تحفيز إنتاج الكولاجين والإيلاستين في الطبقات العميقة، ما يساعد على تحسين مظهر الجلد وتخفيف اللون الداكن. وتُستخدم تقنيات مثل الفراكشنال ليزر أو Q-Switch، حسب نوع الهالات. العلاج بالليزر يتطلب عادة عدة جلسات، ويصحبه في بعض الحالات احمرار بسيط أو تقشّر مؤقت. يتم تحت إشراف طبي دقيق لتفادي أي ضرر في المنطقة الحساسة حول العين.

حقن الفيلر

في الحالات التي تكون فيها الهالات نتيجة غؤور تحت العين أو فقدان للدهون في هذه المنطقة، تُعد حقن الفيلر خيارًا مثاليًا. تستخدم تركيبات من حمض الهيالورونيك، وهي مادة طبيعية في الجسم، لملء التجاويف وإعادة الامتلاء أسفل العين، مما يقلل من مظهر الظلال الداكنة بشكل ملحوظ. وتمنح هذه التقنية نتائج فورية غالبًا ما تدوم من 6 إلى 12 شهرًا، حسب نوع الفيلر المستخدم وطبيعة الجلد. ما يميز هذا العلاج هو تأثيره السريع، لكنه يتطلب طبيبًا متمرسًا نظرًا لحساسية المنطقة.

التقشير الكيميائي

تقنية التقشير الكيميائي تعتمد على وضع محاليل خاصة تحتوي على أحماض خفيفة مثل الجليكوليك أو اللاكتيك، تُساعد على تقشير الطبقة السطحية من الجلد بلطف، ما يُحسن لون البشرة ويُقلل من التصبغات الداكنة. هذا النوع من العلاجات يناسب الأشخاص الذين يعانون من اسمرار تحت العين بسبب التعرض المستمر للشمس أو التغيرات الهرمونية. يجب استخدامه بحذر شديد حول العين، ويفضّل أن يتم تحت إشراف مختص، مع الالتزام بوضع واقٍ للشمس بعدها لحماية البشرة من أي تأثير عكسي.

الميزوثيرابي

الميزوثيرابي هو علاج يعتمد على حقن دقيقة لمزيج من الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة مباشرة في الجلد تحت العين، لتحسين الدورة الدموية والتغذية الخلوية في المنطقة. يُعزّز هذا العلاج من إشراق البشرة ويُساعد على تقليل اللون الداكن تدريجيًا، دون الحاجة إلى تغييرات جذرية في البنية الجلدية. يُعتبر خيارًا غير جراحي وآمن إلى حد كبير، لكنه يحتاج إلى تكرار الجلسات أسبوعيًا أو نصف شهريًا حتى تظهر النتائج بشكل تدريجي.

جميع هذه العلاجات الطبية تُقدّم حلولًا فعالة للهالات السوداء، إلا أن نجاحها يعتمد على السبب الرئيسي للمشكلة، ومدى التزام الشخص بنظام العناية بعد العلاج. لذا، من الأفضل دائمًا استشارة طبيب الجلد أو التجميل لتقييم الحالة بدقة واختيار الطريقة الأنسب.

بالرغم من تعدد العلاجات الطبية، لا تزال الماسكات الطبيعية خيارًا محببًا لدى كثير من النساء والرجال ممن يفضلون العناية بالبشرة بأساليب لطيفة وآمنة. المكونات الطبيعية تحتوي على خصائص مهدئة، مضادة للأكسدة ومفتّحة للبشرة، مما يساعد في تقليل اسمرار تحت العين وتحسين ملمس الجلد. إليك بعضًا من أكثر الماسكات فاعلية للهالات السوداء:

ماسك الخيار وماء الورد

يُعد الخيار من المكونات التقليدية الشهيرة في تهدئة الانتفاخ وتفتيح البشرة.

1. قطّعي شرائح رفيعة من الخيار وغمّسيها في ماء الورد المبرد، ثم ضعيها على العينين لمدة 15 دقيقة.
2. هذا الماسك يمنح انتعاشًا فوريًا ويُساعد على تهدئة الجلد وتقليل التورّم.

ماسك البطاطا المبشورة

تحتوي البطاطا النيئة على إنزيمات تُساعد في تفتيح البشرة وتقليل التصبغات.

1. ابشري نصف حبة بطاطا ولفّيها في شاش رقيق، ثم ضعيها تحت العينين لمدة 10–15 دقيقة.
2. يُكرر هذا الماسك 3 مرات أسبوعيًا للحصول على نتائج واضحة.

أكياس الشاي الأخضر المبردة

الشاي الأخضر غني بمضادات الأكسدة والكافيين، مما يجعله مثاليًا لتقليل التورم وتفتيح الهالات.

1. بعد استخدام أكياس الشاي، ضعيها في الثلاجة ثم استخدميها على العينين لمدة 10 دقائق.
2. يُمكن استخدامه يوميًا كروتين صباحي سريع.

ماسك القهوة وزيت جوز الهند

القهوة من المصادر الطبيعية للكافيين، الذي يُعزز الدورة الدموية ويقلل من انتفاخ العين.

1. امزجي نصف ملعقة صغيرة من القهوة المطحونة مع بضع قطرات من زيت جوز الهند.
2. ضعي المزيج بلطف على منطقة تحت العين واتركيه 10 دقائق فقط.
3. اشطفيه بلطف.

العسل واللبن الزبادي

كلا المكونين غنيان بالخصائص المضادة للبكتيريا والتفتيح، كما يرطّبان البشرة الرقيقة تحت العين.

1. اخلطي مقدارًا صغيرًا من اللبن مع العسل، وطبّقيه بلطف على الهالات لمدة 15 دقيقة.
2. اغسليه بالماء البارد.

زيت اللوز الحلو

ليس ماسكًا تقليديًا، لكنه فعّال كدهان ليلي للهالات. زيت اللوز غني بفيتامين E الذي يُغذي الجلد ويُخفف من التصبغات. ويُمكن تدليكه بحركات دائرية خفيفة قبل النوم وتركه طوال الليل للحصول على أقصى فائدة.

العناية اليومية المنتظمة تُعتبر الخطوة الأساسية للحدّ من ظهور الهالات السوداء أو منع تفاقمها. فالمشكلة لا تتعلّق فقط بالمظهر الخارجي، بل بأسلوب حياة متكامل ينعكس على إشراقة العينين. إليك روتينًا بسيطًا وفعّالًا يمكنك اتباعه يوميًا:

يُعد النوم الجيد أساس الوقاية من الهالات. يحتاج الجسم إلى 7–8 ساعات يوميًا من الراحة المنتظمة، ويفضّل أن تكون في غرفة مظلمة وباردة نسبيًا لتعزيز إنتاج الميلاتونين وتجديد البشرة. منطقة تحت العين رقيقة جدًا وتفقد الرطوبة بسرعة. استخدمي كريم عيون يحتوي على مكونات مهدئة مثل حمض الهيالورونيك، الخيار، أو الكافيين. ضعي كمية صغيرة صباحًا ومساءً، وربّتي بلطف بأطراف الأصابع دون فرك. الجفاف من الأسباب الشائعة للهالات. احرصي على شرب 1.5 إلى 2 لتر من الماء يوميًا، مع التركيز على الأطعمة المرطبة مثل الخيار والبطيخ. التعرض لأشعة الشمس يسرّع ظهور التصبغات والهالات. استخدمي واقيًا شمسيًا بتركيبة خفيفة ومناسبة للعينين، أو اختاري كريم عيون يحتوي على SPF لحماية مضاعفة. تناولي أطعمة غنية بفيتامين C، E، والحديد، مثل السبانخ، البرتقال، المكسرات، والتوت. فهذه العناصر تدعم صحة الأوعية الدموية وتُحسّن من لون البشرة. عند الشعور بالإجهاد أو انتفاخ تحت العين، استخدمي كمادات باردة أو شرائح خيار مبرّدة لبضع دقائق، لتخفيف التورم وتنشيط الدورة الدموية. الإفراط في التحديق بالشاشات يُجهد العينين ويساهم في ظهور الهالات. قلّلي وقت الاستخدام، واستخدمي مرشحات الضوء الأزرق، ولا تنس أن تمنحي عينيك راحة منتظمة. ترك بقايا المكياج، خاصة الكحل والكونسيلر، قد يؤدي إلى تهيج الجلد تحت العين. استخدمي مزيل مكياج لطيف خالٍ من العطور والكحول، ونظّف البشرة بحركات ناعمة.

باختصار، حماية منطقة تحت العين تبدأ من العادات اليومية. ومع التزامك بروتين وقائي متكامل، ستلاحظين فرقًا تدريجيًا في إشراق هذه المنطقة وتقليل مظهر الهالات بمرور الوقت.