ستارمر... "الجرّة لا تسلم كلّ مرّة"! - بوابة الكويت

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ستارمر... "الجرّة لا تسلم كلّ مرّة"! - بوابة الكويت, اليوم الخميس 3 يوليو 2025 04:27 صباحاً

بوابة الكويت - قبل أن يطوي صفحة عامه الأول في السلطة، خطف كير ستارمر "الفوز من بين شدقي الهزيمة"، في تصويت برلماني لم يكسر ظهر حكمه كما كان متوقعاً بل هشّم وجهه! فمشروع قانون الرعاية الاجتماعية الذي أُقرّ ليل الاثنين، لم يكن نفسه الذي بقي يحاول أياماً عدة فرضه على نواب الحزب. لقد أجبروه على تقديم التنازل إثر التنازل واستلوا في الدقائق الأخيرة روح التعديلات التي صمّمتها الحكومة لحرمان أصحاب الهمم من مزايا عدة. 

 

وإذ تفادى خسارة جسيمة دفعة واحدة، فهو ربما فتح الباب على جملة من الخسائر التي ستأتيه بالمفرق. وقد وصلت سلفاً أولاها التي كانت من نصيب هيبته كزعيم التي باتت مثخنة بالجراح. ومن يدري من سيدفع ثمن "فوز" مشروع القانون تالياً وزيرة المالية راشيل ريفز أم مورغان ماكسويني كبير موظفي ومستشاري رئيس الحكومة أم غيرهما؟

 

مال ذات اليمين وذات الشمال على امتداد أسبوع لإرضاء 120 نائباً متمرداً كان بوسعهم أن يقتلوا مشروع القانون في المهد، واستطاع أن يقلص عدد معارضي المشروع إلى 49 نائباً، أي قرابة ثُمن كتلته النيابية. وسبب هذه الصفعة الموجعة يكمن في أسلوبه الذي يستند إلى إحساس مفرط بالثقة بالنفس لكونه يتمتع بأغلبية برلمانية تزيد على 150 صوتاً. 

 

ولن يقف النواب عند هذا الحد بعدما كسروا شوكته إذا واصل هو ومساعدوه الإملاء عليهم كيف يصوّتون في مجلس العموم من دون حتى أن يستمع إليهم ويعمل على تلبية حاجات الناس في دوائرهم الانتخابية. وهناك العديد من نواب حزب العمال (حوالي 403 من أصل 650) الذين لم يلتقِ بهم خلال عامه الأول ولو لدقيقة واحدة. وبلغ حرصه على العملية البرلمانية أن صوّت شخصياً سبع مرات فقط منذ مباشرته مهامه في 2 تموز / يوليو 2024! 

 

هذه القطيعة جعلت النواب يشعرون بأنهم مجرد أرقام لا تكترث بها الماكينة الحكومية فعلاً، ولا يتكبّد الزعيم عناء توفير ما يكفي من المعلومات لهم عن خطط إدارته وتوجهاتها. لكن من أين يأتيهم بهذه التفاصيل ما دام "فاقد الشيء لا يعطيه"! 

 

من أهم نقاط الضعف لدى ستارمر الذي امتهن السياسة منذ سنوات قليلة شهدت صعوده بسرعة لا تتناسب مع خبرته، أنه لم يستطع حتى الآن أن يصنع "ماركة مسجلة" لنفسه على غرار أسلافه. ولم تتشكل بعد معالم مشروعه السياسي، ما يفسّر تحولاته السريعة والمفاجئة وتردّده، كمن يتحرك كيفما تشاء له الظروف من دون محدّدات أيديولوجية أو فكرية تضمن بقاءه على مسار واحد. 

 

وربما كان إحساسه بخطورة هذا الخواء هو ما دفعه للاعتراف بوجود خلل عميق في أدائه. ففي مقابلة نشرتها صحيفة "الأوبزرفور" قبل أيام، بدا كأنه يحاول أن يكون شخصاً آخر، أو يستعدّ للتنحّي! وفضلاً عن القرارات المهمة الثلاثة التي تراجع عنها سلفاً، تنكّر في المقابلة لسجله كله تقريباً في السنة الأولى من ولايته. وأعرب عن أسفه لاستعمال عبارة "جزيرة الغرباء" ذات النبرة العنصرية في خطاب أخير، لعذر "أقبح" من ذنب: لم يتأمل رئيس الوزراء الخطاب بإمعان قبل إلقائه!

 

اعتراف المرء بأخطائه وتشديده على مسؤوليته الشخصية عنها قد يكونان مقدمة لمعالجتها. لكن هذا لا ينطبق بالضرورة على سياسي يشكل التردد والتقلب علامته الفارقة. 

 

احتاج المتمردون هذه المرة إلى 30 صوتاً آخر لقتل مشروع القانون. وما لم يتغير ستارمر، فمن يضمن أنه سينجو في المرة المقبلة؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق