حبيب صادق في اليسوعيّة - بوابة الكويت

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حبيب صادق في اليسوعيّة - بوابة الكويت, اليوم الثلاثاء 1 يوليو 2025 09:35 صباحاً

بوابة الكويت - يُعقَد في جامعة القدّيس يوسف مساء اليوم، لقاءٌ تكريميّ حول حبيب صادق. فنعمَ التكريم.
لكنّه قليلٌ عليكَ، يا صديقي، وأنتَ كثير.
وأنا يشرّفني، في عشيّة هذه الليلة اللبنانيّة والعربيّة الظلماء، أنْ أذكركَ بالخير. هذا ليس جميلًا منّي، بل فضلُكَ فحسب.
كنتُ كتبتُ لكَ أنّ قلائل مثلكَ في لبنان جعلوا، ويجعلون السياسة، وتعاطي الشأن العام، والعمل الوطنيّ والمجتمعيّ، فعلًا ثقافيًّا وفكريًّا وإنسانيًّا، ذا بعدٍ قيميٍّ وأخلاقيٍّ لا فكاك منه، وعنه. 
طريقتُكَ، انهمامٌ بنيويٌّ، وجوهريٌّ، لا يستسيغه في الممارسة السياسيّة زعماءُ العصابات والمافيات والميليشيات والإقطاعات، وقادةُ القطعان، ولا القطعان في طبيعة الحال، لأنّه يتطلّب وعيًا طليعيًّا، كيانيًّا ووجوديًّا، مثلما يتطلّب كرامةً، وكِبَر نفس، وأنفةً، وعرفانًا، ومراسًا راقيًا، وتعلّمًا دؤوبًا، وقراءةً مشغوفةً، وعقلًا رائيًا ورؤيويًّا، وغيريّةً جمعيّةً، وشجاعةً مترفّعةً ومتقشّفةً وزاهدةً في الآن نفسه. 
متجشّمُ هذه الشجاعة – مثلكَ - المضفورة بالمواصفات المذكورة، لا ينتظر ربحًا ومردودًا، إنّما يبذل اجتهاده ابتغاءً للخير العموميّ، بما هو إصلاحٌ، وعدلٌ، ومساواةٌ، وقانونٌ، وقضاءٌ، وحداثةٌ، وتغييرٌ، وتنوّعٌ، واختلافٌ، ونقدٌ، واعتراضٌ، ومشاكسةٌ، ورفضٌ، وديموقراطيّةٌ، وحرّيّة.
هذا العبء الكبير، إذ لا يطلبه، ولا يستطيعه، ولا يتحمّله إلّا أهل المعايير، أريد، باحترامٍ ووقارٍ شديدين، أنْ أقول بحبرٍ جهوريٍّ، إنّكَ، يا صديقي حبيب صادق، ابن جبل عاملنا، وعزيزنا، ونائبنا، وأستاذنا، وشاعرنا، وأديبنا، ومناضلنا، ومنشّطنا، وأحد قادة اعتراضنا، قد ابتغيتَ لنفسكَ أنْ تحمل على كتفيكَ مثل هذا العبء التاريخيّ الأغرّ، فأنتَ، بذلك، من هؤلاء الندرة السياسيّة - الوطنيّة – الفكريّة - الثقافيّة – الإنسانيّة – الأخلاقيّة النادرة في ديناميّات حياتنا اللبنانيّة.

 

دعوة للمشاركة.

 

في غمرة الظلاميّات، والاستبدادات، والديكتاتوريّات، والإلغاءات، والعنصريّات، والطائفيّات، والمذهبيّات، والتقوقعات، والغيتوات، التي عصفت بلبنان، ولا تزال تعصف به، وكلّ يومٍ أشدّ وأعتى، بقيتَ، يا حبيب صادق، حبيبًا وصادقًا. 
وبقيتَ أصيلًا على تغييريّ، إرثيًّا على حديث، فقيهًا على علمانيّ، عامليًّا على دولتيّ، عروبيًّا على لبنانيّ، مدنيًّا ديموقراطيًّا حرًّا وأبيًّا. فلا تنحني أمام ترهيب من داخلٍ ومن خارج، ولا تمسح جوخًا لوصيٍّ أو محتلّ، ولا تخون، ولا تطعن في ظهر، ولا تقبل أنْ تكون ذمّيًّا في ظهرانيكَ، ولا تستقيل من قيم، ولا تحيد عن معايير، ولا تتنازل، ولا تساوم، ولا تقايض، ولا تبيع، ولا تشتري، معتبرًا أن لا شيء يوازي ثقافة الحرّيّة والقانون والنزاهة والشرف والكرامة في العمل السياسيّ والوطنيّ والنضاليّ، فاستمررتَ صلبًا، صبورًا، حكيمًا، عنيدًا، ثابتًا، ووارفًا كسنديانةٍ في جبل عامل، بل في عموم جبل لبنان، وفي نواحي الجمهوريّة اللبنانيّة، وتحت قوس دولة الدستور، حين لم يبقَ مَن ينافح عن الجمهوريّة والدولة والدستور إلّا قلائل قلائل.
في هذه العشيّات، توضع على الطاولة، يا صديقي حبيب صادق، خرائط ومصائر كثيرة، ليس أقلّها لبنان. سلامي إلى عشيّتكَ هذه في اليسوعيّة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق