نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
علّي صُوتَك بالغُنا - بوابة الكويت, اليوم الثلاثاء 1 يوليو 2025 09:35 صباحاً
بوابة الكويت - الاب ايلي قنبر
1.ناس الـ under control
كثيرون منّا تربّوا على الخوف من الكبار ومن السلُطات المدَنيّة والدِّينيّة. ومن أسْفَه ما سمعناه وأجْبَن ما تعلّمناه في صِغَرِنا: "الإيد الْما فيك عليها، بُوسْها وادْعِ عليها بالكسر"، و"العَين ما بِتقاوِم المخرَز". وعلى مستوى البلد، لطالما تردَّد على مسامعنا هذا الشعار الخبيث (السرَطان): "تكمُن قوّة لبنان في ضعفِه"، فبَقينا لأجيال بِلا مناعة واستُبِحنا عَرْضًا وأرضًا واقتصادًا ومُستَقبَلًا، ولمَا نزَل. هذا تشارَكنا فيه مع شعوبٍ عديدة مُرتَضين الخنُوع والخضوع باسم احترام الكبير أو القويّ الغاشِم. لا بل شارَكَنا في الأمر مُجتَمعات ودُوَلاً لطالَما تغنَّت بالحضارة والديمُوقراطيّة واحترام حقوق الإنسان والحُرِّيّات الأساسيّة حتّى الأمس القريب. إلى أن تلقّوا صفعة من شبابهم الجامعيّ خصوصًا، الذي وَعَى ما يُرتَكَب بحقّ دُوَل العالم "المتخلِّف" ولا سيَّما منها غزّة ودافع عنها. لقد فضَح شباب الجامعات - في اميركا ومن ثَمَّ في غرب أوروبّا وأُوسنراليا إلى آسيَا، التوحُّش المُتَوغِّل للرأسماليّة المتوحِّشة ومُجَمَّعات الصناعات العسكريّة لـ"المجتمع الدُوَليّ" ومَن وراءها بتعامله الفظّ والإجراميّ بامتياز مع ناس الكوكب أجمعين. فهَل يُمكن أن نبقى تحت السيطرة أو under control؟
2. "مَهما يَجتَرِئُ فيهِ أَحَدٌ أنا أَيضًا أَجتَرِئُ فيه"
في رسالته الثانية إلى القورنثيِّين، يُعلِن رسول الأُمم: "مَهما يَجتَرِئُ فيهِ أَحَدٌ أنا أَيضًا أَجتَرِئُ فيه". ويتبارَز مع اليهود في الجرأة "كمَن يَهذي": أنا عبرانيّ وإسرائيليّ ومن ذُرِّيَّة ابراهيم وخادم المسيح مثلهم. لا بل يذهب إلى ابعد: "إِنّي (في ذَلِكَ) أَفضَلُ (مِنهُم)".
المبالَغة في الحديث أو السلوك أمرٌ يشترك فيه كثيرون، ونحن معشر اللُّبنانيِّين نُتقِنه جيِّدًا. ففي خلال الحرب اللُّبنانيّة، طُرِح شعارٌ إستفزازيّ يُضاهي ما طرحه رسول الأُمم، بولس. وهو أمرٌ اعتَدناه كلُّبنانيّين إذ نُبالغ في كثير من نواحي حياتنا. فلِمَ نُبالَغ في الحياة؟ تتعدَّد الأسباب، وأهمّها الحاجة إلى الشعور بالأهميّة والتميُّز جرّاء الشعور بالنقص أو الحاجة إلى إثبات الذات. وقد يسعى بعضنا إلى المبالغة في كل شيء بحثًا عن السعادة والرضا أو إرضاء الآخَر -المحلّيّ، أو الأجنبيّ أكثر- ممّا يؤدّي إلى التوتُّر والإرهاق. ويسري هذا في كلّ الميادين، بما فيها الدِّينيّ. لننظُر ما يتباهى به تُجّار بيروت من عروض للأزياء ونشر المطاعم والمقاهي في وسط العاصمة مع ما يتطلّبه الأمر من أموالٍ طائلة طمعًا بمجيء الخليجيِّين الموعود. في وقتٍ تُقصَف مناطق من لبنان فيُقتَل مَن يُقتَل، وتُدمَّر البيوت والأسواق وليس من إهتمام من الدولة - بأمرٍ خارجيّ - ولا حتّى من المقامات الدِّينيّة، فيُترَك الناس هناك لقدَرِهم.
تحضُرني كلمة يسوع لسمعان-بطرس:"أَنتَ صَخرٌ، وَعَلى ٱلصَّخرِ هَذا سَأَبني كَنيسَتي". وأتساءل: هل كلّ مَن يخلفه ويخلف سائر الرسُل من أساقفة عبر العالم هو"صخر" تقوم عليه فعليًّا كنيسة المسيح الضامّة "كلّ إنسان وكلّ الإنسان"؟
كما أتذكّر كلمة القدّيس لاوون الكبير (؟ - نحو 461)، بابا روما، حيث يقول: "أيّها الإخوة، كلّما فكّرت في أمرِ إتمامِ واجباتِ خدمتي الأسقفيّة، اكتشفتُ أنّنّي ضعيف وجبان، ومُثقلٌ بوَهن حالي الخاص، وفي الوقت نفسه كنت أرغب في العمل بغَيرةٍ وشجاعة".
أَترُككم مع كلمات فيلم "المصير" كمُحفِّزٍ للخروج إلى رِحاب مصيرٍ نَكتبُه نحنُ، ونُخرِجُه نحن، ونلعبُه نحن.
"آااه ولسه ياما.. ياما ياما ياما فى عُمرِنا.
علّي صُوتَك علّي صُوتَك بالغُنا، لِسَّه الأغانى مُمكنة مُمكنة.
ولَو فِي يوم راح تِنكسِر، لازم تِقوم ِواقِف، كما النَخل باصِص للسما للسما.
ولا انهزام، ولا انكسار، ولا خوف، ولا حِلم نابِت فِ الخَلا فِ اَلخَلا.
علَي صُوتَك علّي صُوتَك بالغُنا، لِسَّه الاغانى ُممكنة مُمكنة.غِنوِتك وسط الجموع، تهزّ قلب الليل، فرَح يداوى جُرح اللى انجرح اللى انجرح.
تُرقُص أرقُص، ينشِبك حِلمك بحِلمى، أرقُص غصبِ عنَى، أرقُص غصبِ عنّى، غصب عنى".
0 تعليق