إيران وأميركا... هل تعود الحرب بوجه كروي في كأس العالم 2026؟ - بوابة الكويت

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إيران وأميركا... هل تعود الحرب بوجه كروي في كأس العالم 2026؟ - بوابة الكويت, اليوم الاثنين 30 يونيو 2025 07:52 مساءً

بوابة الكويت - في مشهد يبدو كأنه من صفحات التاريخ وليس من روزنامة رياضية، تتجه أنظار العالم إلى بطولة كأس العالم 2026 التي تستضيفها الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، وسط توترات سياسية متفاقمة بين واشنطن وطهران، قد تُلقي بظلالها على واحدة من أكثر النسخ حساسية في تاريخ البطولة.

ورغم تأهل المنتخب الإيراني رسمياً إلى النهائيات، فإنّ تصاعد النزاع العسكري أخيراً، وبعد القصف الأميركي لثلاث قواعد نووية إيرانية، ورد طهران بقصف أكبر قاعدة أميركية في قطر، أثار تساؤلات جدية عن مدى ملاءمة الأجواء السياسية لتنظيم مباريات "سلمية" تحت شعار الرياضة أوّلاً.

 

هل يتواجه المنتخبان في مونديال 2026؟


هل يتكرّر سيناريو 1998؟
نقلت صحيفة "سبورت" الإسبانية عن مصادر داخل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أن ثمة "قلقاً بالغاً" من احتمال وقوع مواجهة مباشرة بين إيران والولايات المتحدة في دور المجموعات، وهو ما قد يشعل توترات أمنية وديبلوماسية قد تتجاوز ما جرى بين البلدين في مونديال فرنسا 1998، عندما تبادل اللاعبون الورود والابتسامات قبل أن تفوز إيران (2-1) في مباراة وصفت يومها بأنها "ديبلوماسية هادئة".

غير أنّ الظروف في نسخة 2026 تبدو أكثر تعقيداً، خصوصاً أنّ إيران لا تزال على قائمة الحظر الأميركي لدخول أراضي الولايات المتحدة، ما قد يمنع الجماهير الإيرانية من الحضور، ويجعل الحديث عن "مونديال مفتوح للجميع" أقرب إلى الشعار منه إلى الحقيقة.

سيناريوهات بديلة
في ظل هذه المعضلة، ذكرت الصحيفة أنّ هناك نقاشاً داخل دوائر "فيفا" حول إمكان نقل مباريات المنتخب الإيراني إلى المكسيك أو كندا، وهما البلدان الشريكان في التنظيم، بهدف تفادي الاصطدام الديبلوماسي والأمني، وتفادي سيناريوهات قد تُعكر صفو البطولة منذ أيامها الأولى.

دروس من الماضي
المخاوف ليست جديدة على عالم المونديال، فقد شهدت نسخ سابقة اشتباك السياسة مع الرياضة، وتحوّلت بعض المباريات إلى شرارة لصراعات أكبر، وهناك بعض الأمثلة:

هندوراس والسلفادور - 1970: واحدة من أغرب الحكايات، إذ اندلعت حرب فعلية عُرفت بـ"حرب المئة ساعة" عقب تصفيات المونديال، بعد تصاعد النزاع بين البلدين بسبب الهجرة والأراضي، قبل أن تؤجج مباراة كرة القدم بين منتخبيهما كل شيء.

إيطاليا وفرنسا - 1938: في أجواء الفاشية، دخل لاعبو إيطاليا مرتدين قمصاناً سوداء وأدوا التحية الفاشية أمام عشرات الآلاف من المشجعين الفرنسيين، في مشهد جسّد الوجه الأيديولوجي للكرة في عهد موسوليني.

ألمانيا الغربية والشرقية - 1974: مواجهة جسّدت انقسام الحرب الباردة، رغم فوز ألمانيا الشرقية، فإنّ ألمانيا الغربية هي من توّجت باللقب لاحقاً، من دون أن تختفي رمزية اللقاء من ذاكرة البطولة.

الأرجنتين × إنكلترا - 1986: جاءت بعد حرب فوكلاند الدامية بين البلدين، وكان الفوز الأرجنتيني بهدفَي مارادونا (يد الله وهدف القرن) بمثابة "انتصار رمزي" أكثر من كونه رياضياً، على حد تعبير مارادونا نفسه.

سويسرا × صربيا - 2018: سجّل اللاعبان تشاكا وشاكيري هدفين احتفلا بهما برمز النسر الألباني، في رسالة سياسية واضحة فجّرت غضب الإعلام الصربي، وانتهت بعقوبات من "فيفا" رغم فوز سويسرا.

بين التهدئة والتصعيد… ماذا يفعل "فيفا"؟
المعضلة التي تواجه الاتحاد الدولي اليوم لا تتعلق بجدولة مباريات فحسب، بل بكيفية حماية البطولة من التحوّل إلى منصة للصراعات، فهل يملك "فيفا" القدرة على نزع فتيل مواجهة قد تُعيد كرة القدم إلى واجهة الحرب الباردة؟ أم أنّ نسخة 2026 ستكون الحلقة الأحدث في سلسلة بطولات لم تسلم من اشتباك السياسة مع الرياضة؟

الجواب، كما يبدو، لن تحسمه لوائح التنظيم فحسب، بل ما ستشهده الأيام المقبلة من تطوّرات على الأرض، في عالم لا ينفصل فيه الملعب عن ميدان الصراع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق