نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نتنياهو يبدّل أولوياته... مؤشرات انتهاء الحرب؟ - بوابة الكويت, اليوم الاثنين 30 يونيو 2025 07:30 مساءً
بوابة الكويت - توقف الإعلام العبري عند تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من مقر للشاباك، قال خلاله إن الأولوية "القصوى" لإعادة الرهائن من غزّة. وساد اعتقاد أن أولويات نتنياهو تبدّلت وباتت في سياق الرهائن بعدما كانت "القضاء" على "حماس"، مع تبدّل الوقائع السياسية، وتم ربط التصريحات باحتمال التمهيد لعقد صفقة وقف للنار.
أولوية عودة الرهائن، في حال ثبتت، تعني أولوية التوصّل الى اتفاق، كون إعادتهم لا تتم إلّا من خلال اتفاق لوقف النار، وقد تزامنت هذه التصريحات مع ضغط أميركي ملحوظ للتوصّل إلى صفقة في غزّة، تمهّد الطريق لعقد صفقات أخرى في المنطقة وتوسيع بيكار الاتفاقات الابراهيمية خصوصاً مع سوريا والسعودية، في سياق مشهدية إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط.
مدير مركز تطوير للدراسات هشام دبسي يرى تبديلاً في الخطاب الإسرائيلي، فيقول لـ"النهار" إن وقف الحرب تأخر في وقت سابق "لعدم حاجة" إسرائيل إلى عقد صفقة إنهائها، لكونها كانت "بحاجة لاستمرارها واستخدامها" ذريعة لتغيير الوقائع السياسية والجغرافية و"إنهاء" قوام حل الدولتين، وبتقديره، إنهاء الحرب يعني إنهاء "الاستثمار" في غزة ووقف القتال.
السؤال الأبرز يكمن في الرغبة الإسرائيلية في إنهاء الحرب من عدمها، وفي هذا السياق، يشير دبسي إلى أن "المنطق التوراتي" في إسرائيل "يريد" استمرار الحرب وقتل الفلسطينيين وضم الأراضي، لكن هذا الاتجاه "لا يمكن" أن يقف بعكس الاتجاه الأميركي الذي "يريد" إنهاء الحرب وإعادة ترتيب الشرق الأوسط وفق مشروع سياسي واسع قوامه الاتفاقات الابراهيمية.
نتنياهو (أ ف ب).
الظرف السياسي الإقليمي والدولي تبدّل وفرض نفسه على مجريات حرب غزّة، وبعد الضربات القاضية التي تلقتها إيران ومحورها خلال المرحلة السابقة، ووصول إسرائيل إلى أهداف كثيرة، على رأسها تحييد البرنامج النووي الإيراني وأبرز جماعات طهران المسلّحة في المنطقة، على رأسها "حزب الله"، بالإضافة إلى إسقاط نظام بشار الأسد، فإن الموعد قد يكون حان لبدء مرحلة التسويات.
دبسي يرصد التغييرات الإقليمية والدولية، ويرى أن نتائج الحرب ضد إيران نقلت الأولويات الأميركية إلى مرحلة "إطلاق" عملية سياسية شاملة في الشرق الأوسط تعيد ترتيب موازين القوى وتستكمل عقد الاتفاقات الإبراهيمية، لكن هذه العملية وفق الباحث الفلسطيني لا يمكن أن تحصل من دون وقف النار في غزّة، ومن هذا المنطلق يمكن قراءة تبدّل خطاب نتنياهو.
تصريحات نتنياهو تطرح سؤالاً فرعياً عن احتمال تشكّل اقتناع لدى نتنياهو بأن "القضاء" على "حماس" قد يكون "مستحيلاً"، وبالتالي لم يعد هذا الهدف أولوية بعد تدمير قدرات الحركة العسكرية والأمنية، وفي هذا السياق، يرى دبسي أن "وظيفة" الحركة أميركياً وإسرائيلياً انتهت، ومستقبل "حماس" قد يكون تحولها إلى حزب سياسي.
في المحصلة، فإن تصريحات نتنياهو قد تمهّد الطريق لعقد صفقة وقف نار في غزّة، تماشياً مع الرغبة الأميركية من جهة في إعادة رسم خرائط سياسية وجغرافية جديدة، وإنهاء حالة الاستنزاف من جهة أخرى لكون أكلاف الحرب باتت باهظة على إسرائيل ومسؤوليها، لكن إنهاء القتال قد يكون رهينة صفقة قضائية تسقط محاكمات نتنياهو، فهل تتم؟
0 تعليق