التحالف الدولي يستعد لمهاجمة "داعش" بلا تنسيق مع دمشق - بوابة الكويت

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
التحالف الدولي يستعد لمهاجمة "داعش" بلا تنسيق مع دمشق - بوابة الكويت, اليوم الاثنين 30 يونيو 2025 07:30 مساءً

بوابة الكويت - في تطوّر مفاجئ، بدأ التحالف الدولي استعداداته لإطلاق حملة عسكرية واسعة ضد تنظيم "داعش" في البادية السورية. ومن المتوقع أن تشارك في الحملة، التي لم يُحدَّد موعدها بعد، كلٌّ من "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد) و"جيش سوريا الحرة"، من دون أيّ تنسيق معلَن مع الحكومة الموقتة في دمشق، ما أثار الكثير من الريبة والتساؤلات، وتحوّل إلى مادة للأخذ والرد بين أنصار "قسد" من جهة، وأنصار حكومة دمشق من جهة أخرى.

 

والمفارقة أن "جيش سوريا الحرة" كان قد انضم مؤخراً إلى وزارة الدفاع السورية وأُدرِج ضمن تشكيلات "الفرقة 70"، ما يجعل من المستغرب الحديث عن غياب التنسيق مع وزارة الدفاع بشأن الحملة المرتقبة. ويطرح ذلك تساؤلات عمّا إذا كانت قيادة "جيش سوريا الحرة"، رغم اندماجها الرسمي في الجيش السوري الجديد، لا تزال تتلقى تعليماتها من قيادة التحالف الدولي، وتتمتع بهامش من الاستقلالية في الحركة والتنفيذ بعيداً عن سلطتها العسكرية المباشرة في الوزارة.

 

ورداً على سؤال وجّهته "النهار"، نفى المكتب الإعلامي لـ"جيش سوريا الحرة" علم القيادة بأيّ حملة عسكرية، مؤكداً أنّ "لا حديث عن هذا الأمر حتى الآن".

 

وجاء الكشف عن هذه الحملة في أعقاب التفجير الانتحاري الذي استهدف كنيسة القديس مار إلياس في حي الدويلعة بدمشق، والذي أسفر عن عشرات القتلى والمصابين، في أعلى حصيلة من نوعها منذ مجازر الساحل السوري وسقوط النظام.

 

وقد أثار التفجير ردود فعل كثيرة، أبرزها تصريحات مسؤولين أميركيين، بينهم نائب قائد القيادة المركزية الأميركية الأدميرال براد كوبر، الذي أكد أن "داعش" لا يزال يشكل تهديداً في سوريا، وأن الوجود العسكري الأميركي هناك "ضروري" لمواجهة هذا التهديد.

 

بدوره، كشف قائد القوة المشتركة لمهام التحالف الجنرال الأميركي كيفن ليهي، الأربعاء، عن استعدادات جارية لإطلاق حملة عسكرية واسعة، استباقاً لما وصفه بـ"تحضير داعش لهجوم كبير" على بعض المدن السورية. وأوضح ليهي أن العملية ستشمل امتداد البادية السورية من خلال ثلاثة محاور، محذّراً من احتمال شنّ التنظيم هجمات مباغتة على مراكز مدنية.

 

وقال: "خلال تقييم القيادة المركزية، سنحدّد موعد انطلاق العملية المشتركة مع شركائنا في قسد".

 

وبموازاة ما أعلنه ليهي، أفادت تقارير إعلامية بأن قيادياً بارزاً في الجيش السوري الجديد أكد امتلاك الحكومة معلومات تشير إلى نية "داعش" شنّ هجمات واسعة للسيطرة على أحياء في عدد من المدن السورية.

 

عناصر من تنظيم

 

وفي هذا السياق، أكّد محمود حبيب، الناطق باسم قوات "الشمال الديموقراطي" المنضوية ضمن "قسد"، وجود عملية عسكرية ضد "داعش" في البادية السورية. وقال في تصريح لوكالة "روداو": إن الحملة المرتقبة جاءت استجابة لتصريحات قائد التحالف نظراً إلى "تفاقم الخطر على المدن السورية"، مشيراً إلى أن تفاصيل العملية، من حيث طبيعتها وموعد انطلاقها والأطراف المشاركة، لا تزال غير معروفة. إلا أنه رجّح انضمام قوات أخرى إلى جانب "قسد"، مثل "جيش سوريا الحرة"، المدعوم أميركياً، لصدّ "ضربات مباشرة" قد تطال العاصمة دمشق ومحافظتي ريف دمشق وحمص.

 

في المقابل، التزمت دمشق الصمت حيال ما أُعلن عن هذه الحملة، ولم يصدر عنها أيّ تعليق رسمي بالنفي أو التأكيد. بينما شكك الإعلام الموالي للحكومة في صحة المعلومات، مبرراً ذلك بأن نشاط قوات "قسد" يتركز في شرق الفرات، وبالتالي لا علاقة لها ميدانياً بأي عملية عسكرية في البادية، خصوصاً أن التقارير تحدثت عن محاور قد تمتد إلى مشارف العاصمة.

 

ويرى خبراء عسكريون أن غياب التنسيق بين التحالف والحكومة السورية يعود إلى أن الأخيرة ليست جزءاً من هذا التحالف، ما يفسر عدم إشراكها في الحملة.

 

من جهتها، عزَت الصحافية الكردية شيلان شيخ موسى غياب دمشق إلى "ضعف الثقة بأدائها الأمني". وقالت، في حديث لـ"النهار"، إن الحملة المرتقبة "تكشف هشاشة الوضع الأمني في سوريا"، مضيفة أن "وزارتي الدفاع والداخلية تعانيان من اختراقات من جماعات راديكالية، إلى جانب افتقارهما لبنية أمنية قوية، ما يجعل من الحكومة شريكاً غير مؤهل لعمليات دقيقة مثل تلك التي يخطط لها التحالف بالتعاون مع قسد، التي أثبتت أنها شريك مناسب".

 

ويبدو أن الإعلان عن الحملة ساهم في تأجيج التوتر بين "قسد" ودمشق، لا سيما بعد تبادلهما الاتهامات غير المباشرة بشأن التفجير الانتحاري في كنيسة مار إلياس. فقد أعلنت وزارة الداخلية السورية أن الانتحاريين اللذين تم اعتقالهما خرجا من مخيم الهول الواقع تحت إشراف "قسد"، وهو ما نفته الأخيرة في بيان رسمي، مؤكدة عدم صحة هذه الرواية.

 

ولم تنشر وزارة الداخلية حتى الآن اعترافات المعتقلين، في حين هدد تنظيم "سرايا أنصار السنة"، الذي تبنّى التفجير وذكر أن منفذه هو "أبو عثمان محمد زين العابدين"، بنشر صورة الأخير لـ"نسف رواية الداخلية من أساسها".

 

ولوحظ، منذ التفجير، تصعيد في خطاب "أنصار السنة" ضد الحكومة السورية والرئيس الانتقالي أحمد الشرع، مهدّداً باغتياله، في تحوّل لافت عن أدبيات التنظيم السابقة، التي كانت تضع استهداف الأقليات أولوية، وتعتبر الصدام مع الحكومة مؤجلاً.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق