بوابة الكويت - جدّدت الجمعية العمومية للاتحاد اللبناني لكرة القدم ثقتها برئيس اللجنة التنفيذية المهندس هاشم حيدر لولاية جديدة تمتدّ لأربع سنوات، في ظلّ مرحلة وصفها نائب رئيس الاتحاد الآسيوي بأنها ستكون "بالغة الصعوبة".

شهدت اللجنة الجديدة انضمام أسماء جديدة، يتقدمها المدرب الوطني إميل رستم، إلى جانب رشيد الخازن وهيثم نحلة، مما يُعطي العمل الإداري والفني زخماً إضافياً.

في حديث لـ"النهار"، أكد حيدر أنّ كرة القدم اللبنانية صمدت رغم قساوة الظروف، خصوصاً خلال السنتين الأخيرتين أثناء العدوان الإسرائيلي. وقال: "تمكّنا من إنهاء جميع البطولات من دون استثناء. وقد ساعد الاتحاد الأندية بشكل مباشر بتحمل التكاليف التشغيلية من بدلات ملاعب وحكّام ومراقبين وموظفين، إضافة إلى بطولات الأكاديميات. كذلك، وُزّعت مساعدات مالية حسب حاجات كلّ نادٍ، مما مكّنها من الاستمرار".

حاضرون لأيّ طارئ
شدّد حيدر على أنّ الاتحاد سيظلّ حاضراً لمواجهة أيّ طارئ في بلد غير مستقرّ، لافتاً إلى أنّ غياب الدعم الرسمي لم يمنع استمرار اللعبة، "وذلك بفضل الدعم الملموس من الاتحادين الدولي والآسيوي الذي لولاهما لما استمرّت اللعبة في لبنان".

وتابع: "لبنان بلد صغير، لكنه يحظى باحترام كبير في القارة والعالم، وعلاقاتنا مميزة برئيس الـ"فيفا" جاني إنفانتينو، ورئيس الاتحاد الآسيوي الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، فضلاً عن تعاون وثيق مع الاتحادات العربية، ولا سيما في دول الخليج العربي".

خطة لتجديد المنتخب
داخلياً، أكد حيدر أنّ الاتحاد يتعامل مع الانتقادات البناءة بجدية، فيما يتجاهل الحملات التي تهدف لتصفية الحسابات. وأشار إلى أنّ المنتخب الوطني لا يزال يحظى بأولوية كبرى على الرغم التحديات المالية، موضحاً بأنّ التراجع بمستواه بدأ مع جائحة كورونا وتفاقم مع الأزمات المتلاحقة.

وأضاف: "منذ نحو عام ونصف وضعنا استراتيجية لتجديد المنتخب، تقوم على خفض معدل الأعمار واستقطاب لاعبين محترفين من الخارج. نحتاج إلى الوقت، لكننا على الطريق الصحيحة؛ وخلال عامين سيكون لدينا منتخب يُفتخر به، وهذا ينسحب أيضاً على منتخبات الفئات العمرية والكرة النسائية، وكذلك الأمر مع منتخب الصالات ومنتخب الكرة الشاطئية".

اجتماع للاتحاد اللبناني لكرة القدم. (وكالات)

البنى التحتية والتحكيم
حول المنشآت، شدّد حيدر على أنّ مسؤولية تأهيلها تقع على الدولة والبلديات والأندية، مشيراً إلى أنّ الاتحاد قام بإعادة تأهيل عدد كبير من الملاعب بدعم من الـ "فيفا" والاتحاد الآسيوي. وأردف: "نخطط لتأهيل ملاعب في مناطق مختلفة، أبرزها ملعب جمال عبد الناصر في الخيارة البقاعية، وملعب مدينة أنصار الرياضية في الجنوب"، في وقت دعا الأندية إلى التفكير في اعتماد ملاعب عشبية طبيعية، ضمن خطة تطوير متوسطة المدى.

وأكد حيدر أنّ الاتحاد ينظم أكثر من 1200 مباراة سنوياً ضمن مختلف الفئات، وهو رقم ضخم نسبة إلى عدد الموظفين (30 فقط) والبنية التحتية المحدودة، واصفاً ذلك بـ"الإنجاز في ظل الظروف الحالية".

اعتماد الـVAR
وفي ما يتعلق بالتحكيم، أشار إلى أنّ تقنية "VAR light" ساهمت في تقليص الأخطاء التحكيمية، وأنّ الموسم المقبل سيشهد تطبيق تقنية الفيديو الكاملة. وقال: "استقدمنا محاضراً دولياً من الـ "فيفا"، ونكثف الدورات التدريبية، ونفتح المجال للحكام الجدد، بما يعزز الشفافية والمهنية".

ولفت إلى أنّ الاتحاد بصدد اعتماد النظام الإداري المعتمد في الاتحاد السعودي MYSAFF اعتباراً من موسم 2025-2026.

لا تساهل مع التلاعب
وفي ملف المراهنات والتلاعب، كان حيدر حاسماً: "الاتحاد لن يتهاون مع أيّ محاولة لتشويه اللعبة. نحن نتابع كلّ شبهة قضائياً، والعقوبات ستكون رادعة. أعتقد أنّ هذه الآفة باتت محاصرة بالكامل".

وختم حيدر مؤكّداً أنّ النجاحات الإدارية لم تكن لتتحقق لولا جهود فريق عمل الاتحاد وعلى رأسه الأمين العام، مشيراً إلى أنّ هذه الجهود أثمرت في نيل الاتحاد جائزة أفضل اتحاد وطني آسيوي (فئة ماسية) عام 2023.