نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نتنياهو أمام خطر الخروج من الحكم... ثلاثة سيناريوات مطروحة - بوابة الكويت, اليوم الخميس 5 يونيو 2025 07:40 مساءً
بوابة الكويت - تقف حكومة بنيامين نتنياهو أمام تحديات مفصلية، وقد تكون "قاضية"، إذ وبعدما تمكّن رئيس الوزراء الإسرائيلي من تدوير زوايا الخلافات والصراعات الداخلية والخارجية لضمان استمرار عمل حكومته بعد خطة الإصلاح القضائي وحرب غزّة، وبالتالي ضمان مستقبله السياسي بالمدى المنظور، استنفد نتنياهو أسلحته إثر تراكم العراقيل، وبات الحفاظ على حكومته وائتلافها صعباً.
تحدٍّ مفصلي يؤرق نتنياهو ويدفعه لتكثيف اتصالاته السياسية، وهو قانون التجنيد، ورفض الحريديم له وتهديدهم بحل الكنيست وإجراء انتخابات نيابية مبكرة لا يمكن لنتنياهو وفق المعطيات السياسية الفوز فيها، ومن هذا المنطلق، يخوض نتنياهو وفريقه مفاوضات شاقة إما لإقناع الحريديم بالقانون، أو المماطلة لتأجيل الانتخابات.
يشرح الكاتب المتخصّص في الشأن الإسرائيلي فراس ياغي "المعضلة" التي يواجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي، ويقول إن الحكومة الإسرائيلية أمام امتحان التجنيد الإلزامي المطلوب لتعويض خسائر الجيش، والذي يطالب به فئات المجتمع اليميني الإسرائيلي لتحقيق مبدأ المساواة بين الإسرائيليين لجهة المشاركة في القتال، لأن الحريديم هم الوحيدون غير المشاركين.
لكن الحريديم المتشددين في موقفهم لجهة إعفائهم من المشاركة يرفضون القانون بشكله الحالي، ويتفاوضون مع نتنياهو عبر رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، بولي إدلشتاين حول الإعفاءات والعقوبات التي ينص عليها قانون التجنيد على المتخلفين عن المشاركة في المعارك، وفق ما يكشف ياغي لـ"النهار"، ووجهات النظر ما زالت متباعدة.
لا يمكن لنتنياهو التهرّب من قانون التجنيد، كون "غالبية" الجمهور اليميني يريد إقرار هذا القانون "لتوزيع أعباء" الحرب على جميع فئات المجتمع الإسرائيلي، حسب ياغي، وعدم إقراره سيعني خسارة هذا الجمهور في الانتخابات المقبلة، وفي الآن عينه، لا يمكن الضغط على الحريديم حتى لا يتلاقوا مع المعارضة على قانون حل الكنيست.
تأبين أحد قتلى الجيش الإسرائيلي.
الحلول أمام نتنياهو قليلة، وفي هذا السياق، يطرح ياغي ثلاثة سيناريوات، الأول هو المماطلة حتى منتصف تموز /يوليو المقبل، موعد بدء سريان العطلة في إسرائيل، ومفاوضة الحريديم وبالتالي ترحيل احتمال حل الكنيست إلى ما بعد العطلة، وعندها يؤجّل موعد الانتخابات المبكرة المفترضة في تشرين الأول /أكتوبر في حال حل الكنيست إلى كانون الثاني يناير العام المقبل.
السيناريو الثاني هو توجّه نتنياهو لعقد صفقة شاملة مع المعارضة، وأخذ ضمانات سياسية منها، وتقوم هذه الصفقة على تشريع قانون التجنيد دون إعفاءات متعلقة بالحريديم، وإنهاء حرب غزّة وفق الرؤية الأميركية، فيستفيد نتنياهو سياسياً وتستفيد المعارضة بتصوير نفسها المتنازل من أجل استعادة الأسرى ووقف الحرب والانهيار.
أما السيناريو الثالث، فهو توجه نتنياهو إلى ضربة ضد إيران تضع البلاد في حالة طوارئ، وخلال هذه الحالة لا يمكن حل الكنيست، فيرحّل الموضوع إلى ما بعد العطلة الصيفية ويكسب نتنياهو وقتاً، لكن هذا السيناريو قد يستتبع أزمات لإسرائيل مع الولايات المتحدة ورئيسها ترامب، ورد فعل من إيران، وبالتالي يستبعد ياغي هذا الخيار.
لا يريد نتنياهو الانتخابات المبكرة في تشرين الاول (/أكتوبر، لأن نتيجتها ستكون خروجه من الحكم بشكل مطلق وتحمله مسؤوليات السابع من تشرين الأول/أكتوبر وما بعده، ويحاول شراء الوقت لمحاولة تحقيق خرق سياسي، وإقرار قانون يسمح لأحزاب يمينية إضافية بالدخول إلى الحكومة، لكن الحريديم أيضاً يرفضون هذا القانون وفق ياغي.
إذاً، شد الحبال في إسرائيل مستمر وبوتيرة متسارعة بين نتنياهو والحريديم، والطرفان يبتزان بعضهما لتحصيل أكبر قدر من المكتسبات قبل موعد التسوية غير المؤكدة، كون الطلاق قد يحصل وينفجر معه الكنيست والائتلاف الحكومي، فيواجه نتنياهو عندها التحدي الأصعب، الخروج من الحكم ومواجهة المحاسبة.
0 تعليق