بوابة الكويت - المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "لحظة إعدام إيران جواسيس للموساد علناً، عقاباً لهم". 

الا أنّ هذا الادعاء غير صحيح.

الحقيقة: هذه المشاهد تمثيلية، نشرها مؤدي المشاهد الخطيرة علي رضا دنياديده Alireza Donyadideh في حسابه في يوتيوب، في 16 نيسان 2024. وهي تعود الى الفيلم الايراني "بی‌بدن" الصادر عام 2024. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم 

تظهر المشاهد رجلي شرطة وقفا الى جانب رجل مكبّل اليدين أوقِف على كرسي على منصة، بينما أغمضت عيناه بعصابة، ووضع حبل حول عنقه ربط برافعة. وبعدما نزلا من المنصة، سحب أحدهما الكرسي من تحت رجلي الرجل، فتدلى جسمه ثم انتفض قليلا قبل ان تخمد حركته. وقد انتشر الفيديو أخيرا في حسابات كتبت معه، بالعربية ولغات أخرى (من دون تدخل): "معاقبة جواسيس الموساد في ايران بشكل علني". 

لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (اكس)

إعدام ثلاثة رجال في إيران شنقا بتهمة التجسس لحساب إسرائيل

جاء تداول الفيديو في وقت أعلنت إيران، الأربعاء 25 حزيران 2025، أنها أعدمت شنقاً ثلاثة رجال بتهمة تجسّسهم لحساب إسرائيل، وذلك غداة دخول هدنة هشّة بين الجمهورية الإسلامية والدولة العبرية حيّز التنفيذ، وفقا لما ذكرت وكالة "فرانس برس". 

وقالت السلطة القضائية في الجمهورية الإسلامية في بيان: "أُلقي القبض على إدريس علي، وآزاد شجاعي، ورسول أحمد رسول، الذين حاولوا استيراد معدات لتنفيذ عمليات اغتيال في البلاد، وقد حوكموا بتهمة (...) التعامل مع الكيان الصهيوني ونُفّذ الحكم بهم صباح اليوم (...) وشُنقوا".

ونفّذت أحكام الإعدام هذه في مدينة أورميا الواقعة في شمال غرب البلاد قرب تركيا، وفقا للسلطة القضائية التي نشرت صورا للرجال الثلاثة وهم يرتدون زي السجناء الأزرق.

وكانت السلطات الإيرانية أعدمت الإثنين 23 منه رجلا آخر بتهمة تعاونه مع الموساد، جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي.

وتعهّدت الحكومة الإيرانية الأحد 22 منه تسريع المحاكمات في قضايا التجسس، وذلك في أعقاب الهجوم الذي شنّته إسرائيل في 13 حزيران، وبدا واضحا أنّه استند إلى بيانات استخباراتية دقيقة للغاية.

وأفادت وسائل إعلام إيرانية بأن نوّاب البرلمان الإيراني صوّتوا، في 23 حزيران، على مشروع قانون يقضي بـ"تشديد عقوبة التجسس والتعاون مع إسرائيل و(الدول المعادية لأمن ومصالح البلاد)"، يتكون من تسع مواد، وأُعلِنت تفاصيله الأحد 29 منه. 

حقيقة الفيديو 

الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بكل هذه التطورات، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي حقيقته. 

فالبحث عنه، بتجزئته الى صور ثابتة (Invid)، يقودنا عبر محرك Yandex الى خيوط توصلنا اليه أولاً  علي رضا دنياديده Alireza Donyadideh في يوتيوب، في 16 نيسان 2024، بعنوان: Hanging the actor backstage، اي كواليس شنق الممثل، بما يُفهَم اننا أمام مشاهد تمثيلية. 

وأضاف دنياديده وسوما عدة تؤكد ذلك، مثل ممثل، شنق، مجازفة، سينما، أكشن، وايران. وكتب ايضا: من كواليس الفيلم، مصمم المشاهد الخطرة: علي رضا دنياديده. 

لقطة من الفيديو المنشور في حساب Alireza Donyadideh في يوتيوب في 16 نيسان 2024

في الواقع، أمكن ملاحظة تفصيل مهم في الفيديو يبيّن ان مشاهده ليست اعداما حقيقيا. ففي التوقيت 0.25، بدا ان حبلين يحملان الرجل من الخلف، قبل ان يظهر خطاف في طرف الحبل.  

وفي الفيديو الاصلي، يمكن الاستماع الى صوت رجل في الخلفية، موجهاً الممثلين خلال أدائهم المشهد. ومما قال  (ترجمة من الفارسية): "صمت من فضلكم. كاميرا... ثلاثة، اثنان، واحد، حركة (الشرطيان ينزلان من المنصة)".

ثم يُسمع صوت آخر أبعد، وهو يعد "واحد، اثنان، ثلاثة"، فيسحب احد الممثلين اللذين يؤديان دور الشرطة  الكرسي من تحت رجلي الرجل على المنصة. ثم تتوالى التوجيهات: لا تتحرك كثيرا، ابق هادئا... أصبحت ساقاك ضعيفتين، احن رقبتك... هزة صغيرة.".  وتعالى تصفيق، بينما ركض أحد الاشخاص لرفع جسم الممثل، بينما أزيلت العصابة عن عينيه. 

ويعرّف علي رضا دنياديده بنفسه انه "ممثل مشاهد حركة، ومصمم مشاهد الأكشن، وعاشق الأدرينالين"، مشيرا الى انه "يصطحب زوار قناته الى كواليس عالم أكشن واقعي، مليء بالإثارة والتشويق". 

التعريف بعلي رضا دنياديده في قناته في يوتيوب

بی‌بدن

ومع ان دنياديده لم يحدّد اسم الفيلم الذي يتضمن هذه المشاهد، الا ان التعمّق في البحث يوصلنا الى حساب في انستغرام نشر المقطع في 17 كانون الثاني 2025، مع تعليق: من كواليس مشهد الاعدام في فيلم بی‌بدن. 

كلمة مفتاح توصلنا الى الفيلم منشورا في في يوتيوب، في 5 حزيران 2025. ويمكن متابعة مشهد الاعدام من زاوية مختلفة، ابتداء من التوقيت 5.09 في الفيديو أدناه. 

لقطة من فيلم بى بدن (يوتيوب)

وبی‌بدن Bi Badan (أو Bodiless) فيلم دراما إيراني من إخراج مرتضى علي زاده، وتأليف كاظم دانشي، وإنتاج سيد مصطفى أحمدي، صدر عام 2024. قصته  اقتباس فضفاض من قضايا قضائية عدة حقيقية، بما فيها القضية الجنائية في التسعينيات، قضية مقتل غزالة شكور على يد أرمان عبد العلي. 

لافتة فيلم بى بدن (imdb)

تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً أن الفيديو المتناقل يظهر "لحظة إعدام إيران جواسيس للموساد علناً، عقاباً لهم". في الحقيقة، هذه المشاهد تمثيلية، نشرها مؤدي المشاهد الخطيرة علي رضا دنياديده Alireza Donyadideh في حسابه في يوتيوب، في 16 نيسان 2024. وهي تعود الى الفيلم الايراني "بی‌بدن" الصادر عام 2024.