بوابة الكويت - يُطلِق الأمريكيون لقب «الثلاثاء الأسود» على يوم 29 أكتوبر من عام 1929، الذي انهارت فيه سوق الأسهم في الولايات المتحدة «بورصة وول ستريت»، لتدخل بعده بلادهم والعالم فترة الكساد الكبير، التي غطت عقد الثلاثينيات الميلادية وبداية الأربعينيات وتعد أكبر أزمات الاقتصاد العالمي في القرن العشرين.
وبأمرٍ من فرانكلين روزفلت، الرئيس الـ 32 للولايات المتحدة، أنشأت الدولة وكالة «تقدم الأعمال»، لتنفيذ مشاريع الأشغال العامة وتوفير فرص عمل لملايين العاطلين، خاصةً الرجال الذين لم يتلقوا تعليمًا.
نفّذت الوكالة، التي ألغيت لاحقًا بعدما استوفت مهمتها، مشاريع البنية التحتية العامة، من طرق وحدائق ومدارس ومطارات ومسكن وغير ذلك من مشاريع التشييد، وكان من بينها، في 1936، ملعب «كامبنج ورلد»، في مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا، الذي يحتضن فجر الثلاثاء المواجهة المرتقبة بين فريق الهلال الأول لكرة القدم ومانشستر سيتي الإنجليزي، ضمن ثُمن نهائي كأس العالم للأندية.
افتُتِح الملعب في نفس عام بدء أعمال إنشائه، ويستخدم منذ ذلك النصف الثاني من عقد الأربعينيات في استضافة مباريات رياضتي كرة القدم الأمريكية وكرة القدم، اللعبة الشعبية الأولى حول العالم.
خضع «كامبنج ورلد»، الذي بدأ بسعة 8900 متفرج ويستوعب حاليًا أكثر من 60 ألفًا، لخمس توسِعات، آخرها في 2002، وثلاث عمليات تجديد، آخرها في 2021.
وخلال عقد السبعينيات، عانى الملعب، الواقع وسط أورلاندو والمملوك لجهاز المدينة، من مشكلات إنشائية، عُرِفَت إعلاميًا بـ «فضيحة الطابق العلوي، بعد توسعةٍ نُفِّذَت بين عامي 1974 و1976، رفعت طاقته الاستيعابية من نحو 16 ألف متفرج إلى أكثر من 50 ألفًا.
وخلال أول مباراة بعد التوسعة، تأرجح الطابق العلوي بشكل ملحوظ كلما وقف المشجعون، واهتز الطابق وكذلك الأسوار. وبعد نحو شهر، تكررت المشكلة، وبوضوح، وتعهد بعض المتفرجين بمقاطعة الحضور إلى الملعب. إزاء ذلك، كشفت تقييمات هندسية وتحقيقات قانونية عن مشكلات ناتجة عن أخطاء وتسرُّع في التصميم، رغم التأكيد على سلامة الطابق العلوي هيكليًا ومطابقته معايير البناء. ورصدت التحقيقات مشكلات أخرى، مثل صعوبة الوصول إلى دورات المياه في الطابق العلوي وضعف زاوية الرؤية في الطابق. وبسبب هذه الأخطاء، تضررت سمعة الملعب للغاية، وأزيل الطابق العلوي الشرقي سيئ السمعة بعد نحو أربعة أعوام فقط من التوسعة، فيما حصل جهاز المدينة على تعويض من مهندسي المشروع والمعماريين والمصممين.
وأُجرِيَت تحسينات جديدة وتوسعة أخرى للمنشأة عام 1989، ما أسفر عن ارتفاع سعته إلى 65 ألفًا و438 متفرجًا.
واستضاف «كامبنج ورلد» خمسًا من مباريات كأس العالم لكرة القدم 1994. وكان موقع تصويرٍ للفيلم السينمائي «ذا ووتر بوي»، الذي عُرِض عام 1998، ومسلسل «كوتش»، في منتصف العقد ذاته.
وهبطت عملية التجديد التي خضع لها الملعب عام 2014 بطاقته الاستيعابية إلى 60 ألفًا و219 متفرجًا، ومن المقرّر صرف 400 مليون دولار، من عائدات ضريبة التنمية السياحية، لتجديد الملعب في الفترة المقبلة.