ترامب... الصّين أولاً لا إيران ولا إسرائيل - بوابة الكويت

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ترامب... الصّين أولاً لا إيران ولا إسرائيل - بوابة الكويت, اليوم الاثنين 30 يونيو 2025 09:38 صباحاً

بوابة الكويت - بسعيه لإنهاء الحرب بين إسرائيل وإيران، أظهر الرئيس دونالد ترامب أنه لا يزال باقياً على أن الصين هي العدو الأول لمصالح بلاده في العالم، إذ يجب عدم التعامل مع حدث هذه الحرب على أنه مجرد معركة بين قوتين متنافستين إقليمياً، فدخول الولايات المتحدة على الخط بقصف المنشآت النووية في إيران، لا يمكن اقتصاره على رؤية أن واشنطن تدخّلت لمساعدة حليفتها إسرائيل، بل من أجل منع تدمير استراتيجيتها "نحو آسيا" التي تنطلق من منطقة الشرق الأوسط نقطة تلاقي القوى الكبرى. 

 

نحو استراتيجية أميركية جديدة 
منذ ولايته الأولى والرئيس ترامب يعيد تقييم الاستراتيجية الأميركية، إذ وجد أن حاملات الطائرات الأميركية تُبحر في الخليج لحماية الطاقة التي تذهب بأسعار زهيدة إلى الصين، المنافسة لبلاده، وأن العقوبات على إيران عجزت عن إعادتها إلى المعسكر الغربي، بل كانت فرصة لانكفائها على القوى الشرقية، كما عززت من هيمنة المؤسسات العسكرية داخلها، بخاصة الحرس الثوري الذي له دور واضح في دعم جماعات خارج حدود إيران بما هدد أمن المنطقة واستقرارها، ولم ينعكس خطر ذلك على الصين بل على أمن المصالح الغربية أولاً، لا سيما بعدما بدأت القوى الإقليمية تنويع علاقاتها مع روسيا والصين، بحيث استطاعت بكين أن تلعب دور وساطة مصالحة بين إيران والسعودية. 
ولذلك، عندما غادر ترامب الاتفاق النووي مع إيران عام 2018، كان هدفه إصلاح الاستراتيجية الأميركية بالانقلاب على سياسة سلفه باراك أوباما الذي عدل عن سياسة جورج بوش الابن بانتهاجه سياسة الحرب بالوكالة بدلاً من التدخل المباشر، لكن مع ذلك لا تزال الولايات المتحدة تستنزف خزانتها، بينما الصين لا تتورط في أي حرب أو صراع وتركز على أهدافها الاقتصادية.

ومن ثم، عاد ترامب خلال ولايته الثانية ليكمل ما بدأه، فلم يسمح لإسرائيل بأن تدمر استراتيجيته بالدخول في حرب ممتدة مع إيران، تؤدي إلى استهلاك الموارد الأميركية، واتخذ من الحرب على أفغانستان درساً عملياً، فالولايات المتحدة كانت أكبر الخاسرين من تلك الحرب، بينما الصين تنعم الآن بمناجم أفغانستان وأسواقها. وكذلك خلال الحرب الأخيرة كانت الصين أكبر المشترين للنفط الإيراني الرخيص الثمن بينما كان ترامب قلقاً من ارتفاع أسعاره عالمياً بما يؤثر على الاقتصاد الأميركي.

في المحصلة، لا يعارض ترامب فكرة إسقاط النظام في طهران، وهي فكرة ليست مستبعدة، لكنها ليست أولاً أو يُمكن فعلها بطريقة أخرى ليست على حساب المصالح الأميركية بما يخدم الصين على غرار ما حدث في أفغانستان، لذلك بعدما أوقف ترامب دويّ الصواريخ الإيرانية، ركز على إعادة الإيرانيين إلى طاولة المفاوضات وإن أمكن أن يكون اللقاء معهم مباشراً، لأن الهجوم الذي وقع على إيران سيدفعها أكثر نحو حلفائها، ويجب التوصل إلى اتفاق معها سريعاً وإلا فستواجه مزيداً من الضغط قد يصل إلى إعادة فرض العقوبات الدولية أو ربما تواجه زعزعة استقرار نظامها.
 طهران لديها اتفاقيات استراتيجية مع كل من روسيا والصين ينتظر تنفيذها نتائج المحادثات مع القوى الغربية. وكذلك بعد تجربة هذه الحرب فإن إيران، لا شك، ستعمل على سد ثغراتها الدفاعية مثلما ركزت على ذلك بعد سنوات الحرب الثماني مع العراق حينما لم تكن تملك صواريخ متطورة، وهناك أخبار الآن أن الصين قد تمنحها من مقاتلاتها ومنظوماتها الدفاعية القديمة.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق