ترامب وخامنئي.. وضرورات السياسة المعقدة! - بوابة الكويت

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ترامب وخامنئي.. وضرورات السياسة المعقدة! - بوابة الكويت, اليوم الاثنين 30 يونيو 2025 09:28 صباحاً

بوابة الكويت - لم تكن تدوينة عابرة تلك التي كتبها الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الجمعة الفائت، 27 تموز/يوليو، عبر منصته الخاصة "تروث سوشال"، والتي قال فيها: "كنت أعلم تماماً مكان وجود خامنئي، ولم أسمح لإسرائيل، أو للقوات المسلحة الأميركية – الأقوى والأعظم في العالم – بإنهاء حياته"، مضيفاً: "لقد أنقذته من موت بشع ومُهين، ولا يتوجب عليه أن يشكرني ويقول: شكراً، الرئيس ترامب".


هذا الموقف السياسي العلني – الصريح، أتى بعد الخطاب الأخير لمرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، والذي اعتبره ترامب "بياناً مليئاً بالغضب والكراهية"، على حد وصفه، معلناً أنه "تم التخلي فوراً عن كل جهود رفع العقوبات"، مشدداً  أنه على "إيران أن تعود إلى مسار النظام العالمي، وإلا فإن الأمور ستزداد سوءاً بالنسبة إليها".


هذا الخطاب من المرشد الإيراني يبدو أنه أغضب ترامب الذي يتعرض لجملة مما يعتبرها أنصاره حملات ممنهجة في الداخل الأميركي، تشكك في جدوى الضربات العسكرية الأميركية التي طالت المنشآت النووية الإيرانية، وهو ما دفع ترامب إلى الهجوم على وسائل إعلام مثل "نيويورك تايمز" و"CNN" ووصف ما تبثه من أخبار بأنها مزيفة.


 الرئيس ترامب شخصية لا تحب أن تلطخ صورتها، أو يظهر في مظهر الضعيف، ولذا فإن تزامن خطاب المرشد خامنئي مع التقارير الإعلامية الأميركية وأحاديث عدد من النواب الديموقراطيين، دفعت إلى أن يكون رد ترامب "مباشراً" تجاه علي خامنئي، على رغم معرفة الطرفين بأن لا خيار أمامهما إلا الديبلوماسية والجلوس إلى طاولة المفاوضات، والوصول إلى اتفاقية ترسي الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وهذا الأمر يتطلب وجود شخصية سياسية لها كلمتها في إيران، وتفرض التسوية على مختلف الأطراف الداخلية، وتحديداً المتشددين، وليس هنالك في الأفق حالياً أكثر من المرشد خامنئي الذي بمقدوره أن يعطي الضوء الأخضر للمضي قدماً باتفاق كهذا، لأن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لا يمتلك الصلاحيات الدستورية الكافية ولا الهالة الدينية والمشروعية التاريخية التي تجعله يفرض ذلك على رفاق "الثورة" في حال تم التوصل إلى اتفاق ما مستقبلاً.
إن ما تعرضت له إيران من ضربات عسكرية إسرائيلية وأميركية، والخسائر الفادحة في قياداتها وبرنامجها الصاروخي ومفاعلاتها النووية، أحدث جرحاً وطنياً غائراً، وأضر بهيبة الجمهورية الإسلامية أمام الرأي العام الخارجي، والأهم صورتها أمام شعبها، بحيث باتت تبدو أقل قدرة على مواجهة ما يجري، ودفاعاتها الجوية غير فعالة، على رغم ما أحدثته إيران من أضرار بليغة في عدد من المدن الإسرائيلية.


هذا الاهتزاز الذي أصاب الكبرياء الوطني الإيراني، لا يمكن الخروج منه إلا بقرار جريء، ولا توجد شخصية تمتلك القدرة على اتخاذ هذا القرار إلا المرشد علي خامنئي، ولذا فإن بقاءه على قيد الحياة يمثل أمراً مهماً لأنه من دون ذلك، لن يجرؤ أي زعيم إيراني مهما كانت شعبيته على أن يوقع أي اتفاق مقبل بين واشنطن وطهران، وربما ينظر له لدى الشعب بوصفه استسلاماً.


هنالك جانب آخر، يتعلق بالأمن في الشرق الأوسط، فاغتيال علي خامنئي لو حصل أثناء الحرب، كان من المحتمل أن يقود إلى موجة من الفوضى والعنف، خصوصاً إذا نفذت الفصائل المسلحة التابعة لـ"محور المقاومة" تهديداتها. فهذه الفصائل على رغم ما تعرضت له من خسائر كبيرة، قادرة على إحداث الفوضى، واستهداف مصافي النفط والأهداف الحيوية والمدنية.


وقف الأعمال الحربية بين إسرائيل وإيران الذي أعلنه الرئيس دونالد ترامب هو خطوة من المهم دعمها والبناء عليها، والدفع بالديبلوماسية لتكون هي الأساس في المرحلة المقبلة. 

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق