بوابة الكويت - لطالما كان شعار "ليس المهم ماذا، بل كيف" جزءاً أساسياً من ثقافة نادي برشلونة، حيث يُعلي قيمة الأسلوب المنهجي في اللعب على حساب النتائج فقط، وهذه الفلسفة التي اعتُبرت من رموز النادي الكاتالوني، واجهت في السابق انتقادات من أوساط ريال مدريد التي كانت ترى فيها مجرد ذريعة في حال سوء الأداء، مُعلنةً أن "الفوز هو كل ما يهمنا".

ومع نهاية موسم 2024-2025، الذي شهد هيمنة برشلونة على الألقاب المحلية الإسبانية الثلاثة (الدوري والكأس والسوبر الاسباني)، دخل ريال مدريد مرحلة التغيير، بتعيين تشابي ألونسو مدرباً جديداً خلفاً لكارلو أنشيلوتي، سعياً لاستعادة لقب البطولة، وكان لافتاً تبني تشابي، الذي جاء من ألمانيا بعد تجربته الناجحة مع باير ليفركوزن، مواقف وأسلوب يتشابه إلى حد كبير مع منهج هانسي فليك، مدرب برشلونة الحالي.

في أولى مبارياته، أشار ألونسو إلى "الحرارة" وتأثيرها على أداء فريقه، وناقش أهمية "الاستحواذ على الكرة"، وضرورة "الضغط المضبوط" و"اللعب بسرعة متوازنة"، وهي تعبيرات تقليدية تذكّر بأسلوب برشلونة في تحليل المباريات، كما نجح ريال مدريد تحت قيادته في تحقيق انتصارات معقدة حتى في ظل النقص العددي، مع تأكيد على الاستحواذ والضغط العالي.

وعلى أرض الواقع، يعكس ريال مدريد في صيف 2025 روحاً تشبه فلسفة برشلونة من خلال التركيز على السيطرة، والتمركز المتقدم، والالتزام التكتيكي للاعبين، مع دعم متزايد لأكاديمية الشباب التي أنتجت مواهب واعدة مثل غونزالو غارسيا وراؤول أسينسيو، إلى جانب ضم لاعبين شباب على غرار ديان هويسين وفرانكو ماستانتونو، في محاولة لبناء فريق قوي ومستدام.

وتشير هذه الملامح إلى أن تشابي ألونسو يستلهم بشكل واضح من تجربة هانسي فليك مع برشلونة، خاصة في ما يتعلق بأسلوب اللعب، والاهتمام بالتفاصيل الفنية، وتنمية الشباب، ما يعكس ديناميكية جديدة في كرة القدم الإسبانية، وربما بداية مرحلة من التنافس التكتيكي بين الناديين العريقين على المستويات الفنية والإدارية.