فولوديمير زيلينيسكي.. حساب الفوائد والخسائر..! - بوابة الكويت

ميديا 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
فولوديمير زيلينيسكي.. حساب الفوائد والخسائر..! - بوابة الكويت, اليوم الأحد 29 يونيو 2025 01:10 صباحاً

بوابة الكويت - السياسي (Politician) هو الشخص الذي انخرط، رسمياً أو عرفياً، في خدمة الشأن العام لبلاده، عبر انتمائه لحزب معين، أو توجه سياسي معين... أو عمله (معيناً أو منتخباً) نائباً في برلمان بلاده، أو عضواً في السلطة التنفيذية (وزيراً، أو نحوه) أو قاضياً بالسلطة القضائية العليا. والسياسي الذي على رأس العمل يشارك في الإدارة العامة لبلاده، إيجاباً وسلباً. وهو شرف كبير، إن استحق الشخص هذا المركز، وإن أخلص في القيام بأعبائه. وتزداد خطورة، وأهمية المنصب كلما اقترب من مركز صانع قرار.

وغنيٌّ عن القول إن أهم مهام أي سياسي، وخاصة سياسيي الدرجة الأولى، إن صح التعبير، هي: الحفاظ على بقاء الدولة، واستقلالها، وسلامها وسلامة أراضيها، وحفظ الأمن والنظام، ودعم الازدهار فيها.

وبالنسبة لساسة الدرجة الأولى، فإن من أهم مهامهم هي تجنب الصراعات والحروب، وعدم خوض أي حرب، إلا إن كانت دفاعية. وعند تقييم الساسة، ينظر أولاً الى مدى إتقانهم للدبلوماسية، وقدرتهم على تجنب الصراعات والحروب، ما أمكن.

****

والساسة المخلصون، والمهرة، يتخذون (لصالح بلدانهم) سياسات وقرارات إيجابية، في الغالب. بينما الساسة غير المهرة، يتخذون سياسات وقرارات سلبية، في الغالب. ومعروف، أن «السياسة» (قرارات وسياسات) تنقسم إلى إيجابية، وسلبية. السياسة، بذلك، تبني وتهدم. وهي شيء لا بد من وجوده، في كل الأحوال، وفي أي مجتمع، وإلا حصلت فيه الفوضى، واعتداء القوى على الضعيف.

السياسة تتجسد، أكثر ما تتجسد، في «الحكومة». ولمعرفة أهمية السياسة، لنتخيل مجتمعاً دون حكومة! ومعروف، أن الديمقراطية وضعت للتطبيق «داخل» المجتمعات. أما «خارج» المجتمعات، فيسود، في الغالب، «قانون الغاب». ففي العلاقات الدولية، يهيمن القوى على الضعيف، غالباً.

دولة افلاطون (أو يوتوبيا افلاطون) لا يمكن تحققها في الواقع. وإن تحققت لحملت في ذاتها بذور فنائها السريع؛ بسبب ميل «الحكام» (العلماء) للاستبداد، كما لاحظ أرسطو، أبرز تلاميذ أفلاطون.

****

ولد فولوديمير زيلينيسكي عام 1978م من والدين يهوديين. متزوج وله ابنان. وهو ممثل، وفنان كوميدي، وسياسي أوكراني. درس القانون، وحصل على شهادة فيه، لكنه اتجه للتمثيل، ومن ثم إلى السياسة. نشأ متحدثاً باللغة الروسية، إضافة الى الأوكرانية. ترشح زيلينيسكي لرئاسة الدولة، عن «حزب خادم الشعب»، وانتصر على منافسه بيترو بورشينكو، وتولى رئاسة أوكرانيا في مايو 2019م، واعداً شعبه بمحاربة الفساد، وإنهاء صراع شرق أوكرانيا مع روسيا. ومنذ غزو روسيا لأوكرانيا يوم 23 فبراير 2023م، أصبح من أشهر ساسة العالم، وأكثرهم حضوراً في وسائل الاعلام.

****

وإذا حاولنا أن «نقيّم» هذا السياسي الشهير، بمعيار واحد فقط هو: مدى تجنيبه بلاده الصراعات والحروب، نجد أنه لم ينجح، من الوهلة الأولى. فهذا الرئيس الذي وعد شعبه بإنهاء الصراع، مع روسيا، في شرق أوكرانيا، تسبب في غزو روسيا لبلاده، وفى فقدان خمس مناطق شرقية أوكرانية، إضافة إلى استمرار فقدان شبه جزيرة القرم. وليس ذلك، وحسب، بل إنه أقحم بلاده في حرب ليس مؤهلاً لخوضها. أو، كما قال له الرئيس ترمب: «لن تنتصر في هذه الحرب. أولى بك أن تقبل بوقف إطلاق النار». فأدى تعنته لتدمير جزء كبير من بلاده.

منذ توليه السلطة، عمل على استفزاز جارته الكبرى روسيا، عبر إصراره على ضم بلاده إلى حلف الناتو، والاتحاد الأوروبي، وعبر فتح بلاده للغرب، لإقامة مصانع أسلحة في أوكرانيا، والتمهيد لإقامة قواعد عسكرية غربية بأوكرانيا، على حدود روسيا. ومعروف، أن أوكرانيا هي أقرب المناطق لروسيا، جغرافياً وتاريخياً واجتماعياً. وجزء كبير من سكانها من الروس. لذلك، فإن وجود قواعد عسكرية للناتو وأمريكا، على حدود روسيا، وقرب عقر دارها، يعتبر تهديداً خطيراً للأمن القومي الروسي. لهذا، قررت روسيا منع حدوث كل ذلك، والمبادرة بغزو أوكرانيا.

وزاد تدخل الغرب، مؤيداً بقوة، أوكرانيا، ومزوداً إياها بالأسلحة، من مأساة بلده. فأخذت أوكرانيا «تحارب»، وروسيا ترد الصاع صاعين. وزيلينيسكي يواصل حث الغرب على مواصلة تزويده بالأسلحة، لتتواصل الحرب، غالباً على أرض أوكرانيا، ويتواصل تدميرها. كما أخذ إلحاحه على الانضمام إلى حلف الناتو يتزايد، وحقد الروس يتصاعد. ذهب زيلينيسكي في زيارة رسمية لأمريكا، والتقى الرئيس دونالد ترمب، في اللقاء الشهير، الذي شهد العالم جزءاً منه على الهواء.

كان زيلينيسكي يطالب أمريكا باستمرار تزويده بالأسلحة، فقابله ترمب بالرفض، والاستغراب من إصراره على استمرار الحرب، وعدم قبول وقف إطلاق النار، وأعطاه، ونائبه، درساً في ضرورة حساب الفوائد والخسائر، التي تتواجد في كل حالة. وذكره ترمب بأن انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، سيعني إقحام الحلف في حرب (عالمية نووية) ثالثة... يكون زيلينيسكي هو السبب المباشر في اندلاعها. ببساطة، لأن الحلف يلتزم بالدفاع عن أي دولة عضو، إذا تعرضت لهجوم. وخرج زيلينيسكي من «البيت الأبيض» خالي الوفاض.

****

كان الأجدر بزيلينيسكي ألا يعمل لانضمام بلاده للناتو، وأن يفاوض الروس لسلام دائم، خاصةً أن معظم سكان المناطق التي اقتطعها الروس من شرق أوكرانيا، هم من الروس. ليجنب بلاده الدمار، وفقدان آلاف من الأوكرانيين، مدنيين وعسكريين، وفقدان حوالى نصف ثروة بلاده من المعادن..! كان الأولى به إعلان تمسك بلاده، بسبب وضعها الاستراتيجي، بالحياد.

وتحت ضغوط أمريكية ودولية، استجاب زيلينيسكى لدعاة السلام، وقبل وقف إطلاق النار، ودخل مع الروس في مفاوضات شاقة، لم تحترم وقف إطلاق النار. ومن الصعب التنبؤ بمآلها.

أخبار ذات صلة

 

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : فولوديمير زيلينيسكي.. حساب الفوائد والخسائر..! - بوابة الكويت, اليوم الأحد 29 يونيو 2025 01:10 صباحاً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق