بوابة الكويت - وسط دوامة الأحداث العالمية المتسارعة، وفي لحظة هدأت فيها طبول الحرب بين إيران وإسرائيل، تلقّت أسواق النفط ضربة لم تكن متوقعة، لكنها تعكس هشاشة التوازن بين السياسة والاقتصاد.

رغم تقلبات الأسعار اليومية، يشهد هذا الأسبوع تسجيل خامي برنت وغرب تكساس لأكبر تراجع أسبوعي منذ مارس 2023، حيث فقدا ما يقرب من 12% من قيمتهما، وهو انخفاض نادر في ظل بيئة لطالما كانت تتغذى على التوترات الجيوسياسية.

صعود في بداية الأسبوع.. وهبوط مفاجئ

بدأت الأسعار الأسبوع بقفزة مفاجئة مدفوعة بتصعيد عسكري أميركي تجاه المواقع النووية الإيرانية، لكن سرعان ما تبدّدت موجة الصعود بعد الإعلان المفاجئ من الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن وقف لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل، ما أزال كثيرًا من علاوات المخاطر التي كانت ترفع أسعار الخام.

بحلول صباح الجمعة، سجل خام برنت 68.08 دولارًا، مرتفعًا بنحو 0.52%، فيما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط إلى 65.64 دولارًا، بنسبة 0.61%، إلا أن هذا الارتفاع الطفيف لا يعكس حقيقة التراجع الكبير خلال الأسبوع.

وفرة في المعروض رغم التوترات

وبعيدًا عن السياسة، يشير محللون في بنك "ماكواري" إلى وجود فائض فعلي في سوق النفط، يصل إلى 2.1 مليون برميل يوميًا في توازنات عام 2025. وهو ما يفسر تراجع الأسعار رغم تلميحات الخطر في المنطقة. 

ويُتوقع أن يبلغ متوسط سعر خام غرب تكساس نحو 67 دولارًا هذا العام، مع هبوط محتمل إلى 60 دولارًا في 2026، حتى بعد إضافة تأثيرات التوتر الجيوسياسي.

بيانات اقتصادية تدعم السوق جزئيًا

بعض الدعم للأسعار جاء من بيانات حكومية أميركية كشفت عن انخفاض في مخزونات الخام وزيادة في عمليات التكرير، إلى جانب توقعات بخفض أسعار الفائدة الأميركية بعد تقرير صحفي أشار إلى نية ترامب تعيين رئيس جديد للاحتياطي الفيدرالي في وقت مبكر. وهو ما دفع بعض المتعاملين للمراهنة على زيادة محتملة في الطلب.

لكن في المجمل، يبدو أن السوق دخلت مرحلة من الحذر والارتباك، حيث أصبحت الأحداث السياسية أقل تأثيرًا من التوازنات الفعلية بين العرض والطلب.