نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
جنبلاط بين الشرق الأوسط الجديد والهاجس الأمني الكبير - بوابة الكويت, اليوم السبت 28 يونيو 2025 05:03 صباحاً
بوابة الكويت - من خارج سياق الأحداث اليومية، قرر الرئيس السابق للحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط أن يكون المبادر نحو الإلتحاق بمرحلة جديدة في الشرق الأوسط، عنوانها بأن أساليب المواجهة السابقة لم تعد صالحة، معتبراً أن السلاح الأفعل للأجيال المقبلة هو الذاكرة، معلناً أنه عمل على تجميع سلاح الحزب مركزياً، وسلمه إلى الجيش اللبناني.
هذه الخطوة، لا يمكن أن تُفصل عن سياق إقليمي عام، تعزز بعد نتائج العدوان الإسرائيلي على لبنان، لكن في المقابل هناك معطيات أخرى ينبغي أن تؤخذ بعين الإعتبار، لا سيما على المستوى الدرزي الداخلي، بعد أن وجد جنبلاط نفسه، لا سيما مع سقوط النظام السوري السابق، أمام منافسة غير مسبوقة على الزعامة، محلياً وإقليمياً، مع رئيس الطائفة الدرزية في إسرائيل الشيخ موفق طريف.
في هذا السياق، تفضل مصادر سياسية متابعة، عبر "النشرة"، الإنطلاق من هذا الواقع لفهم خلفيات موقف الرئيس السابق لـ"الإشتراكي"، حيث تلفت إلى أنه كان أول الزعماء اللبنانيين المبادرين إلى زيارة دمشق، للإنفتاح على الرئيس السوري الإنتقالي أحمد الشرع، بعد أن شعر بالقلق، الذي من الممكن أن ينتج عن المرحلة الجديدة، على النفوذ داخل البيئة الدرزية في سوريا، ولذلك لم يتأخر أيضاً في المبادرة، بعد أحداث أشرفية صحنايا، عندما كانت الرهانات على الدور الذي من الممكن أن يقوم به الشيخ طريف.
هنا، تذهب المصادر نفسها أبعد من ذلك، للإشارة إلى وجود معادلات أخرى على الساحة الدرزية اللبنانية أيضاً، إذ يسعى جنبلاط إلى تحصينها عبر التنسيق والتحالف مع باقي القوى الفاعلة، الأمر الذي من المتوقع أن يترجم في الإنتخابات النيابية المقبلة، على إعتبار أن هناك مجموعات أخرى، باتت فاعلة في هذه الساحة، غير راضية عن الخيارات التي يذهب إليها، نظراً إلى أنها تعتبر أن هناك خطراً كبيراً ينبغي التعامل معه بطريقة مختلفة، وهي نشطت خلال فترة العدوان على لبنان، ثم مع تطور الأوضاع في سوريا.
ضمن هذا المستوى، من الممكن الحديث، بحسب هذه المصادر، عن أن الرئيس السابق لـ"الإشتراكي" قرر أن يذهب نحو خطوة متقدمة، تقطع الباب أمام أي محاولة توتير داخل البيئة الدرزية، لكن في المقابل لا يمكن تجاهل إرتباطها بمستويات أخرى، تحدث عنها هو بشكل واضح من خلال الإعلان عن مرحلة جديدة في المنطقة، تكمن بالتوجهات الأميركية الواضحة، التي كان قد نقلها السفير في تركيا والمبعوث إلى سوريا توم باراك، خلال زيارته إلى لبنان.
في هذا الإطار، تلفت المصادر السياسية المتابعة إلى أن الجميع بات يعلم بالورقة التي جاء بها باراك، الذي من المفترض أن يعود إلى بيروت، في الأيام المقبلة، لأخذ الأجوبة عليها، حيث الرغبة في الحصول على قرار رسمي، ينص على العمل على حصر السلاح بيد الدولة، مع ما يعنيه ذلك من إحتمال حصول توترات، في حال قررت واشنطن الذهاب إلى ضغوط أكبر، وبالتالي هو أراد، على الأرجح، الاعلان أنه خارج أي مخطط من هذا النوع.
بناء على ما تقدم، تنتقل المصادر نفسها إلى المستوى الأهم، الذي رأى فيه جنبلاط إنتهاء أساليب المواجهة المسلحة، حيث تعتبر أن الرئيس السابق لـ"الإشتراكي" أراد أن يتموضع في إطار جديد، يرى من خلاله صعوبة بقاء لبنان في دائرة الحرب، ولذلك لم يتردد في تكرار موقفه المعروف من مسألة لبنانية مزارع شعبا، على إعتبار أن هذا الأمر يخفف من حجة ضرورة بقاء سلاح "حزب الله"، لكنه في الوقت نفسه وجه إنتقادات إلى طريقة مقاربة البعض لملف السلاح.
في المحصلة، تشير هذه المصادر إلى أن خطوة جنبلاط، من الممكن أن تفتح الباب أمام الكثير من الأسئلة، حول السلاح الموجود لدى غالبية الأحزاب اللبنانية، بالإضافة إلى ذلك الموجود لدى الفصائل الفلسطينية، بالرغم من التعقيدات التي كانت قد ظهرت بعد الإعلان عن إتفاق لسحب سلاح المخيمات، لكنها تشدد على أنها لا يمكن أن تفصل عن مجموعة من الهواجس التي لديه، أكبرها على المستوى الأمني.
0 تعليق