نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"النهار" تفقد جانو الحنونة المعطاءة... "ليكن ذكرها مؤبداً" - بوابة الكويت, اليوم الجمعة 27 يونيو 2025 07:28 مساءً
بوابة الكويت - في كنيسة القديس جاورجيوس في جديدة المتن، خيّم الصمت والحزن، وامتلأت المقاعد بعيون دامعة، وقلوب ثقيلة على فراق جانيت حكيم، الزميلة والأخت التي شكّلت جزءاً لا ينسى من يوميات "النهار"، وذلك بعد صراع مع المرض الذي واجهته بإيمان المحب للحياة والمسلّم بمشيئة الله.
أقيمت صلاة الجناز لراحة نفس الزميلة الراحلة بحضور محبّيها وزملائها وأفراد عائلتها وكثيرين ممن عرفوا صاحبة القلب الطيّب.
أفراد العائلة أحاطوا بالنعش، يغمرهم الحزن، يحملون ملامح جانيت التي رحلت، لكنّ حضورها بقي مطبوعاً في وجوههم. قريبتها تمسك بصورة لها، والدموع تنساب بصمت على خدّيها، فيما كانت تهمس: "اشتقنالك يا جانو… يا حضن العيلة".
وجوه الزملاء القدامى تروي تعب السنين وحنيناً لأيام العمل معها.
رائحة البخور امتزجت بدموع المودّعين حين ارتفع صوت الكاهن بالصلاة: "ليكن ذكرها مؤبّداً".
تجلس الزميلة نايلة تويني بين أفراد العائلة: "جانو رفيقة درب".
برحيل جانيت، تخسر "النهار" وجهاً أحبه الجميع، وابتسامة كانت تضيء المكاتب في عز التعب، وروحاً دافئة رافقت الأجيال في المؤسسة لأكثر من ثلاثة عقود.
جانيت، أو "جانو" كما ناديناها، غادرتنا بصمت بعد صراع طويل مع المرض، لم يكسر فيها الأمل، ولا انتزع منها ضحكتها.
منذ التسعينات، كانت جانيت موظفة إدارية في صحيفة "النهار"، تعمل بصبر ورقي، وتخدم بروح من يعتبر العمل رسالة. لم تكن مجرد موظفة، تساعد الجميع من دون تردّد، تبادر، وتضمد التعب بالكلمة الطيبة.
وإلى جانب عملها في "النهار"، كانت جانيت موظفة في الجامعة اللبنانية، تتنقل بين المؤسستين بنفس العطاء والاحتراف.
ترثيها رئيسة مجلس إدارة مجموعة "النهار" الإعلامية، نايلة تويني بكلمات مؤثرة: "الحنونة، الحلوة، الوفية، الصلبة الجبارة على الوجع… جانو حبيبة قلبي، قصة عمر وذكريات مستحيل تمحى. ربيتيني وربيتِ ولادي، ورافقتِ بيي جبران ورافقتِ كل مسيرة النهار من التسعينات، دايماً بضحكة ومن كل قلبك. رغم المرض، ما نسيتِ تقوليلنا: راجعة عالمكتب… أنتِ ضحكة ساكنة المكان وبقلب كتار. منحبك."
في وداعها، تقول الزميلة نهى مغنية التي عايشت جانو على مدى عشرين عاماً في مكاتب الإدارة: "عشنا الحلو والمر. آخر مرة زارتنا كانت في نيسان الماضي، قادت سيارتها بنفسها رغم التعب والألم. قالت لي: "تعبت كتير"… لكنّها لم تعرف اليأس. كانت مؤمنة بالحياة. دعوتُ لها مراراً في صلواتي: يا جانيت بنت خزون الله يشفيكي... يا رب… كانت مثال المرأة القوية الصبورة، حنونة تسعف الآخرين بفرح داخلي".
وداعاً جانو... ستبقين في ذاكرة "النهار"، وفي قلوب من رافقوك، صوتاً دافئاً وضحكة لا تنسى.
الصور للزميل نبيل إسماعيل :
جنازة جانيت حكيم. (نبيل إسماعيل)
0 تعليق