موضة "الفتاة الفوضوية"... إطلالة تُبرز العيوب بعفوية مدروسة - بوابة الكويت

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
موضة "الفتاة الفوضوية"... إطلالة تُبرز العيوب بعفوية مدروسة - بوابة الكويت, اليوم الجمعة 27 يونيو 2025 02:10 مساءً

بوابة الكويت - يجتاح مظهر "الفتاة الفوضوية" المناقضة لـ"الفتاة النظيفة" وسائل التواصل الاجتماعي والشوارع في مختلف أنحاء العالم منذ أشهر، وهي موضةٌ توحي، من خلال الشعر الأشعث والكحل الملطخ والقميص المجعد مثلا، بأنها تُحرِّر من القواعد، لكنها قد لا تكون كذلك فعليا.

على عكس صورة "الفتاة النظيفة" clean girl التي طغت في السنوات الأخيرة، ببشرتها المثالية وشعرها المصفف بعناية وإطلالتها التي تتناسب مع منزلها المرتب، فإن "الفتاة الفوضوية" messy girl تُجسد جماليات عالم الروك، وتبدو أشبه بصورة الفتاة العائدة من حفلة.

ويُسجّل إقبال متزايد على التمثّل بهذه الإطلالة التي اعتمدتها المغنيتان البريطانية تشارلي إكس سي إكس والأميركية بيلي ايليش.

وحصد وسم "ميسي_غيرل" messygirl# آلاف المشاهدات على مواقع التواصل الاجتماعي، ويعود ذلك جزئيا إلى أغنية "آيم تو ميسي" I'm too Messy للمغنية البريطانية لولا يونغ.

وعلى "تيك توك"، أثار اختبار "فتاة نظيفة أم فتاة فوضوية" لتحديد الفئة التي تنتمي إليها الفتيات، ضجة وتفاعلا واسعين.

 

تعبيرية (انترنت)

 

وتلاحظ الكاتبة الفرنسية المتخصصة في الموضة والفخامة صوفي أبريا لوكالة فرانس برس أن هذا "الإهمال المبالغ فيه للمظهر" ليس أمرا جديدأ، إذ سبق أن انتهجته نجمات أخريات قبل عقود، من جوارب كورتني لاف الممزقة في تسعينات القرن العشرين، إلى كحل آيمي واينهاوس المتقطر، مرورا بجزمة المطر التي درجت كايت موس على انتعالها في المهرجانات خلال العقدين الأول والثاني من القرن الحادي والعشرين.

وتشرح أبريا أن "هذا التوجه يقع في منزلة وسطى بين مظهر +الغرانج الناعم+ soft grunge في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين وأسلوب الـ+إندي سليز+ indie sleaze (الذي يجمع بين الروك والبوهيمية) في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. إلا أن كل اتجاه اليوم يمر عبر مصفاة الخوارزمية ويصبح وسما".

"الإرهاق المُنمّق" 
لكنّ مفهوم "الفتاة الفوضوية" ليس مجرّد موضة جمالية، بل يُجسّد أسلوب حياة يقوم على قبول الذات والواقع كما هو من دون السعي إلى تعديله.

وتوضح صوفي أبريا أنه عبارة عن "جمالية تمجّد اللاكمال، واللامبالاة، والفوضى، والهشاشة العاطفية (...) وهو بمثابة نقد للإنتاجية المفرطة، ولكن أيضا لمعايير الجمال" التي تجسّدها موضة "الفتاة النظيفة".

وتضيف أن هذا المفهوم، "من خلال جمالية العيوب، و+الفوضى+. يشكّل نقيضا لفكرة التحكّم. إنه نوع من الإرهاق المُنمّق...".

وهو إرهاق مدروس بعناية. ففي الواقع، غالبا ما يكمن وراء العفوية الظاهرة للموضة، توجه مصود مُصمّم بعناية. ومن هنا، تكثر دروس التبرّج على طريقة "الفتاة الفوضوية" أو تنسيق الملابس المناسبة لها.

وتُشير الصحافية الفرنسية المُتخصصة في تأثير الموضة كلير روسيل إلى أن الإخراج القائم على التحكّم المطلق الذي تجسّده إطلالة "الفتاة النظيفة" أفسَحَ لـ"نوع من الإخراج القائم على الواقع الحقيقي". وتلاحظ صوفي أبريا "أن الفوضى الظاهرة غالبا ما تكون متعمدة".

وهذه الفوضى المقصودة التي يُفترض أن تكون مُحرِّرة، لا تبدو في متناول الجميع، ولا تعبّر عن "تحرُّر نسوي كبير، لأن هذا التوجه يتبلور من خلال نساء بيضاوات، نحيفات جدا، ومُفرطات في تبني معايير المغايرة الجنسية، ومشاهير مثل كايت موس..."، بحسب كلير روسيل.

وترى أن هذا التوجه "لا يُراعي التنوع. وبهذا المعنى، فهو ليس نسويا جدا".

استعادة 
إلى ذلك، إذ كان مفهوم "الفتاة الفوضوية" يجسّد الرغبة في الانعتاق من الأعراف الاجتماعية السائدة، فهو ليس بمنأى عن إمكان أن يتلقفه قطاعا الأزياء والتجميل.

وترى صوفي أبريا أن "المفارقة تكمن في أن العيوب حتى قابلة للتنميق والبيع، وقد أدركت ماركات الأزياء ذلك".

وكان أسلوب الـ"إندي سليز" حاضرا بقوة في أسبوع الموضة النسائي الأخير في باريس، إذ لوحظ الاستخدام الكثيف للجلود، وعودة السراويل الضيقة، وقمصان الـ"تي شيرت" التي تحمل شعارات، ومنها تلك التي تحمل عبارة "اعشق ديور" J'adore Dior، وهي صيغة جديد لتلك التي صممها المدير الفني السابق جون غاليانو.

مع ذلك، تُضفي "الفتاة الفوضوية" نفحة منعشة في مرحلة تشهد ظهور "اتجاهاتٍ رجعيةٍ جدا"، على غرار ما يُعرف بموضة "ترايدوايفز" tradwives أي "الزوجات التقليديات" اللواتي يقتصر دورهن على أن يكنّ ربات بيوت، أو عودة المحتوى المُؤيد لفقدان الشهية، بحسب كلير روسيل.

وتختتم قائلةً: "إذا وجد الناس اتجاها يتيح لهم مواجهة هذه القواعد المحافظة جدا التي تخفي بين طياتها عدائية تجاه النساء، فسيكون ذلك  رائعا".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق