بوابة الكويت - يحظى الممثل اللبناني سعيد سرحان بتفاعل جماهيري واسع، خصوصاً بعد النجاح الكبير الذي حققه من خلال دوره في مسلسل "بالدم" إلى جانب الممثلة ماريلين نعمان، حيث شكّلا ثنائية درامية لافتة. واليوم، يُتابَع سرحان في مسلسل "خطيئة أخيرة" الذي يجمع نخبة من نجوم الدراما اللبنانية والسورية، وتبرز فيه أيضاً ثنائية جديدة بدأت تحصد اهتمام الجمهور بينه في شخصية "إياد"، وبين الممثلة رشا بلال التي تؤدي شخصية "روبي".

بعيداً من الكاميرا، يحرص سرحان على أداء دوره كفنان مؤثّر في قضايا المجتمع، وقد انضمّ أخيراً إلى مؤسسة "مينتور العربية" بصفته عضواً في لجنة تحكيم الأفلام المشاركة في المبادرة التي ترفع هذا العام شعار "التواصل الصحي – Healthy Communication".

وفي مقابلة خاصة، تحدّث إلينا عن هذه المشاركة، وعن نظرته إلى دوره كفنان في خدمة المجتمع، وعن جديده الفني على أكثر من صعيد.

وجودك اليوم في مناسبة تُعنى بالشباب، يتردّد صداها عربياً وعالمياً، ما الذي يعنيه لك ذلك؟

نحن الفنّانين نتحمّل مسؤولية خلق تواصل صحّي مع الجمهور، لأننا بمثابة جسر يربط بين الجمعيات والمجتمع، وخصوصاً الشباب. ومن خلال الاستفادة من المساحة التي نملكها، ومن علاقاتنا مع الجمهور والمصداقية التي نتمتع بها، يمكننا أن نُسهم في خلق بيئة إيجابية تتماشى مع الرسالة الأساسية، وهي "التواصل الصحّي".

نحن نعيش أزمة تواصل حقيقية، فاللغة السائدة اليوم في العالم هي لغة العنف والدم، وحتى على الصعيد الاجتماعي بات التواصل الطبيعي نادراً. من هنا، من واجبنا كفنانين ومؤثّرين أن نؤدي دورنا في إيصال هذه الرسالة.

بالعودة إلى أعمالك الفنية، الجمهور يتفاعل كثيراً معك في مسلسل "خطيئة أخيرة". كيف تتابع هذا التفاعل؟

بدأت أسمع من الناس أن هناك مَن يَحنّ إلى ثنائية "حنين وآدم" من مسلسل "بالدم"، لكن في المقابل، كثيرون بدأوا يتابعون ويُحبّون الثنائية الجديدة بين "إياد وروبي". أنا شاركت في البداية كضيف في "خطيئة أخيرة"، ثم تطوّر الدور، وأعتقد أن التناقض بين الشخصيتين هو ما جعل التفاعل كبيراً، فهذه المفارقة تُولّد حالة درامية متكاملة.

سعيد سرحان ورشا بلال في مسلسل خطيئة أخيرة (الصورة من أحد المشاهد)

إلى أيّ مدى تعاني من الوسواس القهري في حياتك الشخصية، خصوصاً أن شخصية "إياد" تتّصف بهذه السمات؟

لديّ بعض الملامح من الوسواس القهري، لكنها لا تتعلّق بالنظافة أو الترتيب، كما في شخصية "إياد"، بل أكثر بما يتعلّق بالقلق الزائد. مثلاً، قد أخرج من المنزل ثم أعود لأتأكد ممّا إن كنت أغلقت الغاز أو أقفلت الباب. أعتقد أن هذا يرتبط أيضاً بفرط الحركة وتشتّت الانتباه (ADHD) الذي أعاني منه.

بوستر مسلسل خطيئة أخيرة (الصورة من حساب سعيد سرحان في إنستغرام)

لكن ليست هذه المرة الأولى التي يُكتب لك فيها دور ويجري تطويره لاحقاً. حصل ذلك أيضاً في "نظرة حب"؟

نعم، في مسلسل "نظرة حب"، أدّيت شخصية "حردان" التي كان لها أثر كبير في تحريك الأحداث في نهايته. وما حققناه في "بالدم" أيضاً كان مهماً جداً، حيث قدّمنا نموذجاً متميّزاً عن الممثل اللبناني.
لكن للأسف، أرى أن بعض شركات الإنتاج لا تستثمر هذه الحالات بالطريقة الصحيحة لتطوّرها، بل تعود إلى النمطية في اختيار الشخصيات. وهنا لا أقصد شركة "إيغل فيلم"، التي تسير فعلاً في مسار تطوير حضور الممثل اللبناني.

بعض الشركات تذهب إلى الخيار الأسهل، وهو النمطية: تثبيت الثنائية التقليدية بين الممثلة اللبنانية والممثل العربي، فيما يُترَك الممثل اللبناني ليُبحث عن مكان له.

تحدثت في هذا الموضوع مع عدد من الزملاء، وعبّرنا عن حالة من الإحباط. آن الأوان لأن تُكتب نصوص تُعطي للممثل اللبناني حقه وفرصته. لدينا طاقات كبيرة، ويجب أن يُفتح الباب أمامها، لا أن تبقى محصورة ضمن أنماط أو ثنائيات تقليدية.

سعيد سرحان بدور حردان إلى جانب الممثل السوري باسل خياط في مسلسل نظرة حب (الصورة من حساب سرحان في إنستغرام)

شاهدناك أخيراً في تركيا، وشاركت جمهورك صورة تجمعك بالممثل التركي أراس بولوت إينيملي. أخبرنا عن تفاصيل هذا اللقاء.

هناك صديق مشترك بيني وبين أراس بولوت إينيملي، هو المخرج أوموت آرال، وقد تعاونت معه سابقاً في اليونان، بالإضافة إلى تعاوني معه في عمل جديد أيضاً. صادف أن أراس كان يصوّر مع أوموت مسلسل "العبقري"، وقمت بزيارة للمخرج في موقع التصوير، فألقيت التحيّة على أراس.
هو ممثل لطيف جداً ومتحمّس دائماً للقيام بعمله على أكمل وجه، كان لقاء زملاء.
وجودي في تركيا جاء أيضاً خلال تصويري مسلسلاً بعنوان "صراع التلال"، لم يُعرض بعد، وهو يدور حول صراع بين منطقتين حدوديتين.

سعيد سرحان مع الممثل التركي أراس بولوت إينيملي والمخرج أوموت آرال (الصورة من حساب سرحان في إنستغرام)

ماذا عن تفاصيل الفيلم السينمائي "كوبرا" (Kobra)؟

فيلم "كوبرا" (Kobra) أُنجز بجهود فردية من فريق العمل، من المخرج إلى الكاتب إلى الممثلين. قررنا أن نصنع سينما تُشبهنا وتخرج من الإطار السائد. وسيُعرض الفيلم في 17 تموز/يوليو في صالة "غراند سينما – ABC فردان"، ونأمل أن يترك أثراً ويكون بداية لمسار سينمائي مختلف.

سعيد سرحان في فيلم كوبرا (الصورة من حسابه في إنستغرام)