نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الحرب الايرانية - الاسرائيلية ماذا تحمل الجولات المقبلة؟ - بوابة الكويت, اليوم الجمعة 27 يونيو 2025 10:59 صباحاً
بوابة الكويت - نبيل المقدم
منذ قيام الثورة في أيران، وأعلانها العداء المطلّق للعدو الاسرائيلي، وهي مُصنفة من الولايات المتحدة ضمن ما يُسمى محور الشر، والداعم الاكبر للحركات الارهابية في العالم. وأن برنامجها النوويّ هو لخدّمة هذه الاهداف.
ومنذ ذلك التاريخ، لم تكفّ الولايات المتحدة عن توجيه التهديدات لإيران بوجوب التخلي عن هذا البرنامج، والسماح للمفتشين الدوليين بزيارة منشأتها النووية. وعلى رغم تجاوب إيران مع هذا الطلب، وأعلانها أن برنامجها النووي، هو لإغراض سلمية، فإن الولايات المتحدة زادت من ضغوطها عليها، وعمدت إلى محاصرتها بعقوبات اقتصادية جائرة.
وفي الحقيقة إن الولايات المتحدة لايهمها البرنامج النووي الايراني، بقدر ما يخيفها عداء الثورة في إيران للكيان الصهيوني، والذي هو عداء مبدئي، وليس سياسياً. كما أنه يجب التنبه إلى أن الولايات المتحدة تولي أهمية قصوى لإخضاع النظام في إيران أو اسقاطه، نظراً الى موقع إيران الإستراتيجي الذي يشكل عقبة أمام توسعها، ونقطة ضعف في الطوق الاميركي حول روسيا. وهي اعتبرت أن وجودها في العراق يشكل تهديداً لإمن أيران وأن التوصل إلى تسوية للصراع العربي - الاسرائيلي من شأنه أن يؤدي إلى عزل هذا البلد، ويكف يده عن التعاطي في شؤون المنطقة، ويمهّد لمواجهته.
ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة لم تسع طوال الفترة الماضية إلى استعمال القوة العسكرية في مواجهة طهران، إدراكاً منها أن أي مواجهة من هذا النوع ستكون لها عواقب وخيمة. ليس أقلها أحتمال الرد بإغلاق مضيق هرمز، ومنع حاملات النفط من المرور، وضرب السفن، ما يؤدي إلى خسائر مادية وبشرية كبيرة، وكل ذلك سيكون له تأثير خطير على الاقتصاد العالمي، وفي طليعة المتأثرين الولايات المتحدة الاميركية.
وأدركاً من الطرفين لخطورة الانزلاق إلى منازلة خطيرة بهذا الحجم، جاءت الضربة الاميركية الأخيرة والرد إلايراني عليها، بالشكل الذي اتاح للطرفين حفظ ماء الوجه.
من الواضح أن الطرفين الاميركي والاسرائيلي وقعا ضحية سوء التقدير. فهما اعتقدا أن الضربة المفاجئة التي افتتحت بها اسرائيل الحرب، ستؤدي إلى انهيار النظام في أيران ومعه الجيش. لكن الذي ظهر عكس ذلك تماماً، فقد ثبت للجميع أن هناك مناعة داخل مؤسسات الدولة وفي المجتمع يصعب اختراقها.
وأذا كان من عنوان يجب أن يُعطى لهذه الحرب فهو "الصاروخ مقابل الطائرة". فالتفوق الجوي الاسرائيلي الكبير، قابلته قوة صاروخية جبارة من الجانب الايراني موجهة بأدوات التكنولوجيا المتقدمة، والتي لم تكن اسرائيل تتوقعها، ما ادى إلى خلخلة التوازن عندها، إلى درجة دفعت الولايات المتحدة الى التدخل، بعد أن وجدت أن قدرة الجيش الاسرائيلي على التحمل ضعفت كثيراً، ما انعكس سلباً على المجتع الاسرائيلي، والذي يرتبط وجوده وبقاءه بقوة هذا الجيش وقدرته على حمايته.
واليوم بعد الاعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف النار، يمكننا القول أن جولة من جولات هذه الحرب الايديولوجية العقائدية قبل أن تكون مرتبطة بقضايا سياسية وأمنية قد انتهت، ولكن الحرب مستمرة بأشكال متعددة... فالنظام العالمي الجديد لن يستقر وسيبقى على هذا الشكل من من الاضطراب والتأرجح، إلى أن تُحسم الامور لمصلحة أحد الطرفين.
المقاربة الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة رأي مجموعة "النهار" الاعلامية
0 تعليق