ترامب ونتنياهو... علاقة "تغيير الخرائط" أعمق من شتائم عابرة! - بوابة الكويت

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ترامب ونتنياهو... علاقة "تغيير الخرائط" أعمق من شتائم عابرة! - بوابة الكويت, اليوم الجمعة 27 يونيو 2025 06:43 صباحاً

بوابة الكويت - قد يكون توصيف آموس هوكشتاين، الديبلوماسي السابق في إدارة جو بايدن، الأدق بشأن إسرائيل وعلاقتها مع الولايات المتحدة، حين قال خلال بودكاست إن إسرائيل "لم يعد لديها زرّ إيقاف منذ عهد رونالد ريغان"، بمعنى أنها تتحرّك بهوامش واسعة جداً في الشرق الأوسط بدعم مطلق من الولايات المتحدة والغرب.

 

الحرب ضد إيران كانت المغامرة الأخطر التي أطلقتها إسرائيل خلال السنتين الأخيرتين اللتين كانتا مليئتين بالمغامرات التي تحمل في طيّاتها تغييرات جذرية في خرائط الشرق الأوسط الجغرافية والسياسية والعسكرية، لكنها كانت نقطة فارقة في تاريخ العلاقات الأميركية – الإسرائيلية، لكونها حملت من الشوائب الكثير وعمل تحالف السياسة والإعلام على تطويقها.

كان واضحاً أن علاقة الإدارتين الأميركية والإسرائيلية متوترة، وقد انعكس هذا التوتر جهاراً حينما شتم الرئيس الأميركي دونالد ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووبّخه على الهواء مباشرة وأمره بإعادة مقاتلاته المتجهة نحو الأجواء الإيرانية والالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، لكن ترامب عاد وأصلح الموقف بطلب وقف محاكمة نتنياهو، متعهداً إنقاذه منها.

يوافق الباحثان المتخصّصان في الشأن الإسرائيلي عادل شديد وفراس ياغي على العلاقة الأميركية – الإسرائيلية الثابتة من جهة، والانسجام بين ترامب ونتنياهو من جهة أخرى، "رغم بعض التباينات والمطبات"، وإذ يرى شديد أن طبيعة ترامب "المتقلبة" قد تؤدّي إلى "مشادات" مع نتنياهو، لكن تبقى العلاقة بين التيار الديني الأميركي والتيار الديني الإسرائيلي "وطيدة".

الحرب ضد إيران كانت أحد أبرز التباينات بين الرجلين. وفي هذا السياق، يقول ياغي لـ"النهار" إن نتنياهو "حاول استغلال" ترامب إلى أقصى الحدود وجرّه إلى حرب في الشرق الأوسط "فتدخل ترامب وضغط على إسرائيل للقبول بوقف النار"، وقد يكون عقد صفقة مع نتنياهو قوامها "الالتزام بوقف الحرب مقابل مساعدته على الخروج من الأزمة القضائية".

 

مجسمات لترامب ونتنياهو (أ ف ب).

 

شديد يقارب الموضوع من زاوية أخرى، فيشير لـ"النهار" إلى أن نتنياهو "قدّم معلومات غير دقيقة" عن إمكانية إسقاط النظام الإيراني "خلال وقت قصير جداً"، لكن ترامب "شعر بالحرج" بعدما تبيّن أن هذه التقديرات ليست صحيحة، كونه يميل لاعتماد "الحروب المضمونة"، فيما اتهم نتنياهو الرئيس الأميركي خلال جلسات مغلقة بأنه "لم يدعم" إسرائيل "بالشكل المطلوب".

 

ويستطرد فيقول: "النقاش في إسرائيل كان يوحي بأنهم مقتنعون بقدرتهم على إسقاط النظام الإيراني وبتكرار تجربة سوريا في إيران ونجاحها، وكانوا يعدّون البدائل من خلال التواصل مع المعارضة الإيرانية التي كان من المفترض أن تتولّى زمام الأمور، والولايات المتحدة تثق بالاستخبارات الإسرائيلية وتقديراتها، لكن فشل هذا السيناريو أحرج ترامب لكونه شريكاً في الحرب".

إلا أن  التباين لا يعني سوء العلاقة، ووفق تقديرات ياغي، فإن ترامب يعي أن العلاقة مع نتنياهو "ضرورية جداً" لإحداث التغيير المطلوب في المنطقة، وقد طلب وقف محاكمة نتنياهو بهدف إيجاد مخرج له ينتقل من بعده نحو إنهاء الحرب في غزّة، لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي لن يوقف الحرب وهو معرّض للمحاكمة، لكن السؤال هو عن قدرة ترامب على وقف المحاكمات.

شديد يؤكّد رغبة ترامب في بقاء نتنياهو في الحكم لكونه "يخدم مصالحه"، وبقاء المجموعة التي تحكم إسرائيل، لكونها تعبّر عن تيار ديني يميني متجانسة ومتماهية مع رؤى ترامب للمنطقة. وبتقدير الخبير بالشأن الإسرائيلي، فإن تغيير نتنياهو قد يتم في حالة واحدة، وهي وقف الحرب في غزّة ووقف محاكمته والتوجّه نحو شخصية متطرفة أيضاً.

في المحصلة، فإن التباينات بين ترامب ونتنياهو لا تعني بالضرورة الاختلاف، لأن وجهات النظر متطابقة كثيراً بشأن المنطقة ومستقبلها والقدرة الإسرائيلية شبه المطلقة على تغيير موازين القوى، لكن يبقى التحدّي الأكبر أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الأميركي نسبياً هو المحاكمة في إسرائيل، والعين على ما يمكن لترامب فعله، وما لا يمكنه.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق