إدارة ترامب تراهن على مفاوضات "هجوميّة"... وتقفز فوق الجدل حول نتائج الضربات لإيران - بوابة الكويت

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إدارة ترامب تراهن على مفاوضات "هجوميّة"... وتقفز فوق الجدل حول نتائج الضربات لإيران - بوابة الكويت, اليوم الجمعة 27 يونيو 2025 06:23 صباحاً

بوابة الكويت - لن يدع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عاصفة الجدل المثار بشأن نتائج الضربات للمنشآت النووية الإيرانية تقف عائقاً أمام الذهاب نحو المفاوضات مع طهران في أسرع وقت ممكن، محدّداً موعداً محتملاً لها الأسبوع المقبل. وهو يستبطن بذلك القول إن الديبلوماسية قادرة على استكمال ما عجزت عنه القنابل الخارقة للتحصينات.    

وعندما يقارن النتائج السياسية التي ستسفر عنها ضرباته على إيران، بتلك التي أسفر عنها إلقاء قنبلة ذرية على هيروشيما في اليابان عام 1945، والتي عجلت في وضع حد للحرب العالمية الثانية، يحاول الإيحاء أن الحرب مع إيران انتهت، وحان الآن دور الديبلوماسية لقطف ثمار القصف. 

ربما كان نائب الرئيس الأميركي جي. دي. فانس أكثر دقة في وصف السياسة الخارجية لترامب، والتي قال عنها إنها "تغير العالم" بالاستناد إلى مفاوضات "هجومية"، وإلى استخدام "القوة الساحقة" إذا تطلب الأمر.    

ببساطة يعني هذا، استثمار الضربات في إقناع إيران بالعودة إلى المفاوضات، بعدما كبح ترامب جماح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولو أنه عاد لاسترضائه في اليوم التالي، واعداً إياه بإنقاذه من المحاكمة التي يخضع لها بتهم الفساد، على غرار ما أنقذ إسرائيل في الحرب الأخيرة. 

الحل التفاوضي، يوفّر على ترامب مشقة الذهاب إلى سيناريوهات تتطلب كلها من الولايات المتحدة تكريس أصول عسكرية في المنطقة بشكل دائم، بما يثير انزلاق أميركا إلى "حرب أبدية" أخرى في الخارج.    

ولا يجد سيناريو ترك النظام الإيراني ضعيفاً، كحال نظام صدام حسين عقب حرب الخليج الثانية عام 1991، حماسة لدى ترامب الذي يريد حسم الأمور دفعة واحدة، وعياً منه بأن اتفاقاً مع إيران سيفتح الباب واسعاً أمام آفاق أوسع في المنطقة. أما العودة إلى ما قبل 13 حزيران/ يونيو، فتحمل في طياتها احتمال تجدّد النزاع في أي لحظة.

وهذا أحد الأسباب التي تحدوه إلى عدم التوقف كثيراً عند الجدل الدائر حالياً، في شأن الأضرار التي دمرتها الضربات الأميركية أو الإسرائيلية. وجاء تقويم الهيئة الذرية الإسرائيلية الذي تحدث عن "تدمير البنية التحتية الحيوية (لمنشأة فوردو)، بحيث جعلتها غير صالحة للعمل"، ليعزز وجهة نظر ترامب في هذا المجال.

ويزيل ذلك عقبة رئيسية من أمام ذهاب أميركا إلى المفاوضات، من دون تشويش إسرائيلي، على غرار ما حصل في الجولات الخمس من الحوار غير المباشر بين أميركا وإيران، وأفسدتها الحرب الإسرائيلية.

وعلى افتراض أن بعض أجزاء البرنامج النووي لا يزال سليماً، فإن ترامب يتمسك بموقفه القائم على أن أي اتفاق جديد مع طهران يجب ألا يتيح لها تخصيب اليورانيوم على أراضيها بأي شكل من الأشكال. 

وكما أعلنت أميركا وإيران وإسرائيل أنها خرجت من الحرب رابحة، فإن نجاح المفاوضات المقبلة بين واشنطن وطهران، سيعتمد كثيراً على الصياغات التي ستوفر المخارج للجانبين للقول إن كل طرف حقق مبتغاه. كأن يعلن ترامب أن الاتفاق المحتمل قد وضع حداً لطموحات إيران نحو القنبلة، بينما تستطيع إيران الإعلان أنها لم تفرط بحقها في التخصيب.    

ويعول ترامب، من دون ريب، على حال الإنهاك في إيران وفي إسرائيل أيضاً، لتحقيق اختراق في السياسة. بلغ به الأمر حد لوم الطرفين بالتساوي قائلاً "إنهما لا يدريان ماذا يفعلان" من خلال الحرب التي نشبت بينهما.  

 


وتحظى النبرة الجديدة في الخطاب الأميركي (وزير الخارجية ماركو روبيو ركز على ضرورة نهوض إيران اقتصادياً)، بتجاوب حذر من الحكومة الإيرانية. وعلى سبيل المثال، أبدى الرئيس مسعود بزشكيان استعداده لحل الخلافات مع أميركا "في إطار الأعراف الدولية".    
      

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق