نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تركيا بعد الحرب الإسرائيلية - الإيرانية: استخبارات أقوى وديبلوماسية أكثر نشاطاً - بوابة الكويت, اليوم الخميس 26 يونيو 2025 05:59 صباحاً
بوابة الكويت - مع انتهاء الحرب الإسرائيلية-الإيرانية، انتقلت النقاشات في تركيا من التركيز على آثارها ونتائجها المباشرة على البلاد، إلى "الدروس المستخلصة".
التصريح اللافت للانتباه الذي صدر عن رئيس حزب الحركة القومية اليميني دولت بخجلي، شريك الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في السلطة، والذي حذر فيه من كون تركيا المحطة التالية بعد طهران، لاقى صدى واسعاً في الأوساط الأكاديمية والأمنية التركية.
تركيا بين "الموساد" و"الحرس الثوري"
يرى الخبير التركي في الشؤون الأمنية اردامان غولر أن "مخاوف التقسيم والهيمنة الإسرائيلية على القرارات الخاصة بمصير المنطقة، ليست حالة من البارانويا، وليست مجرد تشتيت للانتباه، ولا هوساً قومياً أو أمنياً كما يحاول البعض تصويره، بل حقيقة يجب التعاطي معها بجدية".
ويقول غولر، في حديث إلى "النهار"، إن "تناول هذه التحدّيات من منظور ضيق أو بناء السياسات الأمنية على الطائرات والصواريخ فقط، دون تحليل الاستراتيجيات العسكرية ونقاط الضعف والقوة، وإمكانية لعب أدوار إقليمية أوسع، سيعرّض تركيا إلى أخطار اللااستقرار في كل مرة تتكرر فيها سيناريوات الحرب بين طهران وتل أبيب، والتي لا تبدو أنها انتهت".
ويشير المحللون الأتراك إلى أن الحرب الأخيرة أظهرت القوة المدمرة لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد"، الذي نفذ اغتيالات وعمليات تخريب داخل إيران، محذّرين من إمكانية تطبيق هذا السيناريو في تركيا أيضاً.
منذ تشرين الأول/أكتوبر 2021، نفذ جهاز المخابرات التركية "ميت" أربع عمليات ضد خلايا تابعة للموساد، بعضهم من جنسيات أجنبية، وآخرون من المنتسبين لتيارات الإسلام السياسي، والعديد من ضباط الشرطة وعناصر الأمن، أشهرهم حمزة طورهان آيبيرك، الذي اعتُقل ضمن العملية الرابعة ضد الموساد في 2 شباط/فبراير 2024، وكان عمل كمدير للأمن في الجهاز التركي داخل البلاد وخارجها.
وأعدّ نائب رئيس "حزب الشعب الجمهوري" المسؤول عن سياسات الدفاع الوطني يانكي باغجي أولو، خريطة طريق للأمن القومي في 25 بنداً، ضمن الدروس المستخلصة من الصراع بين إيران وإسرائيل والتوصيات الناتجة عنه.
ووفق باغجي أوغلو "أظهر هذا الصراع أن القوة الميدانية وحدها لا تكفي، بل تُعدّ الاستخبارات والأمن السيبراني، والقدرات التكنولوجية عوامل حاسمة في حماية الأمن القومي التركي"، حسب وصفه.
يطالب باغجي أوغلو "الدولة التركية بدمج الاستخبارات البشرية، والإلكترونية، والمصادر المفتوحة ضمن وحدة استخبارات مضادة، مع التنسيق بين كافة أجهزة الاستخبارات، بالتوازي مع اتّخاذ إجراءات وقائية في وقت السلم ضد التخريب، والتسلل، والتلاعب عبر شبكات التواصل مثل واتساب".
رجل يلتقط صوراً لمبنى سكني في طهران تضرر بغارة إسرائيلية. (أ ف ب)
سقوط طهران يهدد تركيا
الهجوم الذي شنته الولايات المتحدة على منشآت فوردو ونطنز وأصفهان النووية الإيرانية مثّل نقطة تحول في المواجهة بين إسرائيل وإيران، ورفع منسوب التوتر في الشرق الأوسط إلى مستويات خطيرة. لم تصدر تركيا إدانة للهجوم الأميركي، بل دعت إلى تغليب الحوار والديبلوماسية.
وبحسب موقع "أكسيوس" الأميركي، حاول إردوغان التوسط لعقد لقاء بين مسؤولين أميركيين وإيرانيين في إسطنبول قبل الهجوم الأميركي، لكن مساعيه باءت بالفشل نتيجة "عدم التمكن من التواصل مع المرشد الإيراني علي خامنئي"، على خلفية الإجراءات الأمنية بالغة السرية بسبب مخاوف من محاولة اغتيال.
لكن الاعتقاد السائد لدى الخبراء الأتراك، هو رفض طهران للوساطة التركية، مفضلّة وساطة روسية-صينية "أكثر ثقة".
أما الهجوم الإيراني الأخير على القاعدة الأميركية في قطر فقد زاد من مخاوف تعرّض قواعد أميركية أو تابعة لشمال الأطلسي إلى استهداف إيراني، حتى وإن لم تكن تركيا طرفاً في الحرب.
ويحذّر خبراء أتراك من أن سقوط النظام الإيراني قد يُفضي إلى فوضى داخلية أو حرب أهلية، ما قد يدفع بملايين الإيرانيين إلى الفرار، وتركيا ستكون أولى وجهاتهم.
ويشددون على أن أي ضعف في إيران سيؤدي إلى فراغ أمني قد تستفيد منه جماعات مثل "داعش" أو "حزب العمال الكردستاني"، ما يحتّم على أنقرة تفعيل ضغوط على حلفائها في شمال الأطلسي من أجل عدم الانجرار إلى سيناريو فوضى في البلاد.
في الوقت ذاته، تزيد المعارضة التركية من الضغوط على الحكومة لاتّخاذ مواقف أكثر تشدداً في مسار منع طهران من الوصول إلى السلاح النووي، الذي سيؤدي إلى "انطلاق سباق تسلّح نووي في المنطقة، بمشاركة تركيا".
تراجع السياح من روسيا وإيران يُربك حسابات أنقرة
وبعيداً عن التأثيرات الأمنية، ورغم انتهاء الحرب، إلا أن نتائجها بدأت تُلقي بظلالها على قطاعي التجارة والسياحة التركي، في ظل الغاء حجوزات سابقة، خصوصاً من قبل السياح الإيرانيين والعراقيين والأردنيين واللبنانيين، وتوقف مبيعات شهري تموز/يوليو وآب/أغسطس بشكل شبه كامل.
وتسعى تركيا هذا العام لتحقيق إيرادات سياحية تصل إلى 64 مليار دولار من خلال جذب 65 مليون زائر. لكن بحسب بيانات وزارة السياحة، انخفض عدد الزوار الأجانب خلال أول خمسة أشهر من العام بنسبة 1% ليبلغ 15.6 مليون زائر، في حين تراجع عدد السياح من روسيا بأكثر من 5% ومن أوكرانيا بنسبة 1.5%.
وتحتل إيران المرتبة الرابعة في قائمة الدول الأكثر ارسالاً للسياح إلى تركيا، بنحو 3.3 مليون زائر، حسب إحصاءات عام 2024 الرسمية، مقابل 301,641 سائحاً أردنياً، و261,713 سائحاً لبنانياً.
0 تعليق