نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل ندِمَ نتنياهو بعد قصف ترامب لإيران؟ - بوابة الكويت, اليوم الخميس 26 يونيو 2025 05:48 صباحاً
بوابة الكويت - فاصلٌ قصير عن الحرب على إيران.
تعيش روسيا هذه الأيام الذكرى السنوية الثانية لانقلاب يفغيني بريغوجين على وزارة الدفاع الروسية، ومن خلفها الرئيس فلاديمير بوتين. لم يكن الانقلاب غير متوقع. قبل نحو 500 عام، حذّر نيكولو ميكيافيلي من "خطورة" اللجوء إلى المرتزقة: "إذا اعتمد عليها أحد الأمراء في دعم دولته، فلن يشعر قط بالاستقرار"، كما كتب في "الأمير" (الفصل 12). ربما شعر بوتين بالندم ولو موقتاً بعد الاستعانة بمرتزقة "فاغنر".
بالعودة إلى الحرب على إيران، قد يراود رئيسَ الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شعورٌ مماثل. ثمة فرق هائل وبديهي بين لجوء بوتين إلى المرتزقة لمحاربة أوكرانيا، بل لإسقاط مدينة غير استراتيجية فيها كباخموت، ولجوء نتنياهو إلى أقوى دولة في العالم للمشاركة في ضرب برنامج إيران النووي. تبقى العبرة المشتركة في الخطوتين أن الاستعانة بالخدمات العسكرية لطرف ثانٍ يعطي الأخير صوتاً واضحاً في القرار العسكري والسياسي. كيف إذا كان صاحب هذا الصوت دونالد ترامب، الرئيس الأميركي.
عالَمٌ بقواعد مختلفة
أمكن نتنياهو أن يقتحم منشأة فوردو بقوات خاصة. لكن عملية كهذه محفوفة بالمخاطر مع احتمال سقوط عشرات القتلى والجرحى الإسرائيليين. بالتالي، فضّل تدخل إدارة ترامب. لكنه لم يكن تدخلاً بلا أضرار جانبية. بعد الضربات على المنشآت النووية، طلب ترامب من نتنياهو، وبنبرة قاسية، وقف الحرب. لم يملك الأخير خيارات كثيرة.
ولو أن الضربات حققت نتائج مؤكدة، لأمكن نتنياهو الاطمئنان. لكن التقييم الأولي لوكالة الاستخبارات الدفاعية لا يوحي بطمأنينة كبيرة. (نفى ترامب صحته بعدما تداولته "سي أن أن"). في أفضل الأحوال، أخّرت الغارات الأميركية البرنامج النووي "أشهراً قليلة". وعلى ما يبدو، تجلت الصعوبة الحقيقية في تدمير المخازن المحصنة في أعماق منشأة أصفهان لا في فوردو. تعرضت تلك المنشأة لصواريخ "توماهوك" الأميركية لكن معظم الأضرار سطحية، بحسب جيفري لويس، أحد أبرز مراقبي الملف النووي الإيراني.
ترامب ونتنياهو (أ ب)
باختصار، أراد نتنياهو نقل عبء مخاطر استهداف إيران إلى الولايات المتحدة. في عالم دونالد ترامب، ما من قواعد كهذه، حتى لغاية محورية كوقف الانتشار النووي. شرط التدخل الأهم بالنسبة إليه هو أن يكون سريعاً وآمناً وقابلاً للاستغلال السياسي. يكفي أن تخطف الغارات الأضواء – وتصميم قاذفات "بي2" يقدّم خدمة في هذا الإطار – حتى يتم الإعلان عن نجاح "تاريخي" للعملية. ما هو التاريخ أو السجلّ الذي تُقارَن به هذه الضربات أمرٌ مجهول. الآن، يُترك نتنياهو شبه وحيد. هذا ويخشى الإسرائيليون أيضاً عدم تضرر ترسانة إيران من المسيّرات والصواريخ المجنّحة تحديداً.
دَين
للتأكيد، لم يتم حسم نتائج الضربة. فتقييم استخبارات البنتاغون أولي وقد يتغير. وعلى عكس لويس، يعتقد ديفيد أولبرايت، مراقب بارز آخر للبرنامج النووي الإيراني، أن الضربات كانت فعالة في وقف "تسليح" اليورانيوم المخصّب ولو أنه كان أقل ثقة بالنتائج على المدى البعيد بسبب بعض بقايا اليورانيوم وأجهزة الطرد المركزي. وحتى الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية اسماعيل بقائي قال إن المنشآت النووية "تضررت بشدة". مع ذلك، قد يكون هذا الكلام محاولة لتجنب ضربات أميركية وإسرائيلية مستقبلية على بلاده.
وعلى أي حال، قد يتمكن نتنياهو من التحرك مجدداً في إيران، بمجرد أن يملّ ترامب من الملف، كما فعل حين خضع موقتاً لضغط صارم من ستيف ويتكوف الشتاء الماضي بخصوص الحرب على غزة.
إحدى العقبات أمام نتنياهو هي الوقت اللازم لاستعادة حرية وفاعلية العمل في إيران، بعد الانكشاف المحتمل لخلايا التجسس.
كما كتب هيرب كينون في "جيروزاليم بوست"، تشعر إسرائيل بأنها مَدينة لترامب بعد الضربة.
ألم يتوقع نتنياهو ذلك؟
0 تعليق